تأثير الحرب على قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا

By العربية الآن

كيف أثرت الحرب على قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا؟

تأثير الحرب على قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا تأثير الحرب على التكنولوجيا تأثير الحرب على التكنولوجيا
يجتمع العديد من رواد التكنولوجيا الأوكرانيين لدعم المجهود الحربي مع آمال متزايدة بمستقبل بعد الحرب (شترستوك)
في خضم الغزو الروسي، اتحد خبراء التكنولوجيا في أوكرانيا لمواجهة هذا التحدي باستخدام جميع الوسائل المتاحة، من الطائرات المسيرة إلى الأمن السيبراني. ومع ذلك، يطمح رواد التكنولوجيا الأوكرانيون لأن تكون ابتكاراتهم رافعة لمستقبل أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.

تعزيز الاقتصاد الأوكراني عبر التكنولوجيا

يبذل العاملون في قطاع التكنولوجيا جهوداً كبيرة للحفاظ على الحرية التي حققوها بكد، مثل أندري كلين، المؤسس المشارك لشركة “بيتكيوب”، الذي ساهم في تأسيس منظمة “أنفق لأجل أوكرانيا”. هذه المنظمة توفر منصة إلكترونية تحتضن أكثر من 240 شركة أوكرانية. يسعى المؤسسون للإبقاء على صورة إيجابية لأوكرانيا بالرغم من الظروف الراهنة من خلال دعم الاقتصاد المحلي.

الأمن السيبراني كدرع دفاعي

يلعب الأمن السيبراني دوراً حاسماً في هذه الحرب. سيرجي كريفوبلوتسكي، رئيس قسم الأبحاث بشركة “ماك بو”، طور تطبيق “سباي باستر” لفحص الهواتف واكتشاف أي تطبيقات مشبوهة مرتبطة بروسيا أو بيلاروسيا. تشير التقارير إلى أن هذه الشركات ليست فقط جزءاً من الجهود الحربية، بل تساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني.

التكنولوجيا الطبية لمساعدة المصابين

تسعى بعض الشركات الأوكرانية إلى تقديم الدعم للجرحى من خلال تطوير أطراف صناعية متطورة تساعد الضحايا على العودة لممارسة حياتهم الطبيعية. هذه المبادرات تعكس الأمل في مستقبل أفضل وتؤكد على القدرة التكييفية للقطاع التكنولوجي الأوكراني.

## “إسبير بايونكس”: الابتكار في مجال الأطراف الصناعية

تسعى شركة “إسبير بايونكس”، الناشئة المتخصصة في تعزيز قدرات الإنسان، إلى تصنيع أطراف صناعية آلية مزودة بمستشعرات على سطح الجلد. هذه المستشعرات تنقل الإشارات من العضلات إلى اليد الروبوتية، مما يمكّنها من تأدية الوظائف نفسها التي تؤديها اليد البشرية.

آنا بيليفانتسيفا، المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية للشركة، أوضحت أن الشركة تركز على “سهولة التحكم والاستخدام”، كما تعمل على جمع البيانات من مستخدميها لإنشاء جهاز طرف صناعي متصل بالإنترنت يمكن ربطه بأجهزة مختلفة في المنزل.

تحديات الإنتاج في ظل الحرب

تعتمد سوق “إسبير بايونكس” بشكل أساسي على الولايات المتحدة، بينما تنتج معداتها في كييف. وعلى الرغم من الظروف الصعبة الناجمة عن الحرب الشاملة، قرر معظم فريق العمل البقاء في أوكرانيا. في البداية، انتقلت الشركة إلى المناطق الغربية، ولكن بعد أن واجهت صعوبات في توظيف مهندسين جدد في تلك المواقع، عادت إلى كييف مرة أخرى، وزادت عدد الموظفين من 14 إلى 60 موظفاً بحلول نهاية عام 2022.

تقول بيليفانتسيفا: “تلقينا الكثير من الطلبات من الأفراد والشركات والمنظمات الحكومية لأطرافنا الصناعية، وكنا مدفوعين برغبة ملحة لتلبية احتياجات الجنود الذين فقدوا أطرافهم في أسرع وقت ممكن”.

برنامج “إسبير فور يوكرين”

تشغل الشركة أيضاً برنامجًا يسمى “إسبير فور يوكرين”، والذي يوفر أطرافًا صناعية للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم نتيجة الحرب بتكاليف تصنيع مخفضة. بالإضافة إلى ذلك، تدير الشركة دورات تدريبية للأطباء في أوكرانيا حول كيفية تركيب هذه الأجهزة.

حاليًا، يركز الفريق على توسيع منشأة التصنيع في كييف، في الوقت الذي يسعى فيه للتوسع في السوق الأمريكية وإطلاق عملياته في أوروبا. وفي المستقبل، تأمل “إسبير بايونكس” في تطوير زراعة الأطراف لتعزيز التواصل بين الأشخاص والأيدي الآلية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأنظمة الإضاءة.

الحفاظ على الهوية والثقافة الأوكرانية بالتكنولوجيا

إن الصراع الحالي ليس فقط على الأرض، بل يمتد إلى الهوية الثقافية للأوكرانيين. وهنا تأتي جهود الشركات مثل “بالبيك بيرو”، والتي تعد واحدة من الشركات المعمارية الرائدة في أوكرانيا، وذلك في إطار سعيها لدعم الأوكرانيين المهجرين وجهود إعادة الإعمار مع الحفاظ على التقاليد الوطنية.

تحت مشروع “ري يوكرين”، تهدف الشركة إلى توفير وحدات سكنية مؤقتة للعائلات النازحة، مع التركيز على الاحتياجات الإنسانية. وتشير الشركة إلى وجود مشاريع تقنية مثل “ري يوكرين فيجن”، الذي يسعى لفهم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال العمارة وتحديدًا في إعادة بناء المباني المدمرة.

الابتكار في إعادة الإعمار

تتعاون “بالبيك بيرو” مع الجامعات التقنية في أوكرانيا لتطوير خوارزميات قادرة على توليد تصاميم جديدة للمباني المدمرة. ويصف المهندس المعماري الرقمي سلافا ستوبول الفكرة قائلاً: “نريد تطوير تطبيق يمكن المستخدم من التقاط صورة لمبنى مدمر، ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تصور جديد لكيفية إعادة بناء هذا المنزل”. هذا سيسهم في إلهام الناس لبدء نقاشات حول المستقبل بعد انتهاء الصراع.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version