انفجار نجمي رائع قد يكون مرئيا في الفضاء قريبًا

By العربية الآن



انفجار نجمي رائع قد يكون مرئيا في الفضاء قريبًا

حدوث الانفجار يكون هناك في الانتظار عدد محدود من من أنظمة التنبيه، التي تم إعدادها لإخطار الهواة والمحترفين (ناسا)
ينتظر علماء الفلك أن ينفجر نجم “تي التاج الشمالي” في صورة مستعر (ناسا)

في كل ليلة صافية خالية من السحب خلال الثلاثة أسابيع الماضية، كان بوب ستيفنز مشغولًا بتوجيه التلسكوب الذي نصبه في منزله نحو نجمين معينين في الفضاء البعيد على أمل رصد واحد من أعظم الأحداث الكونية، ألا وهو انفجار نجمي مشع ينتج أضواء مذهلة بشدة تزيد مئة ألف مرة عن سطوع الشمس.

أفادت صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن العلماء يتوقعون حدوث هذا الانفجار في أي لحظة الآن، مما أثار اهتمام مراصد فلكية كبيرة في جميع أنحاء العالم ويوفر فرصة لتعزيز فهمهم لأنظمة النجوم المزدوجة المضطربة.

وما يبهر هو الاعتماد الكبير من علماء الفيزياء الفلكية على الخبراء الهواة في علم الفلك، مثل ستيفنز، ليكونوا أوائل من يشهدون وقوع الانفجار، على الرغم من إمكانية استخدام تكنولوجيا عالية للرصد يمكنها توفيرها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

ويعود السبب في ذلك إلى التكلفة الباهظة التي تتطلبها استمرار التركيز على مراقبة حالة النجم لعدة أشهر تمهيدًا للانفجار.

وفي هذا السياق، يقول توم مينيجيني، مدير عمليات التلسكوب والمدير التنفيذي الشرفي في مرصد جبل ويلسون: “أعتقد أن الجميع سيشهدون الانفجار في الوقت المناسب، ولكن تفاعلالجلوس في مواقع المراقبة لهدف الاطلاع على النجوم لن يحدث الانفجار”، ويمزح بأنه “مثل وعاء الطهي يخضع للمشاهدة حتى يكتمل الطهو”.

تلمع نجوم كوكبة “التاج الشمالي” كأنها جواهر تاج (ويكيبيديا)

يشرح مينيجيني بأن النجم بعيد للغاية حيث يستغرق ضوءه 3 آلاف عام ليصل إلى الأرض، الأمر الذي يعني أن الانفجار قد وقع بالفعل قبل بناء الأهرامات في مصر، ومن المتوقع أن يكون ظهوره الساطع شبيه بالنجم المشير للشمال لفترة قصيرة قبل أن يختفي في الظلام.

فور وقوع الانفجار ستشارك بعض المراصد، المتقدمة على الأرض وفي الفضاء، في المراقبة بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا.

ويقول مانسي كاسليوال أستاذ علم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، الذي يعتزم استخدام مرصد بالومار الواقع شمال شرق مقاطعة سان دييجو لمراقبة الحدث، إن “كثيرون متشوقون لاكتشاف الجوهرة الجديدة في التاج”، ومتوقع أن يحدث الانفجار في كوكبة النجوم المعروفة باسم “التاج الشمالي”.

ويُعتقد بأن النجم الرئيسي قبل الانفجار يتكون في الواقع من نجمين، أحدهما قزم أبيض ساخن كثيف، والآخر عملاق أحمر أبرد.

وهذا النجم القزم الذي نضب وقوده منذ زمن طويل وتقلص حجمه ليصبح مثل حجم الأرض تقريبا، كان يستمد غاز الهيدروجين من جاره العملاق منذ زمن يُعادل عمر الإنسان على الأرض.

