بين لغة الاغتيالات ورفع العلم الأحمر.. تسوية قادمة أم حرب حتمية؟
تصريحات إسرائيلية قوية
أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن مصير منفذي هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على الأراضي الإسرائيلية هو “إما السجن أو الموت”. وقد تكررت هذه العبارة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في حكومته، وهي تعبر عن “لغة الاغتيالات”، التي تعتبر محببة لدى الرأي العام الإسرائيلي، إذ تعكس رغبة القضاء على أي شخص يهدد أمن هذا الكيان.
تصاعدت عمليات القتل والتهجير في الميدان، بينما نشطت الدبلوماسية الإسرائيلية في الولايات المتحدة، حيث بدأ نتنياهو بخطاب أمام الكونغرس يطالب الحكومة الأميركية بدعم معركة إسرائيل مع القوى المحيطة بها.
اغتيالات بارزة
في 1 أغسطس/ آب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، الذي اعتبرته إسرائيل العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر بعد قصف مكانه في خان يونس. تأتي هذه الأنباء بعد إعلان حركة حماس عن مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، في غارة إسرائيلية خلال وجوده في طهران.
الرسائل وراء الاغتيالات
تعكس “لغة الاغتيالات” أسلوبًا حربيًا يهدف لبعث رسائل متعددة، لا تقتصر فقط على تصفية الخصوم جسديًا، بل تهدف إلى تعزيز ثقة الإسرائيليين في قدرتهم على الرد. ومع ذلك، قد تساهم هذه الأساليب في تعزيز مواقف إيران، التي رفعت من شروطها للتفاوض مع الولايات المتحدة في ظل عدم التصعيد.
الدور الإيراني في الصراع
تعتبر إيران نفسها راعية للصراع ضد الوجود الإسرائيلي، حيث دعمت جماعات تهدف لتحرير فلسطين. ومع اغتيال هنية، رفعت إيران علمًا أحمر يسمى “علم الثأر” في قم، مما يعكس إعلانها حالة الحرب على إسرائيل. هل تقترب المنطقة إذًا من حرب كبرى؟
لقد رفعت إيران هذا العلم سابقًا بعد اغتيال قاسم سليماني، حيث تعهدت بالثأر، مما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين هذه الرموز وتحركاتها المستقبلية.
توازنات الصراع
بينما تبحث إسرائيل عن استعادة صورة الردع المتآكلة، يبدو أن المنطقة لا تتجه نحو حرب كبرى، حيث إن المصالح الإستراتيجية والمفاوضات تلعب دورًا محوريًا. إقدام إيران على الاحتفاظ بهدوئها ومحاولاتها لإعادة التفاوض مع الإدارة الأميركية تعكس عزمها على تحصيل المكاسب دون الانجرار إلى تصعيد عسكري مباشر.
في الواقع، تعيين الرئيس الإيراني لوزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف هو خطوة نحو تعزيز الحوار والتأكيد على رسائل السلام والترتيب. تبقى الأوضاع قائمة على ضرورة التفاوض والتسويات، على الرغم من تصاعد التوترات.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.
رابط المصدر