المظاهرة من أجل غزة.. بين الضغط على رعاة إسرائيل ودعم المصنوعات المحلية
إلا أن الحملات الشعبية التي شهدتها الدول العربية والإسلامية ومناصري فلسطين من مختلف أنحاء العالم، خلال الأشهر السبعة الأخيرة، أدت إلى تحول في المفاهيم بما يدعم المبادئ الإنسانية حتى وإن كان ذلك على حساب المصالح الشخصية.
وساعدت العولمة وتحول العالم إلى قرية بفضل سهولة الاتصال من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز حملات المقاطعة للشركات والمنتجات الأجنبية المساندة للاحتلال الإسرائيلي. ورأى الناس في هذا سلاحًا فعّالًا ومؤثرًا، حيث اتسعت دائرة الاستجابة الشعبية بشكل مستمر وغير مسبوق وصارت تقترب من مستوى الاتفاق في التصدي للاستمرار في المجازر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر السابع.
كباشج زيظ يفعع الشركات يغرفة
تلقت الشركات الغربية -وبالأخص تلك التي تحكم في المعلومات وتقدّم منتجات فريدة- صدمة قوية جراء حملات المقاطعة التي تجاوزت مصالحها الضيقة لصالح الخير الإنساني وتحقيق العدالة. وأصبح يُعتبر احترام كرامة الإنسان وتحقيق العدالة ورفض الظلم أمرًا أهم.
مع تزايد الدعوات للمقاطعة، أصبحت محلات وفروع تابعة لشركات كبرى خالية من الزبائن بسبب تلك المقاطعة.
كما لاحظ تغيير واضح في سلوك المشترين، حيث أصبح التحقق من بلد المنشأ ضروريًا، ولجأ العديد من العملاء إلى استخدام هواتفهم للتحقق مما إذا كانت المنتجات مدرجة ضمن قوائم المقاطعة.
وتركز هذه السلوكيات الجديدة بشكل خاص على الشباب وحتى الأطفال، الذين باتوا يوجهون آباءهم لضرورة التحقق قبل الشراء.
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة عن حجم الأضرار التي تلحق بالشركات الضخمة عبر الحدود نتيجة للمقاطعة، إلا أن التأثير الاقتصادي لا يخفى وهو واضح.
المقاطعة تعد نوعًا من أنواع الضغط التي يمارسها المستهلكون، إذ تأثرت العديد من المطاعم والمقاهي والشركات بانخفاض أسهمها، بالإضافة إلى تراجع حجم مبيعاتها.
رعض الينعج المحلي
حملات المقاطعة ساهمت بالتأثير الإيجابي على العديد من الشركات المحلية وتشجّع على الاعتماد على المنتجات الوطنية وتعويض المنتجات الأجنبية التي تستوردها البلدان من شركات عالمية تؤيد الاحتلال.
وبجانب حملات المقاطعة، انتشرت حملات تدعو إلى اعتماد بدائل لتلك السلع، وظهرت دعوات واضحة لدعم المنتجات الوطنية.
مع انتشار المقاطعة، بدأت المتاجر الكبيرة في عرض السلع المحلية بشكل واضح من خلال وضع علامات مميزة.
أيضًا، أعادت المحلات تنظيم خزائنها لإبراز بعض السلع المحلية ومنتجات الدول المعتبرة صديقة. وقام بعض رواد الأعمال المحليين باستغلال الفرصة لإنتاج بدائل لتلك المنتجات المقاطعة أو إنشاء محلات طعام أو مقاهٍ تقدم بدائل، مما دفع بالسوق المحلية وخلق فرص عمل جديدة.
يتعين على الشركات المحلية الاستفادة من هذه الفرصة لتقديم منتجات ذات جودة أفضل، وأن تكون دائمًا بديلًا للمنتجات الأجنبية.
يرون البعض أن حملات المقاطعة تسبب خسائر للوكلاء المحليين وتترتب عليها زيادة في معدلات البطالة، وقد يكون هذا صحيحًا على المدى القصير، ولكنه يمهد الطريق لصناعة محلية أكثر تقدمًا وتنافسية.
ومع تأسيس أو توسيع الشركات والمصانع المحلية، سيزيد الإنتاج المحلي وتتوفر فرص عمل جديدة، وربما يكون العمال الذين خرجوا من وكلاء الشركات العالمية هم الأكثر حظًا في الحصول على العمل نظرًا لخبراتهم السابقة.
تأثير الحملات الشعبية
يرى متتبعون للأحداث الاقتصادية وأداء الشركات العالمية أهمية الحملات الشعبية، حتى وإن لم تكن نتائجها واضحة حتى الآن. العديد متفاجئين من تأثير واسع هذه الحملات وتأثيرها الكبير، إذ تكون نتائج الحملات على الشركات وممارساتها ملموسة ومهمة.
يحذر المختصون من تأثيرات الحملات الشعبية على الشركات الكبيرة وسياستها وسلوكها.
ضغط على العلامات التجارية من خلال المقاطعات
تعتبر الحملات المقاطعة عاملاً مؤثراً على العديد من العلامات التجارية الغربية، حيث يأخذ كل جانب يحسب حساباً لأي موقف يتخذه بناءً على توجهات الناس لتفادي مواجهة هذه الشركات الضغط الناتج عن المقاطعة.
كثير من هذه الشركات ردت على حملات المقاطعة بدعم القضايا الإنسانية بطرق مختلفة أو بتقديم مساعدات للمتضررين من النزاعات.
أهم بيانات لشركات المقاطعة
- تراجع سعر سهم ستاربكس بنسبة تفوق 31% في بورصة نيويورك منذ بداية حملة مقاطعة العلامة التجارية التي اتهمت بدعم إسرائيل، وصار السعر 73.11 دولار في 3 مايو بعد أن كان 107.1 دولار في نوفمبر.
- أعلنت ستاربكس عن أرباح دون التوقعات للربع الأول 2024 حيث كانت الأرباح 68 سنتا بدلاً من 79 سنتا.
- شهدت مطاعم "أمريكانا إنترناشونال" انخفاضاً بنسبة 51.8% في الأرباح خلال الربع الأول من عام 2024.
- أقر الرئيس التنفيذي لماكدونالدز بتأثير سلبي لها نتيجة للأوضاع السياسية في الشرق الأوسط وخارجه.
- تكبدت ماكدونالدز خسائر بلغت 7 مليارات دولار بسبب تأثير الحملات المقاطعة.
- تعرضت دومينوز بيتزا لانخفاض بمبيعاتها بنسبة 8.9% في آسيا نتيجة لحملات المقاطعة.
- كانت إيرادات "يام" Yum أقل من المتوقع في الربع الرابع من 2023.
- شهدت مبيعات كنتاكي وبيتزا هت تراجعا في الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من 2023 بنسبة 5 و3% على التوالي.