تحرير «السيدة زينب» من عزلتها عن البلدات المحيطة

By العربية الآن

## رفع العزلة عن “السيدة زينب”

انتهت العزلة التي فرضها “الحرس الثوري” الإيراني على بلدة “السيدة زينب”، جنوب دمشق. أصبحت جميع الطرق المؤدية إلى البلدة مفتوحة أمام الأهالي والزوار بعد انسحاب القوات الإيرانية وسقوط نظام الأسد.

## إزالة الحواجز

تُظهر الطرق المؤدية إلى “السيدة زينب” من أوتوستراد المتحلق الجنوبي، عبر حي القزاز ثم بلدة ببيلا، وصولًا إلى مدخل البلدة الشمالي في حجيرة، خلوها من جميع الحواجز. كما تم إزالة الساتر الترابي الكبير الذي أقامته الميليشيات الإيرانية وأجهزة الأمن السابقة منذ بداية الثورة.

لقد كان الساتر يحظر دخول السيارات إلى حجيرة، وسمح فقط للأفراد والدراجات الهوائية والنارية بالمرور. وكان يوجد عناصر مسلحة تتبع أجهزة الأمن السورية و”حزب الله” اللبناني، تتحقق من بطاقات الهوية للمارّة.

## أسباب العزلة سابقاً

كانت الذريعة لعزل “مقام زينب” وتقييد الوصول إليه من جهة واحدة، هي حماية المقام من سكان البلدات المجاورة ذات الأغلبية السنية (مثل يلدا، ببيلا، بيت سحم وعقربا)، نظراً لوجود عداوة تاريخية بين هذه البلدات التي كانت تحت سيطرة فصائل من “الجيش الحر”، وبين سكان “السيدة زينب”، الذين تم تغطيتهم بميليشيات إيرانية.

## الحياة تعود إلى طبيعتها

حالياً، أصبح الدخول من حي القزاز إلى ببيلا متاحاً للجميع بعد إزالة الحواجز الأمنية التي كانت تفحص الهويات وتعتقل الكثير من الناس. حيث عاد النشاط للحركة المرورية على طريق القزاز – ببيلا، واكتظ دوار ببيلا بالسيارات والمارة، وعادت المحال التجارية إلى العمل.

### الأمن في المنطقة

يتولى حفظ الأمن في ببيلا مقاتلون من فصائل المعارضة، بالإضافة إلى مجموعات من الأهالي. يتواجدون في مبنى قسم الشرطة ويقومون بتأمين المواطنين وحماية المنشآت.

أعرب أحد المقاتلين، المعروف بـ”أبو محمد”، عن سعادته بتمكنه من رؤية والديه بعد أكثر من ثماني سنوات من التهجير.

## تقييم الوضع الحالي

رئيس المجلس المحلي في ببيلا، محمد عنتر، وصف الوضع بأنه “جيد”، مشيرًا إلى أن البلدية كانت حاضرة لحماية المرافق من الفوضى في بداية سقوط النظام. وقد تشكلت لجان من المجتمع المحلي لضبط الأمن، بالتعاون مع ضابط شرطة برتبة عقيد.

## نهاية العزلة

أشار عنتر إلى أنه بعد إزالة الساتر الترابي، لم تحدث أي مشاكل أو عمليات ثأر، حيث قام سكان “السيدة زينب” بتنظيف المقام والحفاظ على أمنه. كما أكد أن الوضع أصبح “أفضل بكثير” بعد انسحاب القوات الإيرانية وسقوط نظام الأسد، معبرًا عن ارتياح السكان.

