تحقيقات الوموند: خطة إسرائيل لتعديل قطاع غزة

By العربية الآن


أعاد الجيش الإسرائيلي تنظيم قطاع غزة خلال نحو 7 أشهر من الصراع. وفي حين يناقش مستقبل الحكم في القطاع داخل الحكومة الإسرائيلية، دمرت القوات المسلحة بشكل منظّم، على عرض كيلومتر واحد على الأقل، جميع المباني على طول الحدود، وتعمل على إنشاء ممر عسكري يعزل مدينة غزة.

افتتحت صحيفة الوموند التحقيق الصحفي بالرسوم البيانية التوضيحية، مُشيرة إلى أن إسرائيل تقوم بتدمير المباني في “المنطقة الأمنية” بجوار حدودها مع القطاع. هذا العمل يمنع غزة بشكل دائم من نحو 16% من أراضيها الزراعية، بعد إجبار مئات الآلاف من السكان على مغادرة شمال القطاع.

هياكل دائمة أم مؤقتة؟

ينفذ الجيش – على حد قول الصحيفة – غارات من قاعدتين أماميتين أقيمتا على هذا الممر، ويبني هياكل جديدة على الساحل. ويُفترض أن تُضمن هذه الهياكل إيصال المساعدات عبر البحر وفقًا لوعد الحليف الأميركي.

يخشى أحد الدبلوماسيين الغربيين من أن تُعرض هذه الهياكل كأنها مؤقتة، على الرغم من تمثيلها واقعًا يمكن أن يستمر لوقت طويل.

تهدف اليمين الإسرائيلي – كما يُشير تحقيق الوموند – إلى تحويل مدينة غزة المُدمرة إلى منطقة عازلة بلا سكان شمالًا، أو لإعادة احتلالها.

منطقة عازلة

بحسب الوموند، دمرت إسرائيل بشكل منهجي المباني على شريط أرضي يبلغ عرضه كيلومترًا واحدًا على طول حدود غزة. ويمتد هذا الشريط عبر الأراضي الزراعية التي كانت تُنتج نحو 20% من احتياجات القطاع الغذائية.

يتجاوز هذا الشريط في بعض المناطق الكيلومتر الواحد، كما في قرية خزاعة المُدمّرة.

تناول القادة اليمينيون في إسرائيل ضرورة معاقبة غزة من خلال بتر جزء من أراضيها.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن “المنطقة الأمنية التي تم إنشاؤها في قطاع غزة بالقرب من حدود إسرائيل ستبقى موجودة طالما دارت الحاجة إلى الأمن”. لكن الوموند أشارت إلى أن هذا التدمير الضخم للبنية التحتية المدنية قد يشكل جريمة حرب، وأنه على المدى البعيد قد يؤدي إلى الاستيلاء على الأراضي.

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قدّر في فبراير الماضي أن “إسرائيل لم تقدم أسبابًا واضحة لمثل هذا التدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية”، مؤكّدًا أن النقل القسري للمدنيين يُعتبر جريمة حرب.

أقرت الولايات المتحدة ضرورة الحفاظ على ما وصفته بالحاجات الأمنية لحليفتها، مع التأكيد على ضرورة أن تظل هذه الإجراءات مؤقتة.

“`

منطقة شمال قطاع غزة

أشارت صحيفة لوموند إلى أن الهدف الرئيسي للقوات العسكرية الإسرائيلية في هذه المعركة هو نقل سكان منطقة شمال قطاع غزة بالقوة، بهدف تفكيك تنظيم حماس وتدمير جزء من بنيتها التحتية.

وعلى الرغم من ذلك، ما زال حوالي 300 ألف فلسطيني عالقين هناك، معرضين لخطر المجاعة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، على الرغم من أن السلطات الإسرائيلية قد سمحت – تحت ضغط دولي – لـ “شركاء في القطاع الخاص” بتقديم المساعدات لهم.

وفي هذا السياق، يروّج وزراء الحرب في الحكومة الإسرائيلية لإنشاء “سلطة مدنية محلية” تدير الأمور المدنية، دون ذكر واضح لتنظيم فتح أو السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة محمود عباس. يحاولون إقناع دول عربية بالإشراف على هذه السلطة المحلية بالتعاون مع إسرائيل ونشر قوات في غزة.

ووفقًا لصحيفة لوموند، تعارض دول عربية مقترحة هذه الخطة.

جيش الاحتلال يقول إن “طريق نتساريم” وجد ليبقى وسيقسم قطاع غزة إلى نصفين (الجزيرة)

تقسيم مدينة غزة

يفصل “شارع نتساريم” قطاع غزة إلى جزئين، وأكدت الصحيفة الفرنسية أنه طريق عسكري تم افتتاحه من قبل الجيش منتصف فبراير/شباط الماضي، يتبع مسار طريق سابق كان يربط بين مستوطنة نتساريم والقطاع قبل انسحاب إسرائيل في عام 2005. يبلغ طوله 7 كيلومترات، ويعزل مدينة غزة مما يمنع سكانها من العودة إليها.

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى استمرار البناء العسكري على الطرق الساحلية وفي منطقة صلاح الدين وسط القطاع. نفّذت القوات العسكرية غارات من هذه المناطق، بما في ذلك على مستشفى الشفاء في مارس/آذار الماضي.

وكشفت صور الأقمار الصناعية التي التقطت في بداية مارس/آذار وجود رصيف جديد بُني من قطع الأثاث لمنظمة الطبخ العالمية غير الحكومية من أنقاض المباني. على بعد 6 أميال بحرية، تُنشئ السفن العسكرية الأمريكية “جسرًا عائمًا” مؤقتًا، من المقرر بدء تشغيله قبل سبتمبر/أيلول.

تعتبر إسرائيل منطقة عسكرية على الساحل، وتدعي أن ذلك لضمان توزيع المساعدات الإنسانية الدولية التي تمر عبر البحر.

المهجرون

ذكرت صحيفة لوموند أن المنطقة الرملية التي كانت تحتلها مستوطنات قطاع غوش قطيف الإسرائيلية قبل انسحاب إسرائيل عام 2005، الآن تستوعب مئات آلاف المهجرين، حيث حددت إسرائيل هذه المنطقة بأنها “منطقة آمنة” في ديسمبر الأول من عام 2023، وأعلنت توسيعها في 28 أبريل.

تعتبر “المواصي” منطقة ساحلية في فلسطين تقع جنوب غزة، كانت معروفة بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية النقية. نتيجة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، تحولت إلى أراضٍ قاحلة ونقطة للنزوح في القطاع.

تتجمع أكثر من مليون نازح في خيام حول مدينة رفح في الجنوب، حيث أعلنت إسرائيل عن عملية برية كبيرة لاسترجاع “ممر فيلادلفيا” على الحدود مع مصر، بهدف مكافحة التهريب ومطاردة تنظيم حماس وإدارتها المدنية. الصور الفضائية التي تحللها صحيفة لوموند تظهر أن إسرائيل بدأت في تطوير الممر العسكري الفاصل بين مدينة غزة وباقي القطاع، عبر طريق المستوطنين من نتساريم.
ويكون هناك تعاون بين البلدين من اجل تأمين هذه المساعدات.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version