في مؤتمره الصحافي السنوي الذي عُقد يوم الخميس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قد تمكنت من تجاوز آثار العقوبات الغربية وحققت نمواً اقتصادياً مستمراً خلال العامين الماضيين. وتحدث عن تحسين مستوى المعيشة وتنشيط عدة قطاعات كانت مهملة سابقاً.
ورغم أن الأسئلة التي طرحتها وسائل الإعلام خلال المؤتمر، الذي استمر لأكثر من خمس ساعات، تناولت جوانب معيشية واقتصادية، إلا أن التركيز الأبرز كان على الحرب الأوكرانية واحتمالات الانتقال إلى مسار تفاوضي بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب رئاسة البيت الأبيض الشهر المقبل.
إعلان الاستعداد للحوار
عبّر بوتين عن استعداده للحوار مع ترمب إذا كان الأخير يرغب بذلك، وأكد استعداده لبدء “مفاوضات جادة” حول أوكرانيا. وبدت لهجته وكأنه انتصر، حيث أشار إلى التقدم الكبير الذي أحرزته روسيا في الميدان خلال العام الحالي، موضحاً بأن بلاده قد زودت نفسها بتقنيات عسكرية حديثة، مثل صاروخ “أوريشنيك” الذي قال إن الغرب “لا يمتلك نظيراً له ولا تقنيات قادرة على التصدي له”.
وجه بوتين رسالة إلى الغرب حول صاروخ “أوريشنيك”، الذي اعتبره سلاحاً حديثاً متقدماً يعتمد على تقنيات سابقة ولكنه يمثل قفزة نوعية. وتطرق لمخاطر النظم الدفاعية لدى رومانيا وبولندا التي تعتزم استهداف روسيا، مشيراً إلى قدرتهم على توجيه ضربات دقيقة في الوقت المناسب.
محور النقاش: أوكرانيا
تحدث بوتين أيضاً عن التهديدات الغربية تجاه بيلاروسيا، الحليف الوثيق لبلاده، معتبراً أي تهديد لبيلاروسيا بمثابة تهديد لروسيا نفسها، وأكد أنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لحماية بيلاروسيا بالتعاون مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو. كما أشار إلى وجود أنصار لروسيا داخل أوكرانيا يمكنهم التوجه نحو التفاوض.
وأشار إلى وجود أبناء بلاده، الذين يُفضلون إعادة بلادهم من سيطرة “النازيين الجدد”. وأوضح بأن روسيا مستعدة للتفاوض مع زيلينسكي ولكن بشرط أن يكتسب شرعية من خلال الانتخابات.
مفاوضات دون شروط مسبقة
لفت بوتين إلى أن مبادرات السلام المقدمة من الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا تعكس جهود حقيقية للبحث عن حلول متوازنة، موضحاً أن روسيا مستعدة لبدء مفاوضات السلام بدون شروط مسبقة، لكن بشرط أن تكون الأساسيات التي أنتجتها اتفاقيات إسطنبول مرعية.
واعتبر أن العملية العسكرية التي بدأت في 2022 كانت “ضرورة ملحة”، مشيراً إلى أن بلاده كانت بحاجة لبدء تلك العملية قبل ذلك التاريخ.
الأوضاع العسكرية في الميدان
ميدانياً، أكد بوتين أن قواته تحقق تقدماً كبيراً، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تستعيد الأراضي من القوات الأوكرانية بسرعة. وشدد على أن الهجوم المضاد الروسي في مقاطعة كورسك يحقق نجاحات، وأن جميع المنشآت المتضررة ستتم إعادة إعمارها بشكل سريع.
ونبّه إلى عدم جدوى الهدن المؤقتة، مشيراً إلى أن ذلك يتيح للعدو فرصة للتجنيد وتجهيز قواته، وهو ما لن يمنح روسيا مرونة في العمليات العسكرية.
تطرق بوتين أيضاً إلى اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف، الذي كان مسؤولاً عن الأسلحة الإشعاعية والكيماوية في روسيا، واصفاً ذلك بأنه “عملية إرهابية” من قِبل النظام الأوكراني. وقد انتقد غياب أي إدانة من وسائل الإعلام الغربية لمثل هذه الفعاليات.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}