![موقع الساتر الترابي السابق بين بلدتي ببيلا وحجيرة](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894921.jpeg)
*موقع الساتر الترابي السابق بين بلدتي ببيلا وحجيرة قبل الوصول إلى «السيدة زينب» (الشرق الأوسط)*

![الطريق المؤدي من حي القزاز إلى بلدة ببيلا يشهد ازدحام السيارات مرة أخرى](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894885.jpeg)
*الطريق المؤدي من حي القزاز إلى بلدة ببيلا يشهد ازدحام السيارات مرة أخرى (الشرق الأوسط)*

![حاجز أمني للنظام السابق على طريق القزاز – ببيلا إلى «السيدة زينب» وقد خلا من المظاهر المسلحة](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894887.jpeg)
*حاجز أمني للنظام السابق على طريق القزاز – ببيلا إلى «السيدة زينب» وقد خلا من المظاهر المسلحة (الشرق الأوسط)*

![منطقة «السيدة زينب» بعد إزالة حاجز «حزب الله»](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894969.jpeg)
*منطقة «السيدة زينب» بعد إزالة حاجز «حزب الله» (الشرق الأوسط)*

![رئيس المجلس المحلي في ببيلا محمد عنتر](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894886.jpeg)
*رئيس المجلس المحلي في ببيلا محمد عنتر (الشرق الأوسط)*

![ازدحام السيارات على دوار بلدة ببيلا بريف دمشق](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894883.jpeg)
*ازدحام السيارات على دوار بلدة ببيلا بريف دمشق (الشرق الأوسط)*

![مبنى المجلس المحلي في ببيلا والمحكمة في البلدة](https://static.srpcdigital.com/2024-12/894889.jpeg)
*مبنى المجلس المحلي في ببيلا والمحكمة في البلدة (الشرق الأوسط)*

دوار بلدة حجيرة باتجاه «السيدة زينب» (الشرق الأوسط)

### عودة الحياة الطبيعية إلى بلدة حجيرة

تتجه بلدة حجيرة نحو استعادة نمط الحياة الطبيعية، في ظل تحسن الأوضاع العامة. فقد اختفى الساتر الترابي الذي كان يعيق الحركة، وصارت وسائل النقل، مثل السرافيس والسيارات العامة والخاصة، تسير بسهولة نحو دوار حجيرة. وقد شهد هذا الدوار حركة مرورية نشطة حيث تزدحم السيارات عند المفترقات.

إحدى الشباب الذين صعدوا من سرفيس قادم من وسط دمشق عبر دوار حجيرة، عبّر قائلاً: «هذا أفضل بمليون مرة، بربع ساعة وصلت إلى الحارة، بعد أن كنا نستغرق ساعة ونصف في طريق المطار (25 كم)». وتحدث أيضًا عن المعاناة التي كانت تنتج عن الحواجز، متحدثًا عن تجربته السابقة في معاناة الانتقال بين حجيرة وببيلا.

### إغلاق الحواجز الإيرانية

تتواصل التغيرات في المنطقة، إذ يشير صاحب محل تجاري إلى التحسن عبر مغادرة القوات الإيرانية والميليشيات، قائلاً: «الله لا يردهم» مضيفًا أنه تعرض لتعقيدات كبيرة بسبب الحواجز التي كانت تفرضها.

مقر مغلق لإحدى الحوزات الإيرانية الشيعية في «السيدة زينب» (الشرق الأوسط)

### تغيير ملحوظ على الحدود الإدارية للسيدة زينب

بالتحرك نحو الشمال بعد دوار حجيرة، تبتدئ الحدود الإدارية لـ«السيدة زينب»، حيث تم إزالة كافة الرموز التابعة للنظام والإيرانيين من المدخل، بما في ذلك الحواجز والأعلام وصور الأسد. بينما تتواجد عناصر مسلحة من أهالي المنطقة لضبط الأمن، تنتشر مقاتلون من «إدارة العمليات العسكرية» في قلب المدينة.

العلَم السوري الجديد يزيّن محلاً لبيع الخضراوات في ببيلا (الشرق الأوسط)

### انتهاء المراقبة الطائفية

يعتبر أكثر ما يثير ارتياح الأهالي وزوار المنطقة هو انتهاء المراقبة الطائفية التي كانت تتم على يد مسلحي الميليشيات الإيرانية، حيث كانوا يتعقبون الأشخاص، خاصة الذين يبدو عليهم أنهم أبناء المنطقة، ويقومون بمحاولة التنصت على مكالماتهم الهاتفية.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version