تراجع الإيرادات السينمائية في أميركا: هل انتهى تألق دور العرض؟

By العربية الآن

النظر العام لقاعة عرض في سينما سيتي الدولية في كراكو. 2009. مشغل السينما البريطاني سينيوورلد غروب قال في 10 يناير 2014 إنه سيشتري أعمال سينما سيتي الدولية ومقرها بولندا لإنشاء ثاني أكبر سلسلة دور سينما في أوروبا. وسيدفع سينيوورلد لمجموعة سينما سيتي 272 مليون جنيه إسترليني (448 مليون دولار) نقدًا وستحتفظ الشركة البولندية بنسبة 24.9 في المئة من أسهم سينيوورلد عند إتمام الصفقة. صورة التقطت في 25 أكتوبر 2012. رويترز/أجانسيا غازيتا (بولندا - تصنيفات: ترفيه، أعمال، مجتمع) بولندا للخارج. لا مبيعات تجارية أو تحريرية في بولندا. هذه الصورة قدمت من طرف ثالث. يتم توزيعها بالضبط كما استلمت من رويترز، كخدمة للعملاء.

انخفاض الإقبال على دور السينما

شهدت دور السينما في الفترة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في أعداد الزوار، خصوصاً فيما يتعلق بالرواد العفويين، الذين يقررون مشاهدة الأفلام بشكل مفاجئ دون أي تخطيط مسبق.

آثار جائحة كورونا على الإيرادات

تفاقمت هذه الظاهرة بشكل واضح منذ بداية جائحة كورونا. ومع أنه لا يزال يتم إنتاج الأفلام بشكل مستمر، إلا أن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو تقليص مدة عرض الأفلام في دور السينما، مما يحول دون تمكين الجمهور من التعرف عليها بشكل كاف، وبالتالي يؤثر سلبًا على الإيرادات.

ووفقًا لباتريك كوكوران، الشريك المؤسس لشركة “فيثيان” للاستشارات في مجال دور العرض، فإن الزوار العفويين يمثلون شريحة حيوية من جمهور السينما، حيث أنهم يعدون عنصراً أساسياً في تحقيق الإيرادات. ويشير كوكوران إلى أن الزوار المنتظمين، الذين يترددون على دور العرض لمشاهدة كافة أنواع الأفلام، يساهمون فقط بنسبة تتراوح بين 12 إلى 15% من إجمالي إيرادات شباك التذاكر.

التأثيرات المستمرة للجائحة

ويوضح كوكوران أن شباك التذاكر لم يتعافَ بعد من آثار الجائحة، حيث كانت الإيرادات الداخلية قبل كورونا تتجاوز 10 مليارات دولار سنوياً، في حين يُتوقع أن تبلغ هذا العام نحو 8.5 مليارات دولار فقط. ويوافقه الرأي بروس ناش، مؤسس موقع “نامبرز” المتخصص في البيانات السينمائية، مشيراً إلى أن هناك فجوة بمقدار مليار دولار يمكن تعويضها إذا تم تقديم الأفلام المناسبة.

قصر مدة عرض الأفلام وتأثيرها

قبل الجائحة، كان متوسط فترة عرض الفيلم في دور السينما يصل إلى 80 يوماً، إلا أن هذه المدة تراجعت إلى 30 يومًا بعد الجائحة، نتيجة لاستراتيجيات أستوديوهات الإنتاج التي تسعى لزيادة أرباحها عن طريق تسريع انتقال الأفلام إلى خدمات البث المباشر.

ويؤكد ناش أن إتاحة مشاهدة الأفلام في المنازل قد غيَّرت عادات المشاهدين، مما يجعل إقناعهم بالعودة إلى السينما أمراً أكثر صعوبة.

حلول مبتكرة لمواجهة التحديات

وفي محاولة لمواجهة هذه التحديات، تبنت بعض سلاسل السينما مثل “ألامو درافتهاوس” أفكاراً مبتكرة لجعل تجربة مشاهدة الأفلام حدثاً ترفيهياً مميزاً. على سبيل المثال، يتم تنظيم فعاليات تشمل تقديم أطعمة ومشروبات تتناغم مع موضوع الفيلم.

أما بالنسبة لجيمس يانغ، المهندس من كارولينا الشمالية، الذي كان يفضل الذهاب العفوي إلى السينما، فقد تغيرت عاداته بشكل ملحوظ، حيث لم يعد يذهب لدور العرض إلا بعد وضع خطط مسبقة.

ضرورة الابتكار لجذب الجمهور

التحديات التي تواجه دور السينما تتطلب إستراتيجيات مبتكرة، تشمل إطالة مدة عرض الأفلام، تنويع خياراتها، وتقديم تجارب سينمائية مميزة للتشجيع على العودة، في ظل تزايد الخيارات المتاحة لمشاهدة الأفلام من المنزل.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version