واجهت واشنطن تحديات كبيرة في الأسبوعين الأخيرين من العام الحالي، حيث تصاعدت حدة الصراع المعتاد حول إقرار تمويل المرافق الحكومية. تدخل الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، وصديقه إيلون ماسك، في المفاوضات مما أدى إلى إفشال الاتفاق الذي توصل إليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي. هذا الهجوم المفاجئ دفع بالمشرعين نحو حالة من الفوضى والهلع، لكنهم تمكنوا في النهاية من الوصول إلى اتفاق جديد تفاديًا للإغلاق الحكومي.
بينما استطاع الجمهوريون تفادي الأزمات بسبب تدخل رئيسهم الذي لم يتولّ الحكم بعد، إلا أن هذه الأحداث تكشف التحديات المقبلة في فترة ترمب الرئاسية، والتي قد تحدث تغييرات جذرية في السياسات المتبعة في الكونغرس والبيت الأبيض.
ترمب: عنصر المفاجأة
أثبت ترمب، الذي قدم للمشرعين أربع سنوات من المفاجآت خلال ولايته الأولى، أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. ومع تدخل ماسك، زادت درجة عدم اليقين حول مستقبل الإدارة خلال السنوات الأربعة المقبلة. إذ قام ترمب بتكليف ماسك بإدارة مشروع للكفاءة الحكومية يهدف إلى القضاء على البيروقراطية الفيدرالية. وقد رآى ماسك في الاتفاق المؤقت لتمويل المرافق فرصة لفتح النقاش حول البيروقراطية، رغم أن المشروع كان مشبعًا بطبيعة الحال بصفقات غير مرتبطة بالتمويل الفيدرالي، مثل زيادة مرتبات المشرعين.
في الوقت الذي يعتبره الكثيرون وجهًة نظر بيروقراطية، حيث يسعى رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى الدفاع عن هذه العملية، قام جونسون بتفسير عمل الكونغرس لماسك في اتصال بعد إفشال المشروع الأول.
«الرئيس ماسك»
استخدم ماسك نفوذه عبر التغريد أكثر من 100 مرة مما أسهم في إحباط الاتفاق الأول. كان تدخل ماسك محورًا لتفاعلات العديد من الديمقراطيين الذين أطلقوا عليه وصف «الرئيس ماسك» أو «رئيس الظل»، مما زرع الشك في نفوس المقربين من ترمب. نجل ترمب، دونالد جونيور، علق على ذلك قائلاً إنه يعتقد أن الإعلام يحاول إحداث شرخ بين والده وماسك.
رد ماسك بدوره على ذلك، مؤكدًا أن الإعلام يسعى لخلق انقسام بينه وبين ترمب، وأنه سيعمل على تجنب هذا الانقسام قدر الإمكان.
حاكم نيوجيرسي السابق، كريس كريستي، الذي تحول إلى أحد أبرز منتقدي ترمب، توقع أن العلاقة بين ترمب وماسك ستنتهي حين يدرك ترمب أن هناك خطأ ما.
من جانبه، حاول ترمب التصدي لمثل هذه الشائعات، مُشيرًا لمناصريه إلى أن ماسك لن يكون رئيسًا لأنه ليس من مواليد الولايات المتحدة، وهو تصريح يحمل معاني متعددة وقد يشير إلى قلقه من وجود تهديد لعلاقته بماسك.
ماسك ورئاسة مجلس النواب
على الرغم من أن الرئاسة ليست في متناول ماسك، إلا أن مقعد رئاسة مجلس النواب يبدو مفتوحًا أمامه. وألقت أزمة التمويل الحكومي الضوء على موقع مايك جونسون كضعيف في رئاسة المجلس، مما دفع بعض النواب للدعوة لانتخاب ماسك لهذا المنصب. السيناتور راند بول كان من أوائل المروجين لهذا الاقتراح.
أشار بول إلى أن الدستور الأمريكي لا يُلزم رئيس المجلس من بين أعضاء النواب، مما يفتح المجال أمام ماسك. وهذا ما دفع النائبة مارجوري تايلور غرين للتعبير عن دعمها لماسك في حال ترشحه.
في هذا السياق، علق جونسون على هذا الموضوع بطريقة ساخرة، مُشيرًا إلى الصعوبات التي قد يواجهها أي شخص في هذا المنصب.
بينما لم تُنتخب قيادة للمجلس من خارج الكونغرس، يعتقد البعض أن ماسك قد يتمكن من خرق هذه القاعدة.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}