ترامب يعبّر عن مواقف متناقضة تجاه غزة
بعد يوم من ذلك، قام مبعوثه الجديد للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف بمساعي دبلوماسية بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، حيث التقى بشكل منفصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بالإضافة إلى اجتماع مباشر مع مايكل والتز مستشار الأمن القومي لترامب ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن.
**الإفراج عن الأسرى الأمريكيين**
تشير التقارير إلى أن حركة حماس تحتجز حوالي 101 أسرى، بينهم سبعة مواطنين أمريكيين، ثلاثة منهم أحياء وأربعة لقوا حتفهم.
يعلق غريغوري أفتانديليان، الخبير في ملف سلام الشرق الأوسط، أن ترامب يسعى إلى تحقيق مصالح مزدوجة من خلال هذه المواقف المتعارضة. فهو يرغب في الظهور كداعم لحكومة نتنياهو، بينما يريد أيضًا أن يُظهر للعالم العربي، وخاصة للسعوديين، أنه صديق لهم أيضًا.
وجاءت تهديدات ترامب في تغريدة على منصته “تروث سوشيال” بعد مشاهدته مقطع فيديو لحركة حماس يظهر المحتجز الأمريكي الإسرائيلي إيدن ألكسندر وهو يبكي ويطلب من ترامب التدخل للإفراج عنه، وفقًا لشبكة فوكس الإخبارية.
**محاولة الإفراج عن المحتجزين**
تصريحات ترامب أيضًا جاءت بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل المواطن الأمريكي عمر نيوترا، الذي كانت حماس قد احتجزته منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. كان والدا نيوترا قد خاطبا المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو/تموز الماضي مطالبين بإطلاق سراح ابنهم.
يمتلك ترامب تاريخًا في السعي لإعادة المواطنين الأمريكيين المحتجزين في دول أجنبية، حيث حقق نجاحات في الإفراج عن العديد منهم من دول كإيران واليمن وروسيا. يقترح المحللون أنه من المحتمل أن يسعى ترامب لتحقيق صفقة مع حماس عبر قوى إقليمية مثل قطر ومصر وتركيا للحصول على إطلاق سراح المحتجزين.
**آثار الدعوات المستمرة**
يعتقد مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن دعوة ترامب لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة قد تُسهم في تسريع الجهود الدولية لتأمين الإفراج عنهم بالفعل.
تأثير تصريحات ترامب على الأحداث
كتب دوبويتز في صحيفة واشنطن بوست أن التهديد الذي وجهه ترامب الأسبوع الماضي يمكن أن يسارع من وتيرة الأحداث. وذكر أنه إذا تم التوصل إلى صفقة قبل توليه المنصب، فسوف ينسب جزءاً من الفضل لنفسه. وأكد على ضرورة وجود قيادة قوية ودعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فقد تكون هذه الفرصة الأخيرة للأسرى وعائلاتهم.
جهود دبلوماسية وتهديدات مشتركة
في لقاء مع الجزيرة نت، شدد تشارلز دان، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق وكبير الباحثين في المعهد العربي بواشنطن، على أن “الجهود الدبلوماسية تأتي من الإدارة الحالية وليس من فريق ترامب”. ولفت إلى أن جهود مبعوث ترامب، ويتكوف، قد تكون انتهاكاً لقانون لوغان، الذي يمنع الأميركيين غير المخولين رسمياً من التفاوض مع حكومات أجنبية.
وأوضح دان أن نجاح جهود ترامب في تحقيق وقف إطلاق النار سيكون له فوائد كبيرة لشعب غزة، لكنه قد يعقد الجهود الدبلوماسية، كما أن التهديدات الغامضة التي أطلقها ترامب تجاه حماس لا تسهم في تهيئة ظروف إيجابية للتفاوض بشأن صفقة جديدة.
تعيين مبعوث خاص وتعزيز الخيارات العسكرية
في هذا السياق، عيّن ترامب آدم بوهلر كمبعوث رئاسي خاص لشؤون المحتجزين، مشيراً إلى خبرته في التعامل مع قضايا صعبة، بما في ذلك دوره في الاتفاقات الإبراهيمية. وخلال السنوات الأولى من ولاية ترامب، أظهر المبعوث روبرت أوبراين نهجاً أكثر تركيزاً على الخيارات العسكرية لتحرير المحتجزين بدلاً من الاعتماد على الدبلوماسية.
وقد أكد بوهلر سابقاً على ضرورة ربط مفاوضات إعادة الأميركيين المحتجزين “ظلماً” بالخارج بتهديدات باستخدام القوة العسكرية.
دعوة لموقف أميركي أقوى
في مقال رأي نشره في أغسطس الماضي، دعا بوهلر إلى اتخاذ موقف أميركي أكثر قوة في تعاملات إعادة المحتجزين في غزة، بما في ذلك إمكانية القيام بعمليات عسكرية. وأشار إلى أهمية تحديث فرق العمليات الخاصة الأميركية لتحقيق نجاحات عسكرية تتجاوز ما فشلت فيه الغارات السابقة.
كما أشار إلى أن القوات الخاصة الأميركية أثبتت قدرتها على تنفيذ مهام ناجحة في مناطق معادية وإنقاذ المحتجزين. وحذر أولئك المعارضين للوجود العسكري الأميركي في غزة بأنه يجب التفرقة بين الغارات الجوية الفورية والوجود العسكري المستمر.
وجهات نظر متباينة
في حين أثنى البعض في إسرائيل على تهديد ترامب، وصفه جون حانا، الخبير في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، بأنه “مثير للسخرية وفي الوقت نفسه بنّاء”. وأكد على أن الإجراءات التي قد يتخذها ترامب بعد 20 يناير ستكون أكثر جرأة مما تفكر فيه إدارة بايدن.