النزاع بين إسرائيل وحزب الله: المنطق العسكري البارد يسيطر
قبل أسبوع فقط، كانت أصداء انفجارات أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله تتردد في أنحاء لبنان، مما يظهر الوضع المتدهور للمليشيا المدعومة من إيران.
بعد سلسلة من النكسات، مثل انقطاع الشبكات والإصابات بين مقاتليها وقصف بنيتها العسكرية، يواجه حزب الله أزمته الكبرى في أربعة عقود.
وزير الدفاع الإسرائيلي أوضح أن الحملة “تتعمق”، لكن هذا يعني أيضًا وجود مخاطر عالية، فلا يمكن تجاهل ردود حزب الله المحتملة.
مع تكرار الإنذارات في شمال إسرائيل، نصح يوآف جالانت المواطنين بالتماسك والانضباط استجابة لتوجيهات السلطة.
تجلى ذلك أثناء زيارتنا لجفعات أفني، حيث تتالت الصواريخ على المنطقة. كان ديفيد يتسحاق يتحدث عن الفزع الذي عايشه عندما دمرت قذيفة سقف منزله.
عبر ديفيد عن عدم كرهه للبنانيين، لكنه اعتبر أن حزب الله بدأ المعركة بلا مبرر. “لذا نحن نرد الآن، وكل شيء سيكون على ما يرام”، قال ديفيد.
تبعد جفعات أفني حوالي 30 كم عن الحدود اللبنانية، بالمقارنة مع المناطق التي تم إعدادها للإجلاء منذ قرابة العام.
عندما وصلنا إلى كيبوتس لافي المجاورة، انطلقت صفارات الإنذار مجددًا أثناء وجودنا في ملجأ تحت الأرض مع الأطفال.
وقع صواريخ في السماء وهزتنا انفجارات قوية بعيدًا.
حزب الله أطلق صواريخ تجاه إسرائيل قبل التوترات الأخيرة، لكن الآن توسعت مناطق الفوران في شمال البلاد.
هذا دفع الإدارة للتحرك، وتحذيرات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشير إلى تغيير توازن القوى.
حدد نتنياهو الوضع بوضوح قائلًا: “نواجه أيامًا معقدة”، وأكد على ضرورة التحركات العسكرية الاستباقية.
لكن هل ستظل هذه الاستراتيجية فعالة؟
قال الدكتور جاك نيريا من المركز اليهودي للأمن والشؤون الخارجية: “هذا ما يريده حزب الله”، محذرًا من صعوبة المعركة في ظروف غير مألوفة.
حسن نصر الله، زعيم حزب الله، دعا إسرائيل للتفكير قبل محاولة إنشاء منطقة عازلة جنوب لبنان، مهددًا بعواقب وخيمة.
في ظل غياب أي إشارات على وساطة دبلوماسية، سيطر المنطق العسكري على الصراع.
إسرائيل تدرك أنها قادرة على هزيمة حزب الله، ولكن هناك تباين كبير في القدرات والدمار الممكن.
مصير النزاع وكيفية تصاعده لا يزال غير واضح.