تاريخ مليء بالتحريض.. فكرة دعوة سياسي أميركي ضرب غزة بالنووية

By العربية الآن



تاريخ مليء بالتحريض.. فكرة دعوة سياسي أميركي ضرب غزة بالنووية

063 1312531588
غراهام يرد على إعلان الرئيس بايدن الانسحاب من أفغانستان، خلال مؤتمر صحفي في مبنى الكابيتول الأميركي عام 2021 (الفرنسية)

واشنطن- فاجأ السياسي الجمهوري ليندسي غراهام الأميركيين بتصريحات مثيرة قارن فيها العدوان الإسرائيلي المُستمر على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال مقابلة مع برنامج “قابل الصحافة” على شبكة إن بي سي الإخبارية.

وقال غراهام “عندما واجهنا الدمار كدولة بعد هجوم بيرل هاربور، وتصدّينا للألمان واليابانيين، قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الملائم”.

وطالب السياسي بتزويد إسرائيل بالقنابل التي يحتاجونها لإنهاء الحرب، فهم -على حدّ قوله- لا يمكنهم تحمّل الخسائر، لذا “افعلي كل ما عليك فعله للحفاظ على الدولة اليهودية”.

واستخدم غراهام، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، ويتمتع بعضوية اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، هذا التشبيه عدة مرات أثناء إدانته للرئيس جو بايدن لتهديده بحجب قنابل ضخمة تزن ألفي رطل عن

إذا شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا في رفح، الذي يمتلئ بأكثر من مليون نازح من مختلف مناطق القطاع، بالإضافة إلى سكانها المقدر عددهم بأكثر من 300 ألف فرد.

انتقادات وغضب

أثارت كلمات غراهام استنكارًا واستياءً من قبل العديد من المؤسسات والمعلقين، في حين حافظ البيت الأبيض على صمته.

أشارت حركة “كود بينك”، التي تعتبر حركة نسوية نشأت في الولايات المتحدة عام 2002 رفضًا لغزو العراق، إلى التظاهرات الداعمة لفلسطين في الجامعات الأمريكية، معلقة “من المخزي أن يمتلك عضو في مجلس الشيوخ الحالي القدرة على دعوة – في بث تلفزيوني مباشر – للقصف النووي لغزة، بينما يعتبر الطلاب المحتجين على الإبادة الجماعية تهديدًا. ليندسي غراهام تلقى مبلغ مليون و580 ألف دولار من AIPAC ليقول هذا”.

تمت مشاركة تعليقات السيناتور على نطاق واسع على منصة إكس، من خلال عرض مقاطع فيديو قصيرة بمدة تقريبية 30 ثانية. وأعاد المحامي والمعلق السياسي جورج كونواي تغريدة الفيديو قائلاً “السيناتور ليندسي غراهام يخجل منا”.

تاريخ يثير الجدل

يمتلك غراهام تاريخًا من التصريحات التحريضية حول الشرق الأوسط، حيث في ديسمبر الماضي، حث غراهام إدارة بايدن على تفجير أجزاء من إيران ومحوها من الخريطة خلال مقابلة على قناة فوكس الإخبارية، قائلاً “لقد كنت أقول منذ 6 أشهر.. اضربوا إيران. لديهم حقول نفط في العراء، ولديهم مقر الحرس الثوري الذي يمكنكم رؤيته من الفضاء. امحوهم من الخريطة”.

صنفت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية تصريحات غراهام بأنها “غير مقبولة تمامًا”، وحذرت من أن “أي استخدام للأسلحة النووية لن ينهي الحرب، بل سيؤدي إلى قتل جماعي ومعاناة هائلة لمئات الآلاف من الأشخاص”.

شددت الحملة على أن “هجومًا نوويًا على غزة سيكون كارثيًا بعواقب لا يمكن تصورها حتى على الإسرائيليين، لأن الإشعاع النووي لا يحترم الحدود، وأن الأسلحة النووية غير قانونية بموجب القانون الدولي، ويجب عدم استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في حالة الحرب”.

غراهام وترامب في حديقة البيت الأبيض خلال لقاء قبل أعوام (رويترز)

علاقة مثيرة للجدل

على الرغم من تصنيف غراهام على أنه من صقور الحزب الجمهوري في سياسته الخارجية، إلا أن التوجهات المتطرفة لغراهام لا تجد دعمًا في الاتجاه الرئيسي للحزب، على الرغم من تأييده لضرورة تقديم الدعم الكامل لإسرائيل.

يقول كونورس نيكولاس، الذي كان مساعدًا سابقًا للسيناتور الجمهوري: “يُجادل البعض بأن ليندسي غراهام هو أسوأ عضو في مجلس الشيوخ الأميركي. وأنا أجد صعوبة في قول أي شيء إيجابي عنه. ومنذ وفاة صديقه، السيناتور جون ماكين، أصبح غراهام شخصًا مضطربًا، يفعل ما يرضي ترامب وينتقد بدون توقف الإعلام والديمقراطيين”.

بعد ترشح غراهام للرئاسة في انتخابات 2016، اعترف علانية بأنه صوت ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات العامة لعام 2016. ووصف غراهام ترامب قائلاً “إنه شخص متعصب دينيًا يشجع الشر وكراهية الأجانب، ويستغل الدين”.

وفي ذات الشهر الذي انسحب فيه غراهام من السباق الرئاسي، قال لشبكة “سي إن إن”: “هل تعرفون كيف تجعلون أميركا عظيمة مجددًا؟ قولوا لدونالد ترامب أن يذهب إلى الجحيم، إنه لا يمثل حزبي، إنه لا يعبر عن القيم التي يناضل من أجلها الرجال والنساء اللذين يرتدون الزي العسكري”.

بعد فوز ترامب في انتخابات 2016، أصبح غراهام أحد أكثر المقربين منه في الحزب الجمهوري، ومنذ خسارة ترامب في انتخابات عام 2020، أظهر غراهام تأييده للرئيس السابق بشكل يدهش حلفاء ترامب.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version