تركيا تدعو إلى المصالحة الوطنية وتؤكد دعمها لـ “سوريا الجديدة”

By العربية الآن

تركيا تدعو إلى مصالحة وطنية وعودة آمنة للسوريين

في وقت يتزايد فيه عدد السوريين العائدين إلى بلادهم عبر الحدود مع تركيا، أبدت أنقرة استعدادها لضمان عودتهم بأمان والمساهمة في إعادة إعمار سوريا. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في المؤتمر الخامس عشر لسفراء تركيا بالخارج، الذي عقد في أنقرة يوم الإثنين.

وأكد فيدان أن تركيا تتطلع إلى رؤية “سوريا جديدة” تعيش في سلام مع جيرانها، مشيراً إلى التزامات تركيا بمساعدة السوريين في هذه المرحلة الجديدة. وأوضح أن السلام والاستقرار في سوريا لن يتحقق إلا من خلال المصالحة الوطنية.

فيدان متحدثاً أمام المؤتمر الخامس عشر لسفراء تركيا في أنقرة (الخارجية التركية)

ضرورة التركيز على المستقبل

لفت فيدان إلى أن نظام بشار الأسد لم يحقق السلام مع الشعب السوري، مشيداً بالتغيرات الأخيرة في سوريا. وذكر أنه يجب على المجتمع الدولي التركيز على مستقبل سوريا وإعادة بناء البلد، مشيراً إلى أن تركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك.

كما شدد على أن فوز “داعش” و”حزب العمال الكردستاني” في الوضع الحالي سيجعل سوريا ملاذاً آمنًا للإرهاب، وأكد على مواصلة تركيا جهودها لمنع ذلك.

تحذير للمعارضة

من جهته، قال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، إن وحدة سوريا وسلامة أراضيها تعتبر من أولويات تركيا. ودعا جماعات المعارضة إلى عدم الانخراط في أي أعمال قد تؤثر سلباً على الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن أي محاولة للسيطرة على السلطة ستكون مرفوضة بشكل قاطع.

وأضاف كورتولموش أن بناء سوريا ديمقراطية تتاح فيها الفرصة لكل الفئات للتعبير عن آرائها سيكون من الأولويات.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (حسابه في إكس)

عودة السوريين إلى بلادهم

يتزايد عدد اللاجئين السوريين الذين يغادرون تركيا في الفترة الأخيرة، خاصة مع تزايد التوترات السياسية والاستفادة من الحالة الأمنية الحالية في سوريا. حيث تراجع عدد السوريين في تركيا من حوالي 3.7 مليون إلى نحو 2.9 مليون شخص.

بالتزامن مع ذلك، بدأت أعداد كبيرة من السوريين بالتوجه إلى بوابة «باب الهوى» (جيلفاغوزو) للعودة إلى بلدهم، خاصة بعد الأخبار المتعلقة بسقوط نظام الأسد.

زحام للسوريين أمام باب الهوى انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

تسهيل إجراءات العودة

لتسهيل إجراءات العودة، أنشأت السلطات التركية نقاط تفتيش خاصة لضمان عدم الازدحام، كما وفرت إدارة الهجرة نقاطًا لتسجيل المغادرين بشكل سريع. وتقديم وسائل النقل المجانية إلى العائدين يعتبر جزءاً من الجهود المبذولة لتمهيد الطريق لعودتهم.

أعرب وال على كيليس عن إشارته إلى انتهاء نظام الأسد، مؤكداً على أهمية هذه الأحداث لتيسير عودة السوريين إلى وطنهم.

تدفق كبير للسوريين على بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) للعودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)

مظاهرات السوريين ودعوات للعودة إلى الوطن

استقبلنا بمشاعر حماسية المظاهرات التي نظمها الإخوة السوريون، ولا يمكننا تجاهل تلك المشاعر. كما نود من جانبنا في بوابة أونجوبينار الحدودية أن نعلن استعدادننا لتقديم كافة أنواع الخدمات لتسهيل عودتكم إلى وطنكم في ظروف جيدة، مع تمنياتنا بمستقبل آمن في بلادكم.

تصريحات أوزداغ حول عودة السوريين

في تصريحات جديدة، أبدى رئيس حزب «النصر» القومي المعارض، أوميت أوزداغ، انطباعاته حول الوضع السوري، مؤكداً على إنتفاء العذر الذي كان يتعلل به البعض بعدم قدرتهم على إعادة السوريين قبل رحيل الأسد، حيث قال: «لقد رحل الأسد». وأضاف أوزداغ، الذي أعيد انتخابه كزعيم للحزب مؤخراً، أنه سيتابع عمليات إعادة السوريين الذين لم ترسلهم الحكومة، معلناً عن عزم الحزب على مراقبة أعداد الوافدين والمغادرين يوميًا.

كما علق على التطورات العسكرية في سوريا، حيث أشار إلى تبعات هجوم هيئة تحرير الشام على دمشق، وعلق على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي أعرب خلالها عن تمنياته بتقدم الهيئة بدون مشاكل، معتبراً أن ذلك لم يكن حربًا.

الأوضاع في مدينة منبج

في الشأن العسكري، أعلنت مصادر أمنية تركية، يوم الاثنين، عن سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري، المدعومة من أنقرة، على مدينة منبج في شرق حلب بالكامل. وأكد المرصد السوري انسحاب قوات مجلس منبج العسكري، التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من المدينة مع الاحتفاظ ببعض المواضع الاستراتيجية.

وأفاد المرصد بمقتل 50 فردًا على الأقل من كلا الطرفين خلال الاشتباكات. كما أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى منطقة «درع الفرات» في حلب.

تطورات عسكرية جديدة

جاءت السيطرة على منبج ضمن إطار عملية «فجر الحرية» التي أطلقها الجيش الوطني السوري، تزامنا مع تقدم هيئة تحرير الشام في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري. ونجح المقاتلون في الكشف عن 12 نفقًا خلال عملياتهم، وهو ما يشير إلى استعدادهم لمزيد من التقدم نحو مناطق أخرى أبرزها الرقة وعين العرب.

ورغم العمليات العسكرية، أعرب المقاتلون عن تلقيهم الترحيب من سكان مدينة منبج، مؤكدين على التزامهم بحماية المدنيين وعدم الإضرار بهم.

الأحداث الجانبية والضحايا المدنيون

في خضم الأحداث، أفادت التقارير بمقتل 11 مدنيًا من عائلة واحدة إثر استهداف طائرة تركية مسيرة لمنازل في قرية المستريحة شمال الرقة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان نتيجة التصعيد العسكري الأخير من الفصائل الموالية لتركيا.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version