المنتجعات “طقوس الغضب”.. هل تقوي الصحة العقلية؟

By العربية الآن



المنتجعات “طقوس الغضب”.. هل تقوي الصحة العقلية؟

امرأة غاضبة تقذف بهاجس غاضبة على الكاميرا بتعبير غاضب فوق خلفية فضية بمساحة نصية
غالبية المعالجين النفسيين يرفضون العلاج بالصراخ لعدم تواجد أدلة تعزز فعاليته على النحو البعيد (غيتي إيماجز)

في ظل التقدم السريع الذي يشهده مجال الرعاية الذاتية والعافية وخدماته في السنوات الأخيرة، ظهرت اتجاهات جديدة ومبتكرة تثير الاهتمام، على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما بين الإناث. من بين هذه الاتجاهات “طقوس الغضب”، وهي ممارسة تجمع بين العلاجات النفسية والبدنية وتتيح للنساء التعبير عن مشاعرهن السلبية بحرية تامة في بيئة آمنة وداعمة. في الفقرات التالية، سنستعرض مفهوم طقوس الغضب، وأصولها، وتأثيرها العلاجي المتزايد بين الإناث حول العالم.

ما هي طقوس الغضب؟

وفقًا لما نُشر في صحيفة “إندبندنت البريطانية”، فإن طقوس الغضب تمثل نهجًا غير تقليدي في تعبير عن الغضب في بيئة آمنة وداعمة، وعادة ما تُنظم هذه الأنشطة في الغابات البُعيدة بعيدًا عن المناطق السكنية، مما يتيح للمشاركات حرية تجسيد غضبهن بالكامل والتخلص من مشاعرهن السلبية دون إزعاج.

أو رهبة من إصدار القرارات ضدهن.

تنطلق الدورات بتمارين التنفس العميق وبعد ذلك تتابع المشاركات في التصريخ الصاخب وتكسير الأشياء وتدقيق العصي على الأرض لمدة لا تقل عن 20 دقيقة أو حتى يصبحن غير قادرات على تحريك ذراعيهن، يدخل بعض النساء في نوبة بكاء لا يمكن السيطرة عليها ويصاب بعضهن بجروح وكدمات في أيديهن.

ترتبط بداية هذه المنتجعات بالمرشدة الروحية، ميا باندوتشي التي كانت تدير طقوس الغضب في مجموعات محدودة من الأصدقاء وسط المناظر الطبيعية في أسكتلندا لعدة سنوات، وبعد إدراكها للفوائد الهائلة لهذه الطقوس قامت بدمجها في رحلات العلاج التي تمتد عدة أيام بتكلفة تتراوح بين ألفين و 4 آلاف دولار، وفقًا لموقع “صن شاين برادايس”.

التخفيف من الضغط

خلال طقوس الغضب، تقود باندوتشي، المشاركات خلال عمليات التسخين ثم تصرخ فيهن باستحضار مشاعرهن تجاه كل شخص تجاوز حدوده معهن أو آذاهن أو استغلهن أو أساء إليهن بأي شكل من الأشكال ومن ثم تركيز جل غضبهن عليه، وبمجرد التخلص من الشحنات العدائية، يشعرن بالاسترخاء وهذا هو السبب وراء زيادة الطلب على هذه الفعاليات، حتى إن بعض المنتجعات الصحية في أميركا والدول الأوروبية صارت تقدم هذه الطقوس كجزء من برامجها.

المرشدة الروحية ميا باندوتشي: المعايير المجتمعية تقمع فرص التعبير عن المشاعر بصدق (شترستوك)

تقول باندوتشي لموقع “يو إس إيه توداي”، إن المعايير المجتمعية تقمع فرص التعبير عن المشاعر بصدق، فتمنع الرجل من البكاء وتشيطن مشاعر الغضب بين النساء، وقد يتحول هذا الحرمان إلى قوة مدمرة تؤثر على صحتنا النفسية والعقلية، وأضافت، إن تنفيس المرأة عن غضبها يساعدها على تجاوز ما مرت به وتشعر بمزيد من القدرة على  السعادة والمتعة ومن ثم تعود إلى عائلتها بمزيد من مشاعر الراحة والسلام والامتنان.

عبرت إحدى المشاركات بأن منتجع “طقوس الغضب” يعد المكان الوحيد الذي تكون فيه المرأة غاضبة ومتوحشة ومع ذلك لا ينظر إليها سوى بالحب والقبول والرعاية، وأضافت، إن المجتمع يميل إلى وصم النساء الغاضبات فلا يوجد مكان يمكن أن تكون فيه المرأة قادرة على الغضب دون إدانتها بعبارات مثل “إنها مجرد هرمونات، إنها مجنونة، إنها غير متزنة أو إنها في فترة الحيض”، وفقًا لما نقله موقع “فوكس نيوز”.

