تأثير التلوث الضوئي على الكائنات الحية أكثر تعقيدًا مما اعتقده العلماء

By العربية الآن



التلوث الضوئي: تأثيرات معقدة على الكائنات الحية

اهتمت الدراسة بفحص أثر التلوث الضوئي على العنكبوت الغازل المداري (بيكسابي)
اهتمت الدراسة بفحص أثر التلوث الضوئي على العنكبوت الغازل المداري (بيكسابي)

تشكل مستويات التلوث الضوئي خطراً كبيراً على الكائنات الليلية. فحوالي 70% من الكائنات الحية قد تكيفت بشكل مثالي مع الظلام لآلاف السنين، ولكن الأضواء الاصطناعية مثل الإنارة العامة قد أثرت سلباً على سلوكياتها وأنماط حياتها.

تأثير التلوث الضوئي على العناكب

في دراسة جديدة نُشرت في دورية “بيولوجي ليترز”، توصل العلماء إلى أن التلوث الضوئي يؤثر بشكل ملحوظ على العنكبوت الغازل المداري، وهو نوع شائع في أستراليا. أظهرت النتائج تراجعًا ملحوظًا في حجم أدمغة هذه العناكب، خاصة في المناطق المرتبطة بالرؤية، بينما تبقى التأثيرات السلوكية غير واضحة.

أوضح الباحثون أنه في البيئات ذات التلوث الضوئي العالي، تحتاج الحيوانات إلى أدمغة أكبر وأكثر تعقيداً للتكيف مع تحديات الحياة الحضرية. وتبرز هذه الدراسة أهمية فهم تأثير التلوث الضوئي على الكائنات الصغيرة مثل الحشرات، بعد أن ركزت الأبحاث السابقة على الحيوانات الأكبر حجمًا.

يبني هذا النوع من العناكب شباكه في الأماكن المضاءة جيدا (بيتريز مواسيه)

يتواجد العنكبوت الغازل المداري بكثرة في الحدائق، سواء في المدن أو الأرياف. يبني شباكه في أماكن مضاءة جيداً مثل أعمدة الإنارة. أظهرت الدراسات السابقة أن العناكب التي تتواجد في المناطق الحضرية، والتي تبني شباكها تحت الأضواء، تصطاد المزيد من الحشرات لكنها تتطور بشكل أسرع وتصبح أصغر حجماً وتنتج نسلًا أقل.

للتحقق من تأثير التلوث الضوئي على نمو الدماغ، قام الباحثون بتربية عناكب صغيرة في ظروف مختبرية مضبوطة. بعض العناكب نمت في الظلام، بينما تعرضت الأخرى لإضاءة تعادل إنارة الشوارع. أظهرت الفحوصات، باستخدام تكنولوجيا “التصوير الطبقي المبرمج المكروي”، أن العناكب المعرضة للضوء الاصطناعي كانت أدمغتها أصغر، خاصة في المناطق المتعلقة بالرؤية.

التأثيرات على سكان الليل

بشكل عام، يشير العلماء إلى أن التلوث الضوئي يؤثر سلباً على عالم الحيوان. تعتمد الحيوانات الليلية مثل الخفافيش والبوم على الظلام للصيد، ويؤثر الضوء الاصطناعي على كفاءتها، مما يجعل فرائسها أكثر وضوحًا. كما تستخدم بعض الحيوانات الليلية، مثل العث والسلاحف البحرية، الضوء الطبيعي للملاحة، لكن تلوث الضوء يُربك حواسها، مما قد يؤدي إلى عواقب خطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب الضوء دورًا في إشارات التزاوج لبعض الأنواع، مثل اليراعات، التي تعتمد على التلألؤ الحيوي لجذب الأزواج. تلوث الضوء يمكن أن يتداخل مع هذه الإشارات، مما يقلل من معدلات التكاثر.

تواجه جميع الكائنات الليلية تغيرات في أنماطها البيولوجية نتيجة لتلوث الضوء، وهذا يثير قلقاً بشأن تأثيراته الطويلة الأمد على التنوع البيولوجي والنظم البيئية.

المصدر: مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version