انتبه إلى هذا السلوك الذي يسبب تدمير لصحة العقل والقلب
يعُد العزلة أو الوحدة الاجتماعية عاملا خطيرًا قابلًا للتعديل الذي يمكن أن يسبب تدهورًا في صحة العقل والقلب. لهذا السبب، يقوم الباحثون بدراسة سبب حدوث هذا.
ذكرت الكاتبة إيزابيل غاياردو بونثي، في تقرير نُشر في مجلة “كويداتي بلوس” الإسبانية، أن السكتة الدماغية تُعد السبب الثاني للوفيات في إسبانيا، والسبب الأول للإعاقة الحصول على أمراض الأوعية الدموية والسبب الثاني للخرف، بحسب بيانات الجمعية الإسبانية لطب الأعصاب. يُصاب ما بين 110 إلى 120 ألف شخص سنويًا بالسكتة الدماغية في إسبانيا.
وبين العوامل الشائعة التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وفقًا للبوابة السريرية لمُستشفى كلينيك دي برشلونة، تقع بعض العوامل التي لا يمكن تعديلها وأخرى يمكننا اتخاذ إجراءات بشأنها:
- العمر: يُزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية اعتبارًا من سن الـ55 عامًا مع مرور كل عقد من الزمن.
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- نقص النشاط الجسدي.
- السمنة.
- تعاطي التبغ.
- ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم.
- استهلاك الكحول والمخدرات وغيرها.
- الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من النساء.
- الإصابة بمرض في القلب.
- التاريخ الطبي العائلي.
وأشارت الكاتبة إلى أن أفضل طريقة للوقاية من السكتة
الوقاية تكمن في متابعة نمط حياة صحي، عبر قياس ضغط الدم بانتظام ومراقبة الوزن وتقليل محيط البطن وممارسة الرياضة والتغذية السليمة، بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين والكحول.
إن اتباع هذه النصائح يمكن أن يساعد على تجنب غالبية السكتات الدماغية من خلال التصدي لهذه العوامل الخطرية.
عوامل جديدة قابلة للتعديل للسكتة الدماغية
لا تقتصر العوامل الخطرية على ما هو معتاد، بل تظهر تدريجيًا عوامل غير تقليدية قد تؤدي إلى السكتة الدماغية.
فالوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، سواء على مستوى الدماغ أو القلب، وهذا ما نبهت إليه الدكتورة كونسويلو ماتوتي لوزانو، الخبيرة في الأمراض العصبية في وحدة السكتة الدماغية بمستشفى رامون إي كاخال بمدريد.
وتشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد في الطب السريري إلى أن الوحدة المستمرة يمكن أن تزيد بشكل كبير من مخاطر السكتة الدماغية، مما يدل على ضرورة المزيد من البحوث لفهم أسباب هذا الصلة والاحتمالية التي تفتحها الحد من الشعور بالوحدة في منع نشوء السكتة الدماغية.
تدهور صحة الدماغ والقلب
في مجال الأدب العلمي، أشار بعض الدراسات إلى وجود ترابط بين العزلة وتراجع صحة الدماغ والقلب. كشفت دراسة نُشرت في عام 2022 في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، عن تحليل تأثير العزلة الواقعية والموضوعية على صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ.
وخلص الباحثون إلى أن الانفصال والعزلة الاجتماعية كانا مرتبطين بزيادة تصل إلى 30% في احتمال الإصابة بالسكتة القلبية أو الجلطة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يُعتبران عوامل خطر مستقلتين في تدهور صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ.
ما هي التأثيرات الناتجة عن الوحدة على السكتة الدماغية؟
حسب معتبتي، يعود التأثير الناتج عن الوحدة على السكتة الدماغية إلى عوامل بيولوجية وسلوكية “على سبيل المثال، من الناحية البيولوجية، قد يتعرض الشخص الذي يعيش منعزلاً أو يعاني من اكتئاب لمزيد من التوتر وينتج لديه مستويات أعلى من الكورتيزول في الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وضعف جهاز المناعة (مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى) وتغيرات أيضية مثل مقاومة الانسولين وزيادة الوزن وتراكم الدهون”.
من الناحية السلوكية، ممكن أن يؤدي شعور الوحدة إلى إهمال الذات وتناول طعام غير صحي وزيادة استعداد الشخص للإدمان والعيش بشكل كسول أو صعوبة الامتثال للعلاجات “وكل هذا يزيد من احتمال الإصابة بأمراض الأوعية الدموية”.
كيف يمكن تحديد علامات السكتة الدماغية؟
حسب تخصصين من جمعية طب الأعصاب الإسبانية، عادة ما تظهر الجلطات الدماغية فجأة ودون إنذار مسبق. وتتمثل العلامات الشائعة فيما يلي:
- تغير مفاجئ في القدرة على الكلام، مع تعقيدات في التعبير أو الفهم.
- فقدان مفاجئ للقوة أو الإحساس في منطقة معينة من الجسم. وغالبًا ما يؤثر ذلك على جهة واحدة من الجسم ويكون واضحًا بشكل خاص في الوجه أو الأطراف.
- تغير مفاجئ في الرؤية، مما يسبب رؤية غير واضحة، أو رؤية مضاعفة، أو العجز عن رؤية الأشياء في بعض أجزاء مجال الرؤية.
- فقدان مفاجئ للتناغم أو التوازن.
- صداع شديد جدًا ومختلف عن الصداع العادي.