هل يمكن الاستفادة من طقوس الغضب؟

يقول الخبير في النفسية، ستيفاني ساركيس لموقع “يو إس إيه توداي” إنَّ طقوس الغضب يُمكن أن تكون ذات جدوى، على الرغم من أنَّها ليست مناسبة للجميع، وتشير إلى أنَّ بعض الأفراد قد يُفضِّلُون اعتماد استراتيجيات التحفيز، كالحركة البدنية المكثفة أو ممارسة الرياضة، بينما قد تُلائِمَ البعض الآخر استراتيجيات مهدئة كالتأمل العميق أو المشي أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، ولذلك فإنَّه من الضروري أن نتعرف على أفضل السُبُل التي يمكن أن نتبعها للتعامل مع الغضب قبل أن نلجأ إلى طقوس الغضب.

الصراخ يسمح لمشاعرنا بالتعبير وتحويلها من شعور صامت داخلي إلى تعبير ملموس ومسموع خارجيًا (غيتي إيميجز)

أضافت ساركيس بقولها “عندما تُقوم المرأة بفعل مثل هذا الأمر، فإنَّه من المهم أن تدرك ما إذا كان ذلك سيُزيد من غضبها أم سيركِّز على تهدئته”، حيث يُعتمد ذلك على أساس شخصي لكل فرد ويستند أيضًا على الخبرات السابقة ونمط الشخصية وتفاعلات الدماغ.

من جانب آخر، يُعارِض غالبية معالجي النفسية استخدام الصَرَاخ كوسيلة علاجية، بسبب غياب الأدلة التي تدعم فعاليتها على المدى البعيد، إضافة إلى المخاطر المحتملة لإعادة إصابة النفس. يقول الطبيب النفسي، ريان هوز، نقلًا عن موقع “هام نيوتريشن” إن الصَرَاخ قد يُوفِّر تسكينًا مؤقتًا، إلا أنّه لا يُعالج بالضرورة جذور المشاكل التي أدت إلى هذه المشاعر، إذ يُشبه وضع الضمادة على جرح عميق، ولذلك يُمكن استخدامه كخطوة أولية مع اتباع أنواع أخرى من العلاجات المعتمدة على البيّنات كالعلاج السلوكي المعرفي لاستكشاف الأسباب الحقيقية للألم والوصول إلى حلول جذرية.

يركز الطبيب النفسي على أهمية أن الصَرَاخ يسمح لمشاعرنا بالتعبير وتحويلها من شيء صامت داخليًا إلى شيء مجسم ومسموع خارجيًا، مما يصعب إنكاره وتجاهله ويُعزِّز من التعاطف مع الذات وفهم المشاعر التي كُنّا نكبتها في أعماقنا، ووفقًا لدراسة عام 2019، فإنَّ استمرار كتمان المشاعر يُشكِّل عائقًا أمام الصحة الجسدية ويجعل الشخص أكثر عرضة لمجموعة من المشاكل الصحية من نزلات البرد الشائعة إلى السِّمنة والسرطان، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والغضب والاكتئاب.

المعالج النفسي الأمريكي آرثر غانوف: فك العُقد النفسية
من خلال الصياح يعزز الانتعاش النفسي والتنمية الشخصية (صورة مستخدمة)

الشفاء بالهتيل

البلبلة المعمومة هي الرؤية الأصيلة للعلاج بالهتيل، وليس، مثلا، “الخوف”، “اليقظة”، كما تخيلها يقينا. آرثر راظم، على غرار، كان مقتنعا بالفطنة الأعلى من أي عقاقير مدركة، ولقد صورها في كتابه “الطب البسيط” الذي نُشر في عام ١٩٧٠ من بعده عقد المؤسسة على فكرة التي تلخص في إطلاق سوابق المشاعر المضغوطة من خلال الصراخ يزيد الصحة النفسية والنمو الانساني، عبر المراحل، إختزلت في إعجاب بأمراض ألم فعلت فعلا، والحياد العاطفي من احلامه المضغوطة، إذ التضخص ثم الشفاء والتخلص من اثقال ألم العاطفي.

تدابير لمجابهة الغضب بفطنة

يستعرض موقع “حافظ أعصابك النظامي” مجموعة من المناهج الناجحة لمواجهة الغضب بحس وتضمن:

ممارسة التأمل والوعي اليقظ: تشجع الوعي بالمزاج والتناول بهدوء.

لاحظت الابحاث ان غرق الجسم في مياه ساخنة يساهم في الهدوء البدني. لزيادة الاسترخاء، يمكن اضافة ملح ابسوم او بعض الزيوت العطرية كالخزامى والبرجموت لمياه الاستحمام.

احتضان شخص او حيوان أليف: يعزز افراز الهرمون الاكسيتوسين مما يساعد على تهدئة الاعصاب.

ممارسة الاهواء: مثل البستنة، العزف، الرسم، القراءة او الخياطة.

المصدر : الجزيرة + مواقع الكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version