تاريخ الجزائريين في فلسطين: هجرات، أوقاف، ونضال مشترك في بيت المقدس

By العربية الآن


تاريخ الجزائريين في بيت المقدس وفلسطين: هجرات، أوقاف ونضال مشترك

غلاف تاريخ الجزائريين
كتاب “تاريخ الجزائريين في بيت المقدس وفلسطين” من تأليف الباحث إبراهيم باجس عبد المجيد المقدسي صدر مؤخرا في عمَّان (الجزيرة)
يتناول كتاب “تاريخ الجزائريين في بيت المقدس وفلسطين” تاريخ العلاقات بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، حيث اجتمعت ثقافاتهما وعاداتهما في أرض فلسطين. يهدف الكتاب إلى معالجة “القصور المعرفي” من جانب المشرق العربي تجاه تاريخ المغاربة.

يتناول الباحث إبراهيم باجس عبد المجيد المقدسي في كتابه علاقات الجزائر بفلسطين، ويشير إلى أن معظم الدراسات السابقة ركزت على التاريخ المعاصر فقط. ويؤكد على ضرورة استكشاف أعمق لعلاقة الجزائر بفلسطين على مر العصور.

هجرات وأوقاف جزائرية

يستعرض الكتاب موجات هجرة الجزائريين إلى فلسطين منذ العصور الوسطى، وأسباب تلك الهجرات، مثل الجهاد لتحرير القدس وطلب العلم. كما يوضح دور الجزائريين في تأسيس العديد من القرى الفلسطينية، مثل عولم وسَمَخ وكفر سبت، التي شهدت تواجدًا جزائريًا مكثفًا قبل تهجيرهم بعد نكبة عام 1948.

تتناول الصفحات التالية الأوقاف التي أوقفها الجزائريون، حيث أنشأت أوقافًا علمية وثقافية مثل زاوية المغاربة في القدس وزاوية الأشراف في الخليل، فضلاً عن الأراضي الزراعية والعقارات المتعددة.

صراع الهوية

في فصل خاص عن “المهاجرون الجزائريون وصراع الهوية”، يناقش الكتاب المعاناة التي عاشها الجزائريون في فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر. تكشف هذه الفصول عن التحديات التي واجهتهم، خاصة بعد هجرتهم مع الأمير عبد القادر، مما يعكس الواقع المعقد لعلاقتهم بالهوية والاندماج في المجتمع الفلسطيني.

رابط المصدر


## الهوية والمعاناة الجزائرية في فلسطين

تعاني الجاليات الجزائرية في ظل تداخلات الهوية والجنسية، حيث يعتبرون جزائريين في ولائهم وانتمائهم، بينما تدرجهم فرنسا كأحد رعاياها دون منحهم حقوق المواطنين الفرنسيين. يبدو أن هذه الهوية كانت وبالا عليهم، خاصة وأنهم عاشوا في فترات عديدة على أراضي الدولة العثمانية التي لم تعترف بهم كذلك.

المأساة والتهجير

تعرض الجزائريون لهذه المعاناة بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، حيث عانوا مثل الفلسطينيين. بعد نكبة عام 1948، تعرضوا للتهجير من المدن والقرى التي أقاموا فيها ولجأوا إلى مخيمات في الأردن وسوريا ولبنان، ليصبحوا بلا وطن أو هوية، عدا عن هوية وكالة الغوث.

أعلام جزائرية في فلسطين

أفرد الكاتب مساحة للحديث عن بعض الأعلام الجزائريين المعروفين في بيت المقدس وفلسطين على مر العصور، وتنوعت انتماءاتهم الفكرية والسياسية، وذلك يشمل شخصيات ذات فكر إسلامي أو ماركسي، بالإضافة إلى أحفاد من مختلف المناطق الجزائرية.

قامات جزائرية مؤثرة

بين هؤلاء الأعلام الشهيدة دلال المغربي التي تعود أصولها إلى تلمسان، والتي تعتبر رمزا لم يسلط الضوء عليها بما فيه الكفاية على الرغم من تأثيرها العميق.

الحياة الاجتماعية وتعزيز الهوية

تحدث الكتاب عن الحفاظ على الهوية الاجتماعية للجزائريين في فلسطين، حيث حافظوا على ترابطهم من خلال الزواج والمصاهرة وتأسيس جمعيات محلية لدعم أبناء الجالية. كما اهتموا بالحفاظ على لغاتهم وعاداتهم، مما ساعدهم في التأقلم مع المجتمع الفلسطيني دون فقدان هويتهم.

أعمال ومهن الجزائريين

استعرض الكتاب المهن التي عمل فيها الجزائريون، متحدثا عن بعض الوظائف التقليدية التي اقتصر توليها على الجزائريين والمغاربة، مثل وظيفة شيخ المغاربة وعناية القائمين على الأوقاف.

الجهاد والنضال

أبرز الكتاب دور الجزائريين في مقاومة الاحتلال، حيث شاركوا في حروبهم ضد الصهيونية والاستعمار البريطاني. تمت الإشارة إلى انتسابهم للمشاريع الفدائية الفلسطينية ودورهم التاريخي في معارك مثل معارك 1927 و1936-1939 و1948.

نضال مشترك

رغم دورهم في النضال الفلسطيني، لم ينس الجزائريون قضيتهم الأم، بل حاولوا التفاعل مع الحركة الوطنية الجزائرية. تحدث الكتاب عن كيفية دعمهم للثورة الجزائرية ودورهم في رفع الوعي حول القضيتين الجزائرية والفلسطينية.

الاهتمام الأكاديمي بالقضية الفلسطينية

سلط الكتاب الضوء على الدراسات الأكاديمية الجزائرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى وجود ما يقرب من 200 عنوان لأطروحات بحثية، ما يعكس اهتمام الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية بشكل مستمر.

دعم الفلسطينيين للثورة الجزائرية

تحدث الكتاب أيضا عن الموقف الداعم لفلسطينيي الشتات تجاه الثورة الجزائرية، حيث أبدوا تأييدهم المطلق، مدركين أن نجاح الجزائر انتصار لهم أيضا.

خاتمة

ختم الكتاب بفصل يتحدث عن موقف اليهود الجزائريين في الدعم للاحتلال الفرنسي والصهيوني. الكتاب يتكون من 270 صفحة ويعتمد على مراجع متنوعة تتضمن كتباً وأبحاثاً وصوراً ووثائق تاريخية.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version