بريطانيون يروون تفاصيل إجلائهم “الغريب” من لبنان
مشاعر الاغتراب لدى إيزوبل تايبر
شعرت البريطانية إيزوبل تايبر، التي كانت ضمن أكثر من 150 شخصًا تم إجلاؤهم من لبنان يوم الأربعاء، بمرارة مغادرتها لحياتها التي بنتها في هذا البلد الشرق أوسطي. وفي تصريح لقناة “بي بي سي”، قالت إيزوبل (31 عامًا): “حياتي هناك، لذا يبدو غريبًا أن أكون هنا”.
وصلت إيزوبل إلى برمنغهام على متن أول رحلة استئجرتها الحكومة البريطانية، بعد أن دعت المواطنين البريطانيين لمغادرة لبنان على الفور وسط تصاعد النزاع بين إسرائيل وحزب الله.
مشاعر الذنب والفراق
على الرغم من إقامتها حاليًا مع والديها في إيلينغ، غرب لندن، إلا أن إيزوبل أعربت عن شعورها بالذنب لتركها صديقها وقططها في لبنان، وقالت: “كل شيء يبدو غير حقيقي جدًا”.
منذ رحلة يوم الأربعاء، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستستأجر عددًا “محدودًا” من الرحلات الجوية من بيروت لإجلاء “المئات” من المواطنين البريطانيين وعائلاتهم. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن الرحلات ستستمر “طالما يسمح الوضع الأمني”.
مغادرة محفوفة بالتحديات
كانت إيزوبل تدرس للحصول على درجة الماجستير في بيروت، وقد انتقلت إلى لبنان في يوليو من العام الماضي. قالت إنها قررت المغادرة عندما توسع النزاع إلى المنطقة التي كانت تقيم فيها. وأضافت: “استهدفوا وسط بيروت وأعتقد أنه لا يوجد مكان آمن، لذلك قررت المغادرة. أمل أن أعود”.
كما أشارت إلى أن إجلاءها كان “مستعجلًا”، إذ تلقت تأكيدًا لمقعدها في رحلة الإجلاء قبل أربع ساعات من مغادرتها. وعلى الرغم من أن صديقها عاش في لندن سابقًا وجدته بريطاني، إلا أن إيزوبل أوضحت: “إنه وطنه – يود أن يبقى هناك”.
قرار صعب لعائلة مزدوجة الجنسية
تحدثت مونا ديلي، ابنة الثنائي ذوي الجنسية البريطانية واللبنانية، عن قرارها الصعب بمغادرة والدها أمين (88 عامًا)، الذي يحتاج إلى رعاية على مدار الساعة، لتأمين مكان لوالدتها ديا (81 عامًا) في رحلة الإجلاء. وقالت: “الرحلة العادية مرهقة في سنهم، ناهيك عن الإجلاء”.
أشارت مونا إلى التحديات التي يواجهها كبار السن، حيث يتعين عليهم التفكير في “ليس فقط ما إذا كانت القنبلة ستسقط فوق رؤوسهم، ولكن أيضًا عدم قدرتهم على الوصول إلى أدويتهم أو طبيبهم أو مستشفاهم”.
وأضافت: “مع والدتي، شعرت أنه إما الآن أو لا شيء. لم يكن بإمكانها تغيير أي شيء له في الأرض، ولم تتمكن من حمله ورعايته بنفسها، لذا كان من الأفضل لنا أن تكون واحدة منهم هنا”.