# ترامب يهدد دول “بريكس” إذا أوقفت التعامل بالدولار
*صورة: ترامب خلال لقائه مع الجمهوريين في الكونغرس في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)*
حذر الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، دول “بريكس” من مغبة التخلي عن الدولار الأميركي، مؤكدًا على أنه سيطالبها بالامتناع عن إنشاء عملة جديدة كبديل للدولار في التعاملات الدولية. وأعاد ترامب تأكيد تهديداته بفرض تعريفة جمركية تصل إلى 100% على الواردات من دول “بريكس” إذا ما أقدمت على ذلك.
## التهديدات بالإجراءات الاقتصادية
في منشور له على منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، قال ترامب: “فكرة محاولة دول بريكس الابتعاد عن الدولار قد انتهت. نحن نطالب هذه الدول بعدم إنشاء عملة جديدة لبريكس أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار العظيم، وإلا فإنها ستواجه تعريفات جمركية بنسبة 100%، ويتوجب عليها أن تتوقع وداعًا للاعتماد على الاقتصاد الأميركي الرائع”.
وخلال حملته الانتخابية، كان ترامب قد تعهد بجعل الابتعاد عن الدولار الأمريكي مكلفًا، محذرًا من استخدام التعريفات الجمركية لفرض الامتثال من قبل هذه الدول. وقد اتخذت هذه التهديدات بعدًا أكبر مع اقتراب ترامب من استعادة السلطة في يناير المقبل كما نقلت بلومبيرغ.
## إجراءات عقابية قيد الدراسة
ناقش ترامب ومستشاروه الاقتصاديون خيارات لفرض عقوبات على الدول المتعاونة في تجارة ثنائية بعملات أخرى، حيث تتضمن هذه الخيارات ضوابط على التصدير وفرض رسوم على العملة والتجارة. وأكد ترامب من قبل على أهمية أن يظل الدولار العملة الاحتياطية العالمية، مشيرًا إلى أنه لن يسمح للدول بالتخلي عنه كونه سيكون “ضربة لبلدنا”.
## تحليل الجوانب الجيوسياسية
يعتقد مايكل بيتيس، زميل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن تصريح ترامب يشير إلى الارتباك داخل الإدارة القادمة تجاه النظام التجاري والمالي العالمي. وأوضح بيتيس عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، أنه لا يمكن للولايات المتحدة تقليص عجزها التجاري وزيادة الهيمنة العالمية للدولار في ذات الوقت، لأن هذا يتطلب شروطًا متعارضة.
## العلاقات بين دول “بريكس”
في الوقت نفسه، أفاد تقرير لموقع “ناشونال إنترست” بأن دول “بريكس” تعمل على تخفيف التوترات فيما بينها، في ظل تزايد اعتماد دول الجنوب العالمي على الذات بدلاً من المساعدات الأميركية، مما يشكل تحديًا للأخيرة في ظل التحولات الجيوسياسية السريعة.# بريكس: استجابة للتحولات الاقتصادية العالمية
أكدت مجموعة بريكس أنها توفر ملاذًا للدول التي تأثرت من السياسات العقابية التي اتبعتها واشنطن باستخدام الدولار. وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا بمفردها لا تستطيع إنشاء نظام مالي بديل، وبالتالي فإن التعاون مع الدول النامية هو جزء أساسي من استراتيجيتها.
## الاستقلال المالي لدول بريكس
وفقًا للتقرير، يعتبر بوتين أن أنظمة الدفع عبر الحدود التي تعتمد على العملات المحلية هي الحل الأمثل لتحرير دول بريكس من الهيمنة الأمريكية. كما تعد هذه الأنظمة أدوات حاسمة في تأسيس قنوات مالية لأعضاء المجموعة تسمح لهم بالتعامل بعيدًا عن أي تدخل من الولايات المتحدة.
### التحديات تجاه العملة الموحدة
وأكد التقرير أن فكرة اعتماد عملة موحدة بين دول بريكس لا تزال حلمًا بعيد المنال بسبب الاختلافات الكبيرة في المصالح الوطنية والسياسات المالية للدول الأعضاء مثل الهند وروسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا. كما أن زيادة عدد أعضاء المجموعة مؤخرًا، بما في ذلك دول مثل إيران والإمارات ومصر وإثيوبيا، تفاقم هذه التحديات.
## مسار إنهاء هيمنة الدولار
رغم الصعوبات، فإن التحولات في نظام المعاملات المالية العالمية تتسارع، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية. فقد بدأت روسيا في استخدام الروبل والذهب كوسيلة لتخفيف آثار العقوبات الغربية والخروج من أنظمة الدفع التقليدية مثل “سويفت”. وفي الوقت نفسه، وسعت الصين استخدام اليوان عبر اتفاقيات مقايضة مع دول أخرى وطرحت عملتها الرقمية الجديدة “إي-سي إن واي”.
## الاصطفافات العالمية وتأثيراتها
تفيد تقارير أن أكبر تحدٍ تواجهه واشنطن هو إعادة تشكيل الاصطفافات العالمية التي قد تؤثر على نفوذها. وقد أصبحت مجموعة بريكس منصة دولية لمواجهة الأزمات الكبرى وإعادة هيكلة التجارة العالمية، مما يشير إلى أن المجموعة لا تسعى فقط لتطوير قنوات دبلوماسية بل أيضًا لتعزيز التكامل التجاري.
### بدائل التمويل التقليدي
تعمل بريكس على تقديم بدائل للتمويل التنموي المعتمد على الدول الغربية. وفيما تستعد للقمة المقبلة في 2024، انتقد وزير المالية الروسي دور صندوق النقد الدولي ودعا لتأسيس مؤسسات جديدة تحت مظلة المجموعة. وقد تم إنشاء “بنك التنمية الجديد” في عام 2015 لدعم الأسواق الناشئة وتمويل العديد من المشاريع.
## تقييم الهيمنة الأمريكية
يحذر التقرير من أن قدرة بريكس على تطوير أنظمة دفع دولية قد تؤدي إلى تقليص نفوذ الولايات المتحدة، مما يتطلب إعادة تقييم سياساتها وتعزيز علاقاتها مع الدول النامية. ويتوجب على واشنطن الانتباه إلى أن الشروط التي تفرضها على القروض قد تدفع هذه الدول إلى التوجه نحو مجموعة بريكس.
### هيمنة الدولار ومكانته
– يعتبر الدولار الأمريكي عملة الاحتياطي العالمية، حيث يشكل حوالي 58% من احتياطات صندوق النقد الدولي.
– يشكل الدولار أيضًا العملة الأساسية لحوالي 80% من التجارة العابرة للحدود، ويستخدم في غالبية الدول.
– رغم مكانته القوية، فإن ارتفاع قيمة الدولار يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية سلبية، خاصة في ظل تفاوت النمو الاقتصادي العالمي.
المصدر: بلومبيرغ + ناشونال إنترست
[رابط المصدر](https://www.aljazeera.net/ebusiness/2024/12/1/trump-brics-tarrifs)
