حدد مصرف سوريا المركزي سعر الصرف الرسمي لليرة السورية مقابل الدولار عند 12500 ليرة. وهذه هي أول نشرة أسعار يصدرها المصرف بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول.

وحسب تقارير من شركات صرافة بدمشق، شهدت الليرة السورية ارتفاعاً من 15000 ليرة مقابل الدولار في الأيام الأخيرة من حكم الأسد.

ويعزى الارتفاع إلى عودة آلاف السوريين الذين لجأوا إلى الخارج خلال فترة الحرب، بالإضافة إلى الاستخدام المتزايد للدولار والليرة التركية في الأسواق المحلية.

خلال حكم الأسد، كانت هناك أسعار صرف رسمية متعددة تستخدم في شركات الصرافة وعند التحويلات المالية من الخارج. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أسعار في السوق الموازية. في السابق، كان التعامل بالعملات الأجنبية قد يؤدي إلى السجن، وكان كثير من السوريين يحجمون عن ذكر “الدولار” علناً.

المصرف المركزي أصدر نشرة جديدة تتضمن سعر صرف الليرة مقابل عدة عملات أجنبية، من بينها الريال السعودي واليوان الصيني والروبل الروسي.

احتياطيات منخفضة

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال بسوريا، محمد البشير، في تصريحات لـ(الجزيرة) إن احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية في وضع حرج.

الأزمة الاقتصادية في سوريا نتجت عن الصراع المستمر لسنوات، بالإضافة إلى العقوبات الغربية ونقص العملة، جراء الأزمة المالية في لبنان المجاور وفقدان الحكومة السورية العديد من الأراضي المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد.

نتيجةً لذلك، دفع الانهيار الحاد في قيمة الليرة معظم السوريين إلى ما دون خط الفقر.

تعرضت صناعة النفط والقطاعات الأخرى مثل الصناعة والسياحة لضغوط كبيرة. ويعمل الكثير من السوريين في القطاع العام، حيث يبلغ متوسط الأجور الشهرية حوالي 300 ألف ليرة (ما يعادل 24 دولاراً).

الحكومة السورية الجديدة، التي تم تشكيلها بعد السيطرة على دمشق في 8 ديسمبر، تقول إنها ستعمل على رفع الأجور وتحسين الخدمات.

كما أفادت مصادر أن الحكومة أكدت لقادة الأعمال أنها ستتبنى نموذج السوق الحرة وتدمج سوريا في الاقتصاد العالمي، مما يمثل تحولاً عن عقود من السياسات الاقتصادية المنضبطة.

احتياطي الذهب

أفادت مصادر لوكالة رويترز، بأن احتياطات مصرف سوريا المركزي من الذهب تبلغ نحو 26 طناً، وهي نفس الكمية قبل اندلاع الثورة عام 2011، حتى بعد الإطاحة ببشار الأسد.

ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن دمشق تمتلك احتياطيات نقدية محدودة من العملة الصعبة.

أقرت البيانات أن احتياطات الذهب في سوريا كانت 25.8 طناً في يونيو 2011، وفقًا لمجلس الذهب العالمي، والذي يعتبر مصرف سوريا المركزي هو المصدر لبياناته.

استناداً إلى الأسعار الحالية، تعادل تلك الكمية حوالي 2.2 مليار دولار.