ساو باولو (أ ف ب) — أفاد تقرير أولي نُشر يوم الجمعة بأن طياري طائرة ركاب برازيليّة تحطمت الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل جميع الموجودين على متنها والبالغ عددهم 62 شخصًا، قد أبلغوا عن فشل في نظام إزالة الجليد من الطائرة.
مؤشرات على السبب المحتمل للحادث
تجنب المحققون في البرازيل القول بأن هذا كان سبب الحادث، مع التأكيد على أن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به. ومع ذلك، زادت تقاريرهم من مصداقية الفرضية الرئيسية لخبراء الطيران: وهي أن فقدان الرفع قد نتج عن تكوّن الجليد على أجنحة الطائرة وفشل نظام إزالة الجليد.
توقعات الطقس وتسجيلات الصوت
كانت تقارير الطقس في يوم الحادث قد توقعت تكوّن الجليد في المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة. وأشار الصوت المسجل في قمرة القيادة إلى تعليقات من الطيارين تُظهر تراكم الجليد وفشل نظام إزالة الجليد، كما قال باولو فروس، محقق في مركز التحقيق والوقاية من الحوادث الجوية بالقوات الجوية، للصحفيين في برازيليا.
قبل الحادث بدقيقتين، قال مساعد الطيار، “هناك الكثير من الجليد.” وبيانات المسجل أيضًا أشارت إلى أن نظام إزالة الجليد، الذي يُعتبر المسؤول عن منع تراكم الجليد على الأجنحة، تم تشغيله وإيقافه عدة مرات.
استمرار التحقيقات والتساؤلات
“لا تزال هناك الكثير من الشكوك. لم يكن يجب أن يحدث هذا الحادث، خاصة في الظروف التي كانت الطائرة تعمل فيها، فقد كانت مزودة بمعدات حماية،” قال كارلوس هنريك بالديان، رئيس قسم التحقيق في المركز.
الطائرة، التي تشغلها شركة فويباس، أقلعت في 9 أغسطس من مدينة كاسكافيل بولاية بارانا، وكانت متجهة إلى مطار غواروليوس الدولي في ساو باولو. واصطدمت الطائرة بخلفية منزل في مجتمع مغلق في مدينة فينييدو، التي تبعد حوالي 80 كيلومترًا (50 ميلًا) شمال غرب مدينة ساو باولو.
لقطات للطائرة ATR 72 ذات المحركين المُزاحة وارتفاعها في دوران مسطح صدمت الناس في جميع أنحاء البرازيل.
تحديد مسؤوليات الحادث
“استنادًا إلى التقرير الأولي، لا يمكن التأكيد بشكل قاطع أن الجليد على الأجنحة هو السبب في الحادث، لكن هناك مؤشرات على أن تكوّن الجليد كان عاملًا ساهم بشكل كبير،” قال هينريكي هاكلايندر، رئيس اتحاد الطيارين الوطنيين، لوكالة الأنباء الأسيوية بعد المؤتمر الصحفي.
أضاف هاكلايندر أن نظام إزالة الجليد في طراز ATR 72 يتم التحكم فيه يدويًا من قبل الطيارين، وينكشف التقرير الأولي أنه تم تفعيله أثناء الطيران، مما يدل على محاولة استخدامه. ومع ذلك، التقرير لا يوضح ما إذا كان النظام قد تم استخدامه بشكل فعلي.
يستمر مركز القوات الجوية، المعروف باسم سينيبا، في تحقيقه حول أسباب الحادث دون تحديد مهلة نهائية للاستنتاجات. كما أنهم يتعاونون مع تحقيقات الشرطة الفدرالية الجارية لتحديد ما إذا كان هناك أي شخص مسؤول عن الحادث.
تُعتبر شركة ATR شركة فرنسية إيطالية. غالبًا ما يُستخدم طراز 72 للرحلات القصيرة. يتم تصنيع الطائرات من قبل مشروع مشترك بين إيرباص في فرنسا وليوناردو س.ب.أ. في إيطاليا. وقد أسفرت الحوادث المتعلقة بالنماذج المختلفة من ATR 72 عن 470 حالة وفاة منذ التسعينيات، وفقًا لقاعدة بيانات شبكة سلامة الطيران.
الحادث الأحدث والأشد فتكًا
كان هذا الحادث هو الأكثر فتكا على مستوى شركات الطيران منذ يناير 2023، عندما لقي 72 شخصًا حتفهم على متن طائرة تابعة لشركة يتي للطيران في نيبال والتي تعطلت وتحطمت أثناء الاقتراب للهبوط. وكانت تلك الطائرة أيضًا من طراز ATR 72، وألقى التقرير النهائي اللوم على خطأ الطيار.
تحطمت طائرة أمريكان إيغل ATR 72-200 في 31 أكتوبر 1994، وقد حددت هيئة النقل الوطني الأمريكية السبب المرجح بأنه تراكم الجليد عندما كانت الطائرة تدور في نمط انتظار. انقلبت الطائرة على ارتفاع حوالي 8000 قدم (2500 متر) وغرقت في الأرض، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 68 على متنها. وقد أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إجراءات تشغيلية لـ ATR والطائرات المشابهة تنبه الطيارين بعدم استخدام الطيار الآلي في ظروف تكوّن الجليد.