سنوات من النضال والعطاء

يبدو أن من الظلم حصر السيد يحيى السنوار -رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومهندس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي- في أدوار القائد العسكري والسياسي فقط، فقد خدم القضية الفلسطينية أيضًا من خلال التأليف والترجمة. وله أربعة مؤلفات بالإضافة إلى ترجمة أربعة كتب من العبرية إلى العربية، هذا بجانب مشاركته في أعمال مسرحية عندما كان عضواً في فرقة مسرحية خلال شبابه.

تأثير السجن والتعليم

في تجربة السجن الثالثة، بعدما تعلم اللغة العبرية، بدأ السنوار بمتابعة الإعلام العبري من داخل السجن ودرس دراسات أمنية صادرة عن ضباط الأجهزة الأمنية في إسرائيل وترجم بعض الكتابات.

تلقى السنوار تعليمه في كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الذي كان له تأثير كبير عليه.

تشير الكاتبة الأمريكية ديزي هيل في مقال لها إلى فوائد دراسة الأدب، قائلةً: “يساعدنا الأدب على التأمل في التجربة الإنسانية، ويعلمنا عن هويتنا والعالم المحيط بنا”، وهذا ما ساهم في تشكيل رؤيته وتأملاته في عالمه داخل السجن.

ترجمات مؤثرة ومؤلفات مشهورة

من أبرز الكتب التي ترجمها السنوار كتاب “الأحزاب الإسرائيلية” الذي يتناول التيارات السياسية والتغيرات الداخلية بين الأحزاب. ويعبر عن بصيرته بما يحدث في إسرائيل من صراعات داخلية.

يطلق على رواية “الشوك والقرنفل” أحد أشهر مؤلفات السنوار، والتي تتناول تجربة النضال الفلسطيني من عام 1967 حتى الانتفاضة الأولى.

كما قام بترجمة كتابين لرئيس جهاز الشاباك السابق كارمي غيلون، مما يساعد الأسرى على فهم الجهاز بشكل أفضل.

التأثير كفنان وتربوي

في بداية الثمانينات، أسس السنوار مع مجموعة من الشباب فرقة فن إسلامي في مسقط رأسه خان يونس برعاية الشيخ أحمد ياسين، واختاروا لها اسم “العائدون”.

أخذت الكتابات والمسرحيات التي أنتجها السنوار تعد تجسيدًا لتجاربه ومعاناته، حيث اعتبر السجن بمثابة نموذج مصغر لمجتمع الاحتلال.

خلاصة التأثيرات المتعددة

يمثل يحيى السنوار نموذجًا للقيادة المركبة، فهو كاتب ومؤلف ومترجم، بالإضافة إلى كونه قائدًا عسكريًا، وقد ساهم في خدمة القضية الفلسطينية بطرق متعددة، مما يجعله شخصية مؤثرة بامتياز في الساحة الفلسطينية.