تأجيل انسحاب القوات الأميركية من العراق
تأجيل الانسحاب بسبب الظروف الإقليمية
تعتبر مسألة وجود القوات الأميركية في العراق وقرار انسحابها من التحديات الجادة التي تتطلب توافقاً بين الطرفين بعيداً عن أي توترات. ومع تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، وبالأخص الاعتداءات على غزة، ارتأت الأطراف تأجيل الانسحاب إلى وقت لاحق.
تواجد القوات الأميركية وأعدادها الحالية
تقلص عدد القوات الأميركية في العراق خلال السنوات الأخيرة إلى نحو خمسة آلاف، موزعة بين معسكرين: واحد في قاعدة عين الأسد غرب العراق، والآخر في قاعدة حرير بإقليم كردستان شمال البلاد. ويشير بعض العراقيين إلى أن الأحزاب الشيعية تتهم السنة والأكراد بأنهم العقبة الرئيسية أمام انسحاب القوات، فهل يعتبر هذا صحيحاً؟
المصالح الأميركية وتأثيرها على الوجود العسكري
توجد قواعد أميركية في العديد من الدول الكبرى مثل ألمانيا واليابان، ولا تعاني هذه الدول من مشاكل الإرهاب، ما يعني أن الوجود العسكري الأميركي يرتبط أساساً بالتحقيق لمصالح معينة بدلاً من مواجهة الإرهاب أو حماية حقوق الإنسان.
خلفيات المفاوضات حول الانسحاب
انطلقت الحوار بشأن مستقبل القوات الأميركية في العراق بعد مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020، حيث دعا البرلمان العراقي بعد ثلاثة أيام إلى خروج هذه القوات. ورغم مرور الوقت، لم يتم التوصل إلى نتائج جدية، حيث عمدت القوات الأميركية إلى إعادة انتشار قواتها دون أن تعبر عن رغبتها الفعلية في مغادرة العراق.
استراتيجية الوجود الأميركي في المنطقة
تسعى الولايات المتحدة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلى الحفاظ على وجود عسكري في مختلف أنحاء العالم، ما يعتبر جزءاً من استراتيجيتها لحماية مصالحها عبر نشر قوات صغيرة مزودة بتكنولوجيا عسكرية متقدمة. واليوم، يتضح أكثر أن هذا التوجه ليس بعيدًا عن ما يحدث في الشرق الأوسط، خصوصاً مع ما يجري في غزة.
إشكالية الدعم للعراق وتأثيره على القرار
بالإضافة إلى البعد الأمني، تعتبر القواعد العسكرية في العراق ذات أهمية سياسية واقتصادية، كونها تعزز الوضع الاقتصادي من خلال الاستثمارات. تتأثر قيمة الدينار وكل القضايا الاقتصادية الأخرى بحضور القوات الأميركية، ما يضيف تعقيداً إضافياً لملف الانسحاب.
عدم جدية الأطراف السياسية في طلب الانسحاب
يبدو أن الأطراف العراقية الحاكمة لم تضع ضغطاً كافياً على الحكومة لسحب القوات الأميركية، إذ لم تتخذ خطوات جادة في هذا الاتجاه رغم التصريحات المتكررة. وهذا يشير إلى أن هناك أطرافاً عراقية ليست معنية تماماً بهذا الأمر.
التوتر بين إيران والولايات المتحدة وأثره على الوضع العراقي
في ظل تصاعد العداء بين إيران والولايات المتحدة، يتملك الإيرانيين القلق بشأن التواجد الأميركي في العراق، خصوصاً بعد تقارير عن اعتراض القوات العراقية لطائرات مسيرة وصواريخ إيرانية متجهة نحو إسرائيل.
بناءً على ذلك، تظل مسألة وجود القوات الأميركية معقدة، حيث إن الحديث عن القضاء على الإرهاب قد لا يعكس الفكرة الحقيقية، فيما تحتاج العراق إلى دعم استخباراتي دولي دون الحاجة المباشر للتواجد العسكري الأميركي.
رابط المصدر