ومع مرور الزمن تكدست الغاز المسروق في حلقة حول النجم القزم، مشابهة لحلقات كوكب زحل ولكن بشكل ساخن وفوضوي، وسوف تتزايد هذه الحلقة بشكل كبير قريبًا، مما يجعلها عنيفة وصعبة السيطرة، ثم تنفجر كالقنبلة النووية لاحقًا.

ولا يتم تدمير أي من النجمين، وهذه العملية تتكرر كل 80 عام تقريبًا.

يعتقد أن النجم المقدم على الانفجار هو في الواقع عبارة عن نجمين، أحدهما قزم أبيض ساخن كثيف والآخر عملاق أحمر أكثر برودة (ويكيبيديا)

وفي انتظار انفجار النجم في هذا الزمن، يكون هناك جيش من العاشقين، مثل ستيفنز، جاهزين لدق جرس الإنذار عندما يحين وقت الانفجار.

وهؤلاء الأشخاص ليسوا مجرد مبتدئين بل بعضهم نشر بحوثه العلمية الخاصة، وقام ستيفنز بإنشاء مرصد في منزله بمدينة رانشو كوكامونجا في ولاية كاليفورنيا.

ويقضي ستيفنز كل ليلة متأملاً تلسكوبه، ويقضي ساعات في تسجيل البيانات التي سيبثها لاحقًا عبر الإنترنت لمجموعة من علماء الفلك هواة الذين يراقبون النجم بشكل مواصل تقريبًا.

والمراصد الكبيرة لا يمكنها متابعة العملية بشكل دائم، بينما يتنافس مئات العلماء للحصول على فرصة للاطلاع على مجموعة واسعة من الأهداف الفلكية كل ليلة، ويرون أن إبقاء التلسكوبات في وضع ثابت لمتابعة هذا النجم المشرق يعتبر إهدارًا للوقت المهم الخاص بمراقبة السماء.

وهناك تقديرات متباينة بشأن وقت التفجير المتوقع للنجم، إلا أن معظم علماء الفيزياء الفلكية يتوقعون أن يحدث الانفجار قبل نهاية هذا العام، وعلى الأرجح في نهاية شهر أغسطس/أب الحالي.

عند وقوع الانفجار سيتم الاعتماد على عدد قليل من نظم التنبيه التي تم وضعها لإشعار الهواة والمحترفين، ويقول ستيفنز أن العديد من المراصد قامت بتكوين برامج لأجهزتها بشكل مستقل عن الخطة الحالية للمراقبة لمتابعة النجم عند وقوع الانفجار.

سيحدث الانفجار في وقت قريب حسب عدد قليل من نظم التنبيه التي تم تجهيزها لتنبيه الهواة والمحترفين (ناسا)

وعلى الناحية الأخرى، تواجه بعض المناظير الكبرى تحديا آخر، إذ تم تصميم العديد من التلسكوبات الخاصة بها لمراقبة الأهداف الأكثر ضعفاً وخفتاً، ولكن هذا النجم الذي يقترب من الانفجار لا ينتمي إلى هذه الفئة، وبالتالي توجيه التلسكوبات نحوه قد يتسبب في تشويش على أجهزة الاستشعار وظهور صور غير واضحة وباهتة.

وهذا هو السبب وراء عدم استخدام مرصد بالومار، المتواجد في محطة أبحاث معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في شمال مقاطعة سان دييغو، تلسكوب هالي الشهير الذي يبلغ قطره 16 قدمًا ويقع تحت قبته الضخمة البيضاء، بل يفضلون استخدام تلسكوب أصغر بكثير يعرف بـ”جاتيني-آي آر”، والذي يوجد داخل مبنى من الطوب لا يكشف عن طبيعته ويقع على بعد ربع ميل فقط منه.

ويشير العلماء إلى أنهم لا يزالون يبحثون ويتعلمون الكثير عن النجم المنفجر، فعلى سبيل المثال، لا يزال علماء الفيزياء غير متأكدين من سبب انفجار بعض النجوم كل عقد من الزمن، بينما البعض الآخر لا ينفجر إلا كل آلاف السنين.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version