# بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وميليشيا حزب الله بعد عام من الصراع
## تفاصيل وقف إطلاق النار
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني حيز التنفيذ في لبنان بعد أكثر من عام من القتال. بدأ سريانه في الساعة 04:00 بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء، منهياً مؤقتًا ما يقارب الأربعة عشر شهراً من الصراع بين إسرائيل و المجموعة المدعومة من إيران.
تم الإعلان عن هذه الاتفاقية مساء يوم الثلاثاء من قبل إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة، حيث ذكر الرئيس جو بايدن أن الهدف منها هو “توقف دائم للأعمال القتالية”.
## استمرار العداء حتى اللحظة الأخيرة
سُجلت هجمات من الجانبين حتى قبل وقت قصير من بدء وقف إطلاق النار. أصدرت إسرائيل أوامر بإجلاء بعض أجزاء بيروت قبل أربع ساعات من الموعد المحدد لوقف القتال، وقامت بشن هجمات تقارب الساعة قبل بدء الاتفاق. بالمثل، أطلق حزب الله طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل في الساعات التي سبقت وقف القتال.
## تحذيرات من القوات الإسرائيلية
بعد دقائق قليلة من بدء وقف إطلاق النار، حذرت قوات الدفاع الإسرائيلية السكان في جنوب لبنان من “التوجه نحو القرى التي أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر بإجلائها أو نحو القوات الإسرائيلية في المنطقة”. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، على منصة “X” أن الجيش سيقوم بإبلاغ المواطنين عندما يكون من الآمن العودة إلى منازلهم.
ومع ذلك، رصدت تقارير وكالة “رويترز” العشرات من المركبات وهي متجهة جنوبًا بعد بدء وقف إطلاق النار، بعضها مُحمَّل بالأغراض الشخصية.
## حقائق عن الصراع
استمر القتال لما يقرب من عام، حيث كثفت إسرائيل في أواخر سبتمبر قصفها وأطلقت غزواً برياً ضد حزب الله. ووفقًا للمسؤولين المحليين، تُعد هذه الحرب من أكثر النزاعات دموية في لبنان منذ عقود، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 3823 شخصًا.
تتضمن الاتفاقية التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء، برعاية الولايات المتحدة، انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان على مدى 60 يومًا. وخلال نفس الفترة، سيُremoved مقاتلو حزب الله والأسلحة من المنطقة جنوب نهر الليطاني، وهو الحد الذي تم تحديده بعد انتهاء آخر حرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006. وسيتم استبدالهم بقوات حكومية لبنانية.
## ردود الفعل والترحيب بالاتفاق
رحب رئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي، باتفاق وقف إطلاق النار، واصفًا إياه بأنه “خطوة أساسية نحو استعادة الهدوء والاستقرار” في البلاد، مما يتيح للمواطنين العودة إلى منازلهم. ولكنه طالب أيضًا إسرائيل بـ”الامتثال الكامل” للاتفاق ومغادرة المواقع التي تحتلها واحترام القرار الأممي.
وفي الوقت نفسه، ذكر وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين أنه نظرًا لبقاء حزب الله كـ”طرف فعال” في البرلمان اللبناني، تحتاج بلاده الآن إلى التركيز على استعادة العملية السياسية وتسهيل “الحوار” بين “المجتمعات المختلفة”.
## تحذيرات من إسرائيل
أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزم إسرائيل على اتخاذ إجراءات عسكرية في حال خرق حزب الله لأي جزء من الاتفاق المتفق عليه. وأكد أن إسرائيل “ستقوم بالهجوم إذا حاول حزب الله تسليح نفسه، أو إذا حاول إعادة بناء البنية التحتية للإرهاب بالقرب من الحدود”.
من جهته، أكد بايدن أن إسرائيل “تحافظ على حقها في الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي”.**وافق الإسرائيليون على وقف إطلاق النار**
أظهر استطلاع حديث أن 37% من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار، في حين عارض ذلك 32%، و31% من المشاركين قالوا إنهم لا يعرفون.
**نتنياهو: إنهاء القتال في لبنان يتيح التركيز على إيران**
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه إذا تم إنهاء القتال في لبنان، الجارة الشمالية لإسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيستطيع التركيز على “التهديد الإيراني”.
**تغير موازين القوى**
كانت تعتبر ميليشيات حزب الله خط الدفاع الأول عن إيران، ولكن بعد تدمير جزء كبير من ترسانة الصواريخ الخاصة بهم، يبدو أن ميزان القوى قد مالت لصالح إسرائيل. قلق الإيرانيون من “ضعف” حزب الله بعد الصراع، حيث ترغب طهران في “الحفاظ” على مكانة الحزب في لبنان، وفقاً للسفير الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، دينيس روس.
**تحديات أمام حزب الله**
قال روس في تصريح له مع BBC يوم الأربعاء إن فقدان حزب الله لقيادته بالكامل يعني أنه “سيتطلب وقتًا طويلاً للتعافي”. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار قد يدوم لأكثر من 60 يومًا لأن كلا الجانبين له مصلحة في تمديده؛ حزب الله يحتاج للوقت لاستعادة قوته وإسرائيل لا تريد الانغماس في قتال آخر في لبنان.
**التحولات في الصراع**
بدأت أحداث العنف خلال الـ 13 شهراً الماضية عندما أطلق حزب الله الصواريخ على إسرائيل بعد يوم واحد من الهجوم العنيف الذي شنه حليفه، حماس، على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص. وأكد نتنياهو أن إنهاء القتال في لبنان سيزيد الضغط على حماس، مشيرًا إلى أنها كانت تعتمد على حزب الله في القتال بجانبها.
**دور الجيش الإسرائيلي**
أوضح نتنياهو أن وقف القتال في لبنان سيوفر للجيش الإسرائيلي مساحة لإعادة تزويد أسلحته وذخائره وأفراده، مما قد يحرر المزيد من القوات الإسرائيلية للعمل في غزة، حيث كانت المفاوضات لحل النزاع هناك عالقة منذ شهور.
**تواصل المفاوضات الأمريكية**
عبر المسؤولون الأمريكيون عن أملهم في أن يوفر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دفعة جديدة للمفاوضات حول غزة. وأشار بايدن في تصريح يوم الثلاثاء إلى أن إدارته تعمل مع تركيا ومصر وقطر “لإجراء دفع آخر” من أجل التوصل إلى اتفاق.
**الأوضاع في لبنان**
تشير التقارير إلى أن الحرب كانت مدمرة للبنان، حيث أسفرت عن مقتل 3823 شخصًا وإصابة 15859 آخرين، بالإضافة إلى نزوح مليون مواطن من المناطق التي يسيطر عليها حزب الله.
**عمل عسكري ضد حزب الله**
بدأت إسرائيل هجومها ضد حزب الله، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، بعد عام تقريبًا من القتال عبر الحدود بسبب الحرب في غزة. وفي التوقيت نفسه، أكدت إسرائيل أنها تريد ضمان العودة الآمنة لنحو 60000 من سكان المناطق الشمالية الذين نزحوا جراء الهجمات الصاروخية التي أطلقها حزب الله دعمًا للفلسطينيين.
**خسائر القوات الإسرائيلية**
أسفرت هجمات حزب الله على إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة عن مقتل ما لا يقل عن 75 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بينما قُتل أكثر من 50 جنديًا في القتال بجنوب لبنان، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.