النازحون اليمنيون تحت وطأة الصقيع وفقدان المأوى

By العربية الآن

توفيت نازحتان في محافظة مأرب اليمنية خلال الأيام الماضية بسبب الصقيع والحرائق. ويخشى عشرات الآلاف من النازحين من الطرد من المنازل التي يستأجرونها في عدة محافظات، في حين لجأ الآلاف منهم مؤخراً إلى دوب مراكز النزوح حيث يتعرضون لمخاطر شديدة خلال فصل الشتاء.

وقعت مأساة الأربعاء الماضي حيث لقيت طفلة في السابعة من عمرها مصرعها وأصيب آخرون نتيجة حريق شب في مأوى عائلتها بمخيم الجفينة، الذي يقع جنوب مدينة مأرب (173 كيلومتراً شرق صنعاء)، وذلك بسبب ماس كهربائي أدى إلى انفجار أسطوانة غاز. وقد تفحمت جثة الطفلة بالكامل في حين أصيب والدها واثنان من أشقائها بجروح طفيفة، وفقاً لمصادر رسمية.

ذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب أن فرق الدفاع المدني هرعت إلى الموقع وتمكنت من السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى مآوي أخرى، وإسعاف المتضررين. وأكدت مصادر محلية أن الحريق قد يعود إلى محاولة الحصول على التدفئة من خلال إشعال النار.

أوضح السكان أن المخيم عانى من حريق سابق أيضاً، مما دفع كثيرين من النازحين إلى اعتماد هذه الطريقة لتوفير التدفئة بسبب البرد الشديد وافتقارهم لوسائل التدفئة الأساسية.

حريق في مخيم بأبين أودى بالنازحين إلى العراء (إعلام محلي)

قبل أسبوعين، اندلع حريق كبير في مخيم ميكلان للنازحين بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، مما أدى إلى تدمير جميع مساكن النازحين المبنية من القش، دون وقوع ضحايا ولكنه تركهم في حالة مأساوية.

شهدت محافظة مأرب أيضاً حريقًا كبيرًا في منتصف العام الحالي، أسفر عن تدمير أكثر من 50 مأوى لنازحين من القرن الأفريقي في مخيم بن معيلي.

تشير إحصاءات سابقة إلى أن الشتاء الماضي شهد 135 حادثة حريق في مخيمات النازحين بمأرب، مما أسفر عن مصرع شخصين وإصابة 25 آخرين، وتدمير أكثر من 80 مأوى.

معركة مع الشتاء

توفيت مسنّة في مخيم العكرمة بسبب موجة الصقيع الشديدة التي تجتاح معظم مناطق اليمن.

التدفئة عبر إشعال النار تسبب بعشرات الحرائق في خيام النازحين (إعلام محلي)

يعيش عشرات الآلاف من النازحين اليمنيين في أوضاع مأساوية تزداد سوءًا في الشتاء بسبب نقص وسائل التدفئة مثل البطانيات والملابس، والنقص الشديد في المواد الغذائية. ولا تكفي الخيام للحماية من برودة الطقس.

ووفقًا لمصادر محلية في مأرب، تلقت بعض العائلات القليلة مساعدات بسيطة لمواجهة قسوة الشتاء، بينما ينتظر آلاف آخرون المساعدات دون جدوى. وتحتوي تلك المساعدات على بطانيات خفيفة وملابس غير كافية لجميع أفراد الأسرة.

طالب النازحون بمساعدات عاجلة تشمل وسائل التدفئة، وترميم الخيام، وتعزيز الخدمات الطبية، خاصة مع انتشار الأمراض خلال هذا الموسم.

والشتاء الماضي شهد حالة من الصقيع أدت إلى وفاة 7 نازحين في محافظة مأرب، بينما تشير مصادر أخرى إلى أن الوفيات قد تجاوزت 10 حالات.

الشتاء يهدد النازحين في ظل تراجع المساعدات ونقص وسائل التدفئة (غيتي)

ناشد فرع الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات اللاجئين في محافظة تعز المنظمات الإنسانية تقديم الدعم العاجل لنازحي مخيم الأشروح الذين يواجهون ظروفاً صعبة داخل خيام لا تقيهم برد الشتاء.

نزوح مركَّب

كشف تقرير حكومي أن العام الحالي شهد لجوء أكثر من 16 ألف نازح في محافظة مأرب، إلى المخيمات نتيجة عدم قدرتهم على سداد إيجارات منازلهم، ما أدى إلى تراجع المساعدات الإنسانية المقدمة لهم.

نازحون ينصبون خيمة قرب الخوخة بمحافظة الحديدة (رويترز)

أفاد تقرير الوحدة التنفيذية أن 2566 أسرة، تضم 16411 شخصاً، قد نزحت من منازل مستأجرة إلى مخيمات النزوح خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، بسبب تدهور الظروف المعيشية.

كما استقبلت محافظة مأرب 1547 أسرة نازحة جديدة خلال الأشهر الـ11 الماضية، وذلك نتيجة تضخم الأوضاع الأمنية والاقتصادية للأسر.

طالبت الوحدة التنفيذية بتوفير تدخلات فورية تشمل الإيواء، والمواد الغذائية وغير الغذائية، وتنفيذ مشاريع لدعم الدخل المستدام.

لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب، يُعتبر أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)

ناقش مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب مع منظمات إنسانية المساعدات اللازمة لسد الفجوة المتزايدة في الاحتياجات الإنسانية.

تأمل الجهات الرسمية في أن تركز التدخلات الإنسانية الدولية على تبني مشاريع تساهم في تلبية احتياجات النازحين والمجتمع المضيف.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version