ترمب يقاضي الإعلام الأمريكي
في خطوة تصعيدية جديدة ضد وسائل الإعلام، قام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، الذي تم إدانته جنائياً سابقاً، برفع مجموعة من الدعاوى القضائية ضد عدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى، مثل “نيويورك تايمز” و”CBS”، مطالباً بتعويضات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات، حسبما أفادت صحيفة “الغارديان”.
شكاوى ضد تقارير تنتقده
تأتي هذه الإجراءات المثيرة للجدل قبيل تولي ترمب منصبه الرئاسي للمرة الثانية خلال شهرين، مما يثير المخاوف حول مستقبل حرية الصحافة في الولايات المتحدة. وفقاً لتقرير نُشر في “Columbia Journalism Review”، وجه فريق ترمب القانوني خطاباً يطالب فيه بتعويض قدره 10 مليارات دولار ضد “نيويورك تايمز” ودار نشر “Penguin Random House”، متهمًا إياهما بنشر مقالات تحتوي على معلومات كاذبة تتعلق به.
جاء في الخطاب الذي وقعه المحامي إدوارد أندرو أن الصحيفة تمثل متحدثاً للحزب الديمقراطي وأنها تتعمد تشويه سمعة ترمب ومكانته السياسية. كما انتقد التقارير المتعلقة بكتاب يدعي أن الرئيس المنتخب أضاع ثروة والده مدعياً أنه حقق نجاحاً وهمياً.
من جانبها، أكدت “نيويورك تايمز” أنها تدعم تقاريرها، بينما رفضت دار النشر التعليق على القضية.
اتهامات لشبكة CBS
لم تتوقف دعاوى ترمب عند “نيويورك تايمز” فقط، بل شملت أيضاً شبكة “CBS نيوز”، التي اتهمها بتقديم دعم إعلامي لنائبته الديمقراطية، كامالا هاريس. وطالب بتعويض مالي قدره 10 مليارات دولار، مدعياً أن أحد مقابلات الشبكة مع هاريس كانت تدخلاً انتخابياً يهدف إلى تحسين فرصها في الانتخابات.
قلق حول حرية الإعلام
أثارت الإجراءات القانونية الأخيرة ردود فعل قوية دولياً، حيث اعتبرت لجنة حماية الصحافيين تصعيد ترمب بمثابة “خطر مباشر على حرية الإعلام”، محذرة من استمرار الظروف العدائية تجاه الإعلام التي شيدها خلال ولايته الأولى. ودعت منظمة “مراسلون بلا حدود” الإدارة القادمة إلى إعادة النظر في سياسات القمع الإعلامي وتعزيز بيئة إعلامية حرة ومتنوعة.
ترقب لمستقبل الإعلام
مع استمرار ترمب في هجماته القانونية ضد وسائل الإعلام، تتابع الأوساط المعنية باهتمام ما ستؤول إليه هذه المواجهة. فهل ستتمكن وسائل الإعلام من الدفاع عن حقها في نقل الأخبار والتحقيقات، أم ستسفر التهديدات عن تقويض أسس الصحافة الحرة في واحدة من أعرق الديمقراطيات؟
تعتبر المعركة القانونية بين ترمب ووسائل الإعلام أكثر من مجرد خلاف شخصي، بل تمثل مواجهة تاريخية قد تعيد تشكيل العلاقة بين السلطة الرابعة والرئاسة الأمريكية في الأعوام المقبلة.