الهرمون للأطفال: هل هو حل ناجع وآمن لمشاكل النوم؟

By العربية الآن

هل تواجه صعوبة في إيقاظ طفلك في الصباح؟ هل يُعاني طفلك من اضطرابات النوم أو الكوابيس أو النعاس أثناء النهار؟ وهل تسعى لإيجاد حلاً طبيعيًا وفعّالًا لمشكلات النوم التي يواجهها طفلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد يهمك معرفة المزيد عن الهرمون للأطفال.

يُعد الهرمون جزءًا أساسيًّا في تنظيم الدورة اليومية للنوم واليقظة لدينا. يمكن الحصول على الهرمون كمكمل غذائي يمكن شراؤه من الصيدليات أو المحال الصحية. يُقال إن الهرمون يُساعد في علاج الكثير من اضطرابات النوم التي تؤثر على الأطفال، مثل تواتر اليوم المعتاد لدى المعاقين بالبصر، وتأخر مرحلة النوم، والأرق، والاضطرابات التي ترافق السفر، والاضطراب الناجم عن العمل بنظام الوردية، واضطرابات النوم لدى الأطفال ذوي الإعاقات.

لكن هل يُعتبر حلا ساحريًا لمشاكل النوم عند الأطفال؟ وهل هو آمنٌ وفعّال؟ وما هي الجرعة الملائمة والمدة اللازمة؟ وما هي الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة؟ وما هي البدائل الطبية والسلوكية للهرمون؟

في هذا المقال، سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة وأخرى، استنادًا إلى أحدث الأبحاث العلمية والتجارب السريرية. سنوفر لك بعض النصائح والإرشادات لتحسين نوم طفلك وصحته وسعادته. تابع معنا لمعرفة المزيد عن الهرمون للأطفال.

ما هو الهرمون؟

الهرمون هو مادة تفرزها الغدة الصماء في الدماغ، ويُسهم في تنظيم دورة النوم واليقظة. يزداد مستوى الهرمون في الدم عندما يظلم، وينخفض عندما ينبت النهار. لذلك، يُساعد الهرمون الجسم على التكيف مع التغيرات في الإضاءة، ويحفز النوم ليلاً، ويزيد اليقظة نهارًا.

إلا أن بعض الأشخاص، خاصة الأطفال، قد يعانون من اضطرابات في النوم، ما يؤثر على صحتهم وسلوكهم وأدائهم الأكاديمي. يُمكن أن يكون السبب وراء تلك الاضطرابات نقصًا في إنتاج الهرمون، أو اختلال في استجابة الجسم له، أو عوامل خارجية كالضجيج أو الضغط أو السفر أو العمل بنظام الورديات. في هذه الحالات، قد يلجأ الأهل إلى إعطاء أطفالهم مكملات من الهرمون للمساعدة في تحسين جودة النوم.

ما هي فوائد الهرمون للأطفال؟

تُظهر العديد من الدراسات العلمية فوائد الهرمون للأطفال، وتشير إلى أنه يُمكن أن يكون مفيدًا في علاج بعض الحالات مثل:

