الولادة بدون قطع السري ليست الخيار الآمن لمولودك

By العربية الآن



الولادة بدون قطع السري ليست الخيار الآمن لمولودك

الولادة بالتنويم المغناطيسي
مؤيدو الولادة بدون قطع السري يعتقدون أن المشيمة جزء من تكوين الطفل (شترستوك)
يعتبر قطع الحبل السري وفصل المشيمة عن المولود من الممارسات التقليدية والمنتشرة في غرف الولادة بالمستشفيات والمنازل.

ومع ذلك، تحت راية سباق المجتمع نحو اختيار بدائل أكثر طبيعية للولادة، ظهر اتجاه جديد يسمى “ولادة اللوتس” أو “عدم قطع الحبل السري”.

ما هي ولادة اللوتس؟

في ولادة اللوتس، لا يتم قطع الحبل السري، بل تبقى المشيمة مرتبطة بالمولود، حيث ينجذب الحبل الآخر بشكل طبيعي إلى أن يجف وينفصل، وقد تأخذ هذه العملية ما بين 5 إلى 15 يومًا.

تعود جذور هذه الممارسة إلى عقود قليلة مضت، حيث حاولت الأميركية كلير لوتس داي في عام 1974، اتباع نهج الشمبانزي الذي يترك صغيره ملتصقًا بالمشيمة حتى يجف الحبل تمامًا، وتصدرت هذه الطريقة عناوين الأخبار في عام 2008، ومنذ ذلك الحين، تسعى المنظمات الطبية العالمية إلى تقييد هذه الممارسة بسبب نقص الأدلة العلمية التي تؤيد فوائدها.الممارسة المثيرة للجدل.

تعلق المشيمة بالطفل في ولادة اللوتس دون قطعها (شترستوك)

علاج المشيمة

تحتاج هذه الطريقة إلى مراعاة خاصة للمشيمة بعد الولادة، حيث يجرى غسلها وتدليكها ووضعها في تصفيتها لتصفية السوائل والرطوبة مع الاهتمام بإبقائها بالقرب من الرضيع.

ويستند الأمهات المنتميات لهذه النهج على منتجات تستخدم في العلاج وتعطير المشيمة وتخفي رائحتها كالملح والأزهار المجففة والزيوت العطرية والأعشاب كالريحان والإكليل، كما يتم لفها بقطعة قماش أو وضعها في حقيبة خاصة، وتختار بعض الآباء لف المشيمة مع الرضيع لتسهيل تنقلهما معًا، ولم يتم دراسة أي من هذه الطرق بشكل منهجي.

إيجابيات محتملة

يعتقد أن أنصار هذه النهج يروجون لمجموعة من الفوائد مثل:

  • تعزيز الارتباط بين الرضيع والوالدين منذ بداياته، حيث يوضع الطفل الجديد على صدر أحد الوالدين لاستكمال خروج المشيمة التي تأخذ من 5 إلى 30 دقيقة.
  • تشجيع الوالدين على التفاعل بمعرفة معينة مع الاهتمام بالحفاظ على المشيمة بالقرب من الرضيع لتجنب سحبها أو تعريضه للخطر في قطع الحبل السري، ويشاركا في حمل الطفل والعناية بالمشيمة، مما يظهر الروابط الأسرية.
  • تخفيف حدة انتقال الرضيع من رحم الأم إلى العالم الخارجي.
  • مساعدة الرضيع على التكيف والهدوء في الأيام الأولى.
  • نقل العناصر الغذائية التي تحتوي عليها المشيمة بالكامل إلى الرضيع لتوفير تغذية إضافية تعزز من صحته.

