تاريخ الذهب: من طعام النبلاء إلى أكواب القهوة

By العربية الآن

تاريخ تناول الذهب: من الأطعمة المقدسة على موائد النبلاء إلى أكواب القهوة

تاريخ الذهب من طعام النبلاء إلى أكواب القهوة تاريخ الذهب تاريخ الذهب
الذهب المستخدم في الأطعمة يكون عادة من عيار 22-24 قيراطا لضمان نقائه وخلوه من أي مواد ضارة (شترستوك)
في السنوات الأخيرة، بات تناول الذهب جزءاً من ثقافة الأطعمة والمشروبات في المطاعم الفاخرة في جميع أنحاء العالم. لم يعد من النادر رؤية قهوة مزينة بطبقة من الذهب أو الحلويات وقطع اللحوم التي تزين بالذهب. ومع مشاركة المشاهير لهذه الأطباق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح السؤال المطروح: هل يتضمن تناول الذهب أي فوائد صحية حقيقية، أم أنه مجرد وسيلة لجذب الانتباه؟

تاريخ تناول الذهب: تقديس وترف

استخدم الذهب منذ العصور القديمة في مختلف الثقافات لأغراض طبية، حيث اعتقد البعض أنه يحمل خصائص شفائية. في كتابه “إيل ميليون”، يذكر المستكشف الإيطالي ماركو بولو أن أقدم دليل على استخدام الذهب كطعام يعود إلى مصر القديمة في الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث كان يُعتبر طعامًا مقدسًا يُستخدم للتقرب من الآلهة.

في اليابان، استخدم الذهب لتزيين الأطعمة والمشروبات الفاخرة (غيتي إيميجز)

على صعيد آخر، استخدم اليابانيون الذهب لتزيين الطعام منذ العصور القديمة، حيث أضافوا رقائق الذهب لعدد من المشروبات، مثل الساكي، كجزء من الطقوس الغذائية التي تبرز الفخامة والجمال. كما استُخدم الذهب في مراسم حفل الشاي لتعزيز تقدير الجمال البسيط.

في أوروبا، كان الذهب يظهر على موائد النبلاء منذ العصور الوسطى، حيث كان يستخدم لتزيين أطباق الولائم. أحد أبرز الأمثلة هو حفل زفاف فيولانتي ابنة جيان غاليزو فيسكونتي عام 1386، حيث قدم زفافها أطباق الأسماك المزين بالذهب كوسيلة للتعبير عن الثراء والنفوذ.

قيود استخدام الذهب في الطعام

خلال بعض الفترات التاريخية، فُرضت قيود على استخدام الذهب في الطعام في بعض الدول الأوروبية. ففي مدينة بادوفا الإيطالية، بلغ استخدام الذهب في الأطعمة حدًا شائعًا، ولكن في أماكن أخرى، تم فرض ضوابط للحد من هذه العادة.

# تاريخ استخدام الذهب في المأكولات

في القرن السادس عشر، فرضت السلطات المحلية في إيطاليا قيودًا على استخدام الذهب في الطعام. كان يُمنع تقديم أكثر من طبقين مغطين بالذهب في حفلات الزفاف، وذلك للحد من الإسراف في استخدام المواد الثمينة وتفادي المبالغة من قبل الطبقات الأرستقراطية.


في القرن الـ16 فرضت السلطات الإيطالية المحلية قيودا على استخدام الذهب في المأكلات (شترستوك)

عودة الذهب إلى المأكولات

رغم تراجع استخدام الذهب في الأطعمة اليومية بعد ذلك، إلا أنه استمر في بعض الأوساط الراقية، حيث أصبح يُستخدم بشكل شائع في تزيين الحلويات الفاخرة والكوكتيلات في المطاعم الراقية.

واستمر هذا الاتجاه حتى القرن السابع عشر، حين اختفى تقريباً الذهب من تقاليد الطهو. لكن في عام 1981، أعاد الشيف غوالتييرو ماركيسي استخدام الذهب في الأطعمة من خلال ابتكاره لطبق الريزوتو بالزعفران مع ورقة ذهبية، مما أعاد الذهب مكانته كمكون فاخر في تزيين الطعام والمشروبات.


استخدام الذهب في الطعام كان يعكس محاولات طبقة النبلاء في التميز عن عامة الشعب (شترستوك)

الأساطير حول الذهب وفوائده الصحية

تمتد الأساطير حول الذهب وفوائده الصحية عبر التاريخ، حيث اعتقد الأمريكيون الأصليون أن تناوله يمنحهم القوة. في القرن السادس عشر، ظهرت عادة تناول الحلويات المغلفة بالذهب كعلاج لأمراض القلب. كما بدأ الصيادلة في ميلانو بتقديم الأدوية المغلفة بالذهب لتغطية طعمها.

لكن، على الرغم من أن استخدام الذهب في الطعام يشير إلى محاولات النبلاء للتميُّز، فإن الادعاءات حول فوائده العلاجية تفتقر إلى الأدلة العلمية.

في العصر الحديث، يتم إضافة الذهب الصالح للأكل، المعرف برقم التصنيف الغذائي “E175″، إلى بعض الأطعمة والحلويات والمشروبات، ويعتبر آمنًا بجرعات صغيرة وفقًا للمعايير الدولية.

الأمان الصحي لاستخدام الذهب

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الذهب المستخدم في الطعام عادةً ما يكون من عيار 22-24 قيراطًا لضمان نقائه. حيث يمر الذهب عبر الجهاز الهضمي دون أن يُمتص أو يدخل إلى الدورة الدموية، مما يجعله آمنًا عند تناوله بكميات صغيرة.

تعتبر منظمة الصحة العالمية الذهب من المواد غير السامة، لكنها لا تعترف بأي فوائد صحية له، حيث يُستخدم فقط كعنصر جمالي في الطعام.


لا توجد أدلة تشير إلى أن تناول الذهب بكميات صغيرة يشكل خطرا صحياً (شترستوك)

تؤكد الأبحاث أن الذهب النقي المتناول لا يسبب أي تأثيرات جانبية، ومع ذلك، لم تثبت الدراسات فوائد صحية لتناوله. لكن يوجد اهتمام باستخدام جزيئات الذهب النانوية في المجالات الطبية، كما أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية استخدامها في علاج السرطان.

ويجب أن يُذكر أن تناول كميات كبيرة من الذهب قد يكون ضارًا، لذا يُنصح بضرورة الحذر في استهلاكه.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version