تسود حالة من الترقب في الجزائر منذ مساء الأربعاء بشأن مصير معتقلي الحراك، بعد الإعلان عن عفو رئاسي يشمل 22 معتقلاً فقط من بين نحو 200 شخص أدانتهم المحاكم بتهمة “انتهاك الأمن العام”. في الوقت نفسه، تم اعتقال عدد من النشطاء بسبب منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الوضع العام في البلاد.
### تفاصيل العفو الرئاسي
أعلنت الرئاسة الجزائرية، في بيان أصدرته الأربعاء، أن الرئيس عبد المجيد تبون قرر منح العفو لـ2471 سجينًا. وينص القرار على “عفو كلي للأشخاص غير المحبوسين الذين تقل أو تساوي عقوبتهم 24 شهرًا، وكذلك عفو كلي للأشخاص المحبوسين الذين تقل أو تساوي عقوبتهم 18 شهرًا”.
وأضاف البيان أن “الأشخاص المحبوسين الذين تمت إدانتهم بعقوبات تزيد عن 18 شهرًا سوف يستفيدون من تخفيض جزئي لمدة 18 شهرًا. كما سيتم رفع فترة التخفيض الكلي والجزئي إلى 24 شهرًا بالنسبة للمحبوسين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، والأحداث، والنساء الحوامل، والأمهات لأطفال دون سن ثلاث سنوات”.
أيضًا، قرر تبون “الإفادة لعفو كلي لـ14 محبوسًا محكومًا نهائيًا في قضايا تتعلق بالنظام العام”. واشتمل العفو على إجراءات تهدئة تشمل 8 محبوسين آخرين لا زالت قضاياهم قيد التحقيق.
### القيود على العفو
تظهر تصريحات الحكومة أن “تدابير تهدئة” و”جرائم النظام العام” تعني أن العفو لا يستهدف المعتقلين السياسيين الذين تعارضوا مع الحكومة ولم يتم تصنيفهم كسجناء رأي. وأكدت مصادر قضائية أن الإدارة العامة للسجون لم تتلق بعد قائمة بأسماء سجناء الحراك المشمولين بالعفو، خلافاً للعفو السابق الذي صدر في نوفمبر الماضي.
### اعتقال جديد للنشطاء
احتشد العديد من الناشطين السياسيين أمس خارج سجن “الحراش” بالعاصمة وسجن “القليعة” في محاولة للانتظار لمعتقلي الحراك. تطالب هيئة الدفاع عن هؤلاء الناشطين بالإفراج عن أكثر من 200 معتقلين من مختلف الأحزاب بسبب مواقفهم السياسية، حيث تم إدانتهم بتهم تتعلق بـ”الإخلال بالنظام العام” و”تقويض الأمن”.
ويرتبط العفو الرئاسي أيضًا بمحاكمات لأشخاص بصفة استثنائية، حيث لم يسبق منح العفو لمن هم قيد التحقيق، وهذه الخطوة أثارت تساؤلات حول مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي يتهم بجرائم ضد الأمن الوطني بسبب تصريحات أدلى بها في فرنسا.
على الرغم من إطلاق هذا العفو، قامت السلطات باعتقال عدد من النشطاء المعارضين بسبب منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تتضمن عبارات تنتقد الوضع، خاصًة الوسم “مانيش راضي” (لست راضياً)، حيث صرح الرئيس بأن الجزائر “لا يمكن أن تفترسها هاشتاغ”.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}