متى يكون تطبيق ولادة اللوتس ضروريًا؟

ليس للأبحاث العلمية دعم لولادات اللوتس، ولا توجد أدلة كافية تبين كيفية تدبير المشيمة بشكل آمن أو تفادي المخاطر التي قد يواجهها الرضيع قبل فصلها، ووفقًا لموقع “هيلث لاين” يمكن أن تكون هذه النهجية ضرورية فقط في حالات الولادة الطارئة وفي ظروف تحول دون توفر الرعاية الطبية السريعة، مثل حالات الولادة أثناء الأعاصير حيث تغمر المياه الطرق ويكون الوصول إلى المستشفى صعبًا، وفي هذه الحالات قد يقلل الاحتفاظ بالمشيمة متصلة بالرضيع من خطر حدوث مضاعفات مثل نزيف أو الإصابة بالعدوى.

الدراسات العلمية لا تدعم ولادات اللوتس، ولا توجد أدلة كافية توضح كيفية تدبير المشيمة وحفظها بشكل آمن (شترستوك)

هل ولادة اللوتس آمنة؟

نصحت الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد في المملكة المتحدة في بيان عام 2008 بعدم ممارسة هذه النهج نظرًا لقلة الأبحاث المتعلقة بالسلامة.

أشار الدكتور باتريك أوبراين، المتحدث باسم الكلية الملكية، إلى خطر تعرض الرضيع للعدوى بسبب احتواء أنسجة المشيمة على دم، وبمجرد توقف نبض الحبل السري (بعد حوالي 5 دقائق من الولادة)، تنقطع الدورة الدموية فيها، فيصبح مجرد نسيج ميت يتواجد فيه البكتيريا وقابل للتلوث بمسببات الأمراض التي قد تضر بالرضيع وتكون مصدرًا للعدوى.

وحذرت الجمعية الأميركية لطب الأطفال في واحدة من دراسات الحالة عام 2021 مما يمكن أن تؤدي إليه هذه النهجية.احتمال حدوث التهاب في السرة وانتقال الدم بعد ولادة الطفل دون قطع الحبل السري، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال وحديثي الولادة في تايوان عام 2017، تربط بين ولادة بوسطة والتهاب كبد الوليد بسبب القدرة غير الكافية لكبد الرضيع على التعامل مع كمية الدم التي تم نقلها من المشيمة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينبعث رائحة كريهة بسبب تحلل المشيمة والحبل السري. بناءً على تصريح الدكتورة والمتخصصة في توليد النساء، جينيفر جونتر، فإن ولادة البوسط ليس لها فوائد طبية مثبتة ولم تُلاحظ في أي من ثقافاتنا، وعقبت بأنها مشابهة لوضع قطعة من اللحم النيء بجانب حديث الولادة لعدة أيام متتالية.

فوائد تأخير قطع الحبل السري مقابل ولادة بوسط

يجب تمييز بين ولادة بوسط وتأخير قطع الحبل السري الذي ثبتت الدراسات فوائده، إذ توصي الهيئات الطبية الرائدة بتأخير قطع الحبل السري، كما توصي الجمعية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء بالانتظار لـ 30 إلى 60 ثانية قبل ربط الحبل السري وفصله عن المشيمة، بينما تنصح منظمة الصحة العالمية بالانتظار من دقيقة إلى 3 دقائق.

  • يشمل تأخير قطع الحبل السري الفوائد الصحية:
  • زيادة مستويات الهيماتوكريت (نسبة خلايا الدم الحمراء إجمالًا لحجم الدم)، حيث يساعد التأخير في تحويل 80 إلى 100 مل من الدم من المشيمة إلى الدورة الدموية للرضيع.
  • تحسين مخزون الحديد في الأشهر الأولى من عمر الطفل والوقاية من فقر الدم الذي يؤثر سلبًا على القدرات العقلية، ويعاني منه أكثر من 40% من الأطفال دون سن الخامسة حول العالم.
  • انخفاض معدلات الإصابة بالالتهابات الأمعاء والقولون الناقص ونزيف الدماغ لدى الأطفال الخدج بنسبة تقريبية 50%، بالإضافة إلى تقليل مخاطر متلازمة ضيق التنفس لدى الرضع المعرضين لهذه المشكلة.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version