ترمب يتحدى هاريس في عمق معاقل الديمقراطيين
أثار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب تساؤلات عدة بعد عقده تجمعاً انتخابياً في ولاية كاليفورنيا، التي تُعد ميداناً ديمقراطياً خالصاً، حيث فاز مرشح الحزب الديمقراطي بها منذ عام 1988. وفي خطوة غير متوقعة، اختار ترمب التوجه إلى الولاية بدلاً من تعزيز حملته في الولايات الرئيسية المتأرجحة مثل ويسكونسن وبنسلفانيا، التي من المتوقع أن تؤثر بشكل حاسم على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تجمع كوتشيلا
قام ترمب بزيارة مدينة كوتشيلا في شرق لوس أنجليس، حيث ألقى خطاباً انتخابياً استمر لأكثر من 80 دقيقة. ويعتقد المراقبون أن كلمته لن تُحدث تأثيراً كبيراً على تصرفات الناخبين في كاليفورنيا، التي تُعد من أكثر الولايات ليبرالية في الولايات المتحدة. وإذا كان عدد الناخبين الديمقراطيين في الولاية يفوق عدد الناخبين الجمهوريين بمرتين، إلا أن ترمب استغل هذا التجمع لمهاجمة كامالا هاريس، منافسته في الانتخابات ونائبة الرئيس، مورداً عدة انتقادات لسياساتها وأحوال كاليفورنيا.
“الجنة المفقودة”
أثناء تجمعه، وصف ترمب كاليفورنيا بـ”الجنة المفقودة”، محذراً من أن هاريس لن تُعيد تجربة الفشل التي شهدتها الولاية إلى عموم الولايات المتحدة. وأشار إلى مشكلات الضياع والتشرد التي تعاني منها المدينة، مستعرضاً واقع الحياة الصعب في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو. وقال إن هاريس وحلفاءها حولوا حلم كاليفورنيا إلى كابوس للعديد من الأميركيين.
الأوضاع السياسية في مجلس النواب
رغم أن كاليفورنيا تميل إلى الديمقراطيين، إلا أن لها دوراً محورياً في الصراع على السيطرة على مجلس النواب، حيث يبذل الجمهوريون جهودهم للحفاظ على ستة مقاعد تنافسية. وتظهر استطلاعات الرأي تنافساً شديداً بين الديمقراطيين والجمهوريين في هذه الدائرة الانتخابية، حيث قد تسهم زيارة ترمب في تعزيز آمال المرشحين الجمهوريين.
جاذبية الناخبين الذكور
هناك تحدٍ تواجهه كامالا هاريس في جذب أصوات الناخبين الذكور، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تفوق ترمب بينهم. ووفقاً لاستطلاع حديث، يتقدم ترمب بشكل ملحوظ على هاريس بين الناخبين الرجال. وقد دعا الرئيس السابق باراك أوباما الرجال للتخلي عن المواقف المنحازة، محذراً من مخاطر عدم دعمهم لها بسبب جنسها.
التصويت اللاتيني والأسود
بينما حصل ترمب على دعم قوي من الرجال الغالبين، تشير الاستطلاعات إلى أن دعمه قد امتد ليشمل الرجال السود واللاتينيين. مرشحة الحزب الديمقراطي تواجه تحديات في جذب هذه الفئات، مما يجعلها بحاجة إلى تكثيف جهودها في حملتها.
تستمر المواجهة بين ترمب وهاريس، حيث يتشدد كل منهما في محاولته كسب الأصوات وبناء قاعدة دعم تنافسية.### هاريس وتحديات الدعم الانتخابي بين الرجال والنساء
تواجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، تحديات ملحوظة في حصد الدعم من الناخبين الرجال، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة “هارفارد” أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يؤيدون هاريس بفارق 17 نقطة مئوية، مقارنة بدعم يصل إلى 47 نقطة مئوية بين النساء. وقد عُزيت هذه الفجوة إلى مقاومة خاصة من الرجال من أصل لاتيني والرجال السود.
الفجوة في دعم الناخبين
تستمر الفجوة في دعم الناخبين بين الجنسين، حيث أكد استطلاع لمركز “بيو” أن نسبة تأييد الناخبات للنساء لهاريس بلغت 52 بالمئة، بينما دعمهن لترمب كان 43 بالمئة. وهذا يعكس تصاعد القلق لدى هاريس بشأن قدرتها على اجتذاب دعم الناخبين الذكور.
ترمب يسعى لتحسين صورته
من جانبه، يسعى الرئيس السابق دونالد ترمب لتحسين صورته بين الناخبات، حيث قام بتسمية نفسه “حامي النساء”، رغم سجله المليء بالفضائح الجنسية. وقد استغل الديمقراطيون موقفه من قضية الإجهاض للضغط عليه في هذه الناحية.
تظهر هذه الديناميكيات في السباق الانتخابي المقبل أهمية استراتيجيات المرشحين في اجتذاب مختلف شرائح الناخبين لضمان النجاح.