  • اضطراب النوم المعروف بتواتر النهار لدى المكفوفين. يحدث هذا الاضطراب عندما يفقد الشخص مفهومه عن الوقت والنهار نتيجة لعدم تلقيه لإشارات الضوء. قد يؤدي ذلك إلى صعوبة في النوم في الأوقات المناسبة والاستيقاظ في الأوقات المناسبة والشعور بالتعب والنعاس أثناء النهار. وقد أظهرت الدراسات أن الهرمون يمكن أن يساعد في تصحيح تلك الحالة عبر تنظيم الساعة البيولوجية للمكفوفين وتحسين نومهم ويقظتهم.
  • اضطراب تأخر مرحلة النوم. يحدث هذا الاضطراب عندما يكون موعد النوم متأخرًا جدًا، مما يجعل الشخص ينام في وقت متأخر من الليل ويستيقظ في وقت متأخر من النهار. يمكن أن يؤثر ذلك على صحة الشخص وحياته الاجتماعية والمهنية. وأظهرت الدراسات أن الهرمون يمكن أن يساعد في تقديم موعد النوم للشخص،
  • وتنقيح الزمن المستلزم للنوم، وزيادة فترة النوم.
  • الأرق. يحدث هذا الاضطراب حين يصبح الشخص غير قادر على النوم بما يكفي أو بشكل مريح، مما يُشعره بالإرهاق والضُعف والازدراء في النهار. والأرق يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل مُختلفة، كالقلق أو الألم أو الحساسية أو الأدوية أو الإدمان. وقد أظهرت الدراسات أن الميلاتونين قد يُساهم في تحسين الأرق، بواسطة تعزيز النوم وتحسين جودته.
  • الاضطراب المرافق للسفر. يحدث هذا الاضطراب حينما يُسافر الشخص عبر مناطق زمنية مُختلفة، ما يعكر إيقاع الساعة البيولوجية لجسمه. ويمكن أن يُسبب هذا الشعور بالارتباك والأرق والنعاس أثناء النهار. وقد أظهرت الدراسات أن الميلاتونين يمكن أن يُساهم في تخفيف أعراض هذا الاضطراب، بواسطة مساعدة الجسم على التكيف مع التغيرات في الإضاءة.
  • الاضطراب الناتج عن العمل بنظام الورديات. يحدث هذا الاضطراب حين يعمل الشخص في أوقات غير منتظمة، كالليل أو الفجر أو المساء. وقد يُؤدي هذا إلى اضطراب في الساعة البيولوجية لجسمه، وصعوبة في النوم في النهار، وشعور بالنعاس أثناء العمل. وقد أظهرت الدراسات أن الميلاتونين يمكن أن يُساهم في تحسين هذا الاضطراب، بواسطة تحسين جودة النوم في النهار والاستيقاظ في الليل.
  • اضطرابات النوم لدى الأطفال ذوي الإعاقات. بعض الأطفال الذين يُعانون من اضطرابات في التطور العصبي، كالتوحد أو نقص الانتباه أو فرط الحركة أو متلازمة داون، يواجهون صعوبات في النوم

ما هي مخاطر الميلاتونين للأطفال؟

وبالرغم من أن الميلاتونين يُعتبر مكملًا غذائيًا في معظم الدول، فإنه ليس خاليًا من المخاطر والآثار الجانبية، بوجه خاص عند استخدامه للأطفال. ومن بين هذه المخاطر والآثار:

  • تداخلات دوائية. قد يتفاعل الميلاتونين مع بعض الأدوية التي يتناولها الأطفال، كالأدوية المضادة للصرع أو السكري أو الاكتئاب أو الضغط أو الحساسية أو الألم. ويمكن أن يُؤدي ذلك إلى تغيير في فعالية الأدوية أو زيادة خطر الآثار الجانبية. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء الميلاتونين للأطفال الذين يتناولون أي أدوية أخرى.
  • تأثير على مستويات الهرمونات. قد يؤثر الميلاتونين على مستويات بعض الهرمونات الأخرى في الجسم، كالهرمونات الجنسية أو الغدة الدرقية أو البنكرياس أو الغدة الكظرية. ويمكن أن يُؤدي ذلك إلى تغيير في النمو أو النضج أو الخصوبة أو السكر أو الضغط أو الوزن أو المزاج. لذلك، يجب مراقبة الأطفال الذين يتناولون الميلاتونين بانتظام، وإجراء فحوصات دورية لمستويات الهرمونات في الدم.
  • تأثير على الساعة البيولوجية. قد يُؤدي الميلاتونين إلى تغيير في إيقاع الساعة البيولوجية لجسمه، مما قد يُسبب اضطرابًا في النوم والاستيقاظ. ويمكن أن يحدث هذا في حال تناول الشخص الميلاتونين في وقت غير مناسب، أو بجرعة زائدة، أو لفترة طويلة. ويمكن أن يُؤدي ذلك إلى صعوبة في الاستيقاظ في الصباح، أو النوم في الليل، أو الشعور بالنعاس أو الارتباك أو الصداع أو الغثيان أو الدوخة. لذلك، يجب اتباع تعليمات الطبيب بشأن موعد وجرعة ومدة استخدام الميلاتونين.
  • تأثير على الجهاز المناعي. قد يؤثر الميلاتونين على وظيفة الجهاز المناعي، ويزيد أو يقلل مننشاط خلايا المناعة قد يتسبب في تغيرات في استقامة الجسم ضد العدوى والالتهاب والسرطان والحساسية والأمراض المناعية الذاتية. لهذا السبب، ينبغي أن نكون حذرين عند اتخاذ قرار استخدام الميلاتونين للأطفال الذين يُعانون من مشاكل في الجهاز المناعي، أو يخضعون لعلاج مناعي أو كيميائي أو إشعاعي.

ما هي الجرعة الصحيحة والآمنة من الميلاتونين للأطفال؟

ليس هناك توافق علمي حول الجرعة الصحيحة والآمنة من الميلاتونين للأطفال، حيث تختلف هذه الجرعة حسب الحالة والعمر والوزن والحساسية والتفاعلات الدوائية. عمومًا، يُنصح الأطباء بالبدء بأقل جرعة ممكنة وزيادتها تدريجيًا وفقًا للاستجابة والحاجة. كما ينبغي عدم تجاوز الحد الأقصى المسموح به، والذي يتراوح بين 1 إلى 10 ملغ يوميًا.

بالإضافة إلى الجرعة، يجب مُراعاة توقيت تناول الميلاتونين، المُقترح قبل ساعة أو ساعتين من النوم، وتجنب تناوله خلال النهار أو قبل القيادة أو العمل أو الدراسة. كما يجب أيضًا الانتباه لمدة استخدام الميلاتونين، التي يُفضل أن لا تتجاوز 3 أشهر، إلا بموافقة من الطبيب.

ما هي البدائل الطبيعية والسلوكية للميلاتونين للأطفال؟

قبل اللجوء إلى الميلاتونين كعلاج لمشاكل النوم لدى الأطفال، يُمكن تجربة بعض البدائل الطبيعية والسلوكية التي قد تُساهم في تحسين نوم الأطفال دون اللجوء إلى مكملات أو أدوية. مثل:

  • استهلاك الأطعمة الغنية بالميلاتونين أو التي تُساعد على إنتاجه. يحتوي بعض الأطعمة على كميات طبيعية من الميلاتونين، مثل الجوز والكرز والعنب والتوت والموز والأناناس والبرتقال والحليب والأسماك والبيض والأرز والشوفان. ويَحتوي أيضًا بعضها على مواد تُساعد على تحويل السيروتونين إلى ميلاتونين، مثل الأطعمة الغنية بالتربتوفان، الذي يوجد في اللحوم والدواجن والجبن والبقوليات والمكسرات والبذور. يمكن استهلاك هذه الأطعمة قبل النوم أو خلال اليوم لزيادة مستويات الميلاتونين وتحسين النوم.
  • اتباع روتين نوم منتظم ومنظم. يمكنم مساعدة أطفالكم على النوم بشكل أفضل من خلال إنشاء روتين نوم يحدد وقتًا ثابتًا للنوم والاستيقاظ، والالتزام به يوميًا حتى في عطلة نهاية الأسبوع. بالإضافة، يمكن تضمين بعض الأنشطة الاسترخائية قبل النوم مثل الاستحمام أو القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو القيام بتدليك أو التنفس العميق. ويجب تجنب الأنشطة المثيرة أو المُرهقة قبل النوم مثل المشاهدة التلفزيونية أو اللعب أو الدراسة أو تناول الطعام أو الشرب.
  • تحسين بيئة النوم والراحة فيه. يمكنكم تحسين بيئة النوم لأطفالكم من خلال توفير غرفة نوم مريحة وهادئة ومظلمة ومناسبة من الناحية الحرارية. يمكن استخدام الستائر أو النوافذ أو المراوح أو أجهزة التكييف أو الرطوبة أو أجهزة الصوت لتحسين الإضاءة والصوت والرطوبة والحرارة في الغرفة. ويجب تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الألعاب أو الكتب أو الألعاب في الغرفة واستخدام السرير لغرض النوم فقط.
  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني بانتظام. يمكنكم تشجيع أطفالكم على ممارسة الرياضة والنشاط البدني وفقًا لجدول زمني منتظم لتحسين صحتهم ومزاجهم ونومهم. أظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة تزيد من مستويات السيروتونين والأندورفين في الدماغ وهما مواد تساعد على الاسترخاء والسعادة وتحسين النوم. يجب ممارسة الرياضة خلال الصباح أو الظهيرة أو بالمساء وتجنبها قبل النوم بساعتين إلى ثلاث لتجنب التأثير العكسي على النوم.

خلاصة المقال

في هذا المقال، تحدثنا عن الميلاتونين وفوائده ومخاطره في علاج اضطرابات النوم لدى الأطفال. وشرحنا الفوائد والمخاطر المحتملة والجرعة الموصى بها والبدائل الطبيعية والسلوكية. كما نصحنا الآباء بمراجعة الطبيب قبل إعطاء الميلاتونين لأطفالهم ومراقبة الآثار الجانبية.

اكتشف المزيد


أسئلة شائعة

المراجع

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version