تحليل خبراء طهران وبيروت لواقعة تفتيش الطائرة الإيرانية في لبنان

By العربية الآن


تحليل خبراء من طهران وبيروت حول حادثة تفتيش الطائرة الإيرانية

سجل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أعلى أرقام منذ بداية عام 2024 خلال الشهر السادس (الجزيرة)
حالات تأخير لحقائب الركاب القادمين من إيران نتيجة عمليات التفتيش الدقيقة (الجزيرة)
بيروت وطهران- عادت الأضواء تتسلط على مطار بيروت الدولي بعد حادثة وقعت في وقت متأخر من الخميس الماضي، حيث خضعت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية “ماهان إير” التابعة للحرس الثوري الإيراني لتفتيش دقيق عند وصولها، وكان على متنها دبلوماسي إيراني.

جدل حول التفتيش

أثارت حادثة مرور الحقيبتين الدبلوماسيتين في مطار رفيق الحريري جدلا واسعا بسبب شبهات حول محتوياتهما، بالإضافة إلى تساؤلات عن تغيير الطريقة التي تعالج بها الأمور المتعلقة بإيران، والتي يرتبط بعض المحللين بأنها تأتي في سياق الحرب الإسرائيلية الأخيرة مع حزب الله.

عقب الحادثة، أوضحت السلطات اللبنانية أن التفتيش جزء من الإجراءات الروتينية المعمول بها على جميع الرحلات دون استثناء. وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، أكد أن هذه التدابير تهدف إلى الحفاظ على أمن لبنان وتطبيق القوانين المعمول بها لضمان سلامة المطار وحماية البلاد من المخاطر.

محتويات الحقائب الدبلوماسية

وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أكدت تلقي مذكرة من السفارة الإيرانية توضح محتويات الحقيبتين الدبلوماسيتين، حيث تضمنت أموالًا نقدية ومستندات لتغطية نفقات السفارة، مع تأكيد الالتزام باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 التي تحمي الحقائب الدبلوماسية.

قانونية التحقيقات

فارس الجميل، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية، أفاد أن إجراءات التفتيش في مطار بيروت بدأت خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأنها ليست عملية جديدة. وأكد أن ما حدث مع الطائرة الإيرانية كان إجراءً طبيعيًا، في حين اعتبر أن الضجة حول ذلك غير مبررة، وأن التفتيش يشمل جميع الطائرات الخاصة، كما أنه ليس موجهًا لجهات معينة.

الدكتور علي أحمد، الكاتب والباحث السياسي اللبناني، اعتبر عمليات التفتيش التي حدثت انتهاكًا لبنود اتفاقية فيينا التي تضمن حرية العمل الدبلوماسي، مشيراً إلى أن الحقائب الدبلوماسية يجب أن تُعتبر محصنة من التفتيش وفقًا للقوانين الدولية. واعتبر أن التفتيش المكثف يستهدف الرحلات القادمة من إيران في سياق سياسي خاضع لضغوط أمريكية، مما يشكل انتهاكًا للسيادة اللبنانية.

تداعيات الحادثة

كما أشار إلى تأخر متكرر لحقائب الركاب القادمين من إيران بسبب عمليات التفتيش الصارمة، مما أثار استياءً كبيرًا. ورغم حل المشكلة دبلوماسيًا بالتنسيق مع وزارة الخارجية، إلا أن الدكتور علي أحمد دعا إلى ضرورة معالجة هذه السلوكيات بشكل جاد.

رابط المصدر

السفارة الإيرانية في بيروت أعربت عن استيائها من التفتيش المبالغ فيه للطائرة (وسائل التواصل)

رسالة إلى طهران

اعتبر الباحث السياسي والصحفي الإيراني رضا غبيشاوي أن حادثة مطار بيروت تمثل بداية لتحول جديد في الديناميكيات الإقليمية، مبينًا في حديثه للجزيرة نت أن العلاقة بين إيران ولبنان كانت تاريخيًا متأثرة بسوريا. مع تغير النظام في دمشق، يُتوقع أن تشهد علاقة طهران وبيروت تغييرات ملحوظة.

وأشار غبيشاوي إلى أن ما حدث يُعد بمثابة رسالة من الحكومة اللبنانية لإيران والدول العربية، حيث يوضح أن “لبنان ليس تابعا لإيران”. الحكومة اللبنانية تسعى للحفاظ على استقلالية قرارها، مما قد يُخفف الضغوط الخارجية الموجهة نحوها.

وفي سياق موازٍ، يُعتقد أن بعض القوى الإقليمية والدولية قد تسعى لاستغلال الوضع الحالي لإضعاف إيران عبر الضغط على لبنان، فالأحداث الأخيرة تُظهر تراجع النفوذ الإيراني في سوريا، مما قد تنعكس آثاره على لبنان أيضا.

كما أكد غبيشاوي أن هذه الحادثة ليست بجديدة، بل تعكس ممارسات سياسية وإعلامية أكثر من كونها نتيجة لأسباب واقعية، موضحًا أن الظروف الراهنة، بما في ذلك العقوبات الدولية، جعلت نقل الأموال عبر الطائرات الإيرانية أمرًا شائعًا.

وأضاف أنه يتم تمويل حزب الله عادة من قبل إيران، بينما تُستخدم طرق غير مباشرة في نقل الأموال، مشيرًا إلى حملة التبرعات الأخيرة التي نظمت في إيران لدعم ضحايا الحرب في لبنان، وما تم جمعه من أموال وذهب.

اختبار ردود الفعل

من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية عباس أصلاني إلى أن الوضع السياسي القائم في لبنان والتحديات المتمثلة في غياب رئيس للجمهورية تعزز الفوضى وتفاقم الأزمات، مما يؤدي لحدوث مثل هذه الأحداث.

وأوضح الأصلاني أنه رغم معالجة المسألة، فإن السفارة الإيرانية أعربت عن استيائها من إجراءات التفتيش، معتبرًا أن بعض المسؤولين اللبنانيين قد يتأثرون بالضغوط الخارجية، خصوصًا من واشنطن.

كما يرى أصلاني أن الفراغ السياسي يشجع القوى الخارجية على التدخل لتحقيق مصالحها، مما يؤدي لخلق مواقف تختبر ردود الأفعال الإيرانية وحزب الله. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الوضع الحالي في لبنان يحتاج لمزيد من الوقت لفهم المسار الذي ستتجه إليه الأوضاع السياسية.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version