تسريبات تشير إلى روسيا تبني قناة تجارة سرية مع الهند

By العربية الآن



تسريبات: روسيا تبني قناة تجارة سرية مع الهند

بوتين (يمين) ومودي يلتقيان في موسكو 9 يوليو/تموز 2024 (غيتي)
بوتين (يمين) ومودي يلتقيان في موسكو 9 يوليو/تموز 2024 (غيتي)

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن تسريبات جديدة أكدت أن روسيا تسعى لتأمين إمدادات الإلكترونيات الحساسة اللازمة لصناعتها العسكرية عبر إنفاق عائدات مبيعات النفط بالروبية الهندية، وذلك بعيداً عن أعين الدول الغربية.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا قامت بالحصول سراً على سلع هامة من الهند، وتم اكتشاف مرافق خاصة هناك موجهة لتأمين مكونات لصناعتها العسكرية.

سوق بديلة

تتمحور الخطة، التي نُشرت في جدول زمني سري من وزارة الصناعة والتجارة الروسية، حول إنفاق حوالي 82 مليار روبية (ما يعادل مليار دولار في ذلك الوقت) لتأمين هذه الإلكترونيات من خلال قنوات غير مشروعة، حيث تتعامل مع بنك النזורات الكبيرة من عائدات النفط المتزايدة التي حققتها من الهند. واعتبرت الحكومة الهندية مُصدراً بديلاً للتمويل للحصول على سلع تم توريدها سابقاً من دول تعتبرها روسيا غير صديقة.

تركزت جهود روسيا والهند على الحصول على تقنيات مزدوجة الاستخدام، بعضها يخضع لرقابة صارمة من قبل الدول الغربية، ما دفع روسيا لملء الفجوات الاستثمارية عبر إقامة شراكات في تصنيع الإلكترونيات المحلية.

تشير المراسلات إلى كيفية تحوُّل روسيا نحو نيودلهي، على الرغم من التقارب المتزايد بين الهند والولايات المتحدة. إذ وقع رئيس الوزراء ناريندرا مودي عدداً من الاتفاقيات مع نظيره الأمريكي العام الماضي في مجالات متعددة تشمل التكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي.

في الوقت ذاته، تؤكد بيانات التجارة أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والهند أصبحت أكثر عمقاً، مع تزايد التجارة في فئات محددة ذكرها الروس في مراسلاتهم الخاصة.

مصدر احتكاك

أصبحت العلاقة الهندية الروسية مصدر قلق متزايد بالنسبة للولايات المتحدة، حيث أشار والي أديمو، نائب وزير الخزانة الأمريكي، إلى أن أي كيان مالي أجنبي يتعامل مع الصناعة العسكرية الروسية سيواجه احتمال فرض عقوبات. وأوضح أديمو أن هذا الأمر ينطبق بغض النظر عن العملة المعتمدة في الصفقة.

بينما أقر مودي بتأثير الحرب في أوكرانيا على الدول النامية، فقد واصلت الهند تقديم الدعم الاقتصادي لروسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها.

زادت 5 أضعاف

أصبحت الهند الآن واحدة من أكبر مستوردي النفط الروسي، حيث بلغت تجارتها مع روسيا مستوى قياسياً سجل 66 مليار دولار في سنة 2023-2024، أي بزيادة خمسة أضعاف بالمقارنة مع العام السابق على الغزو. وتمت بعض المعاملات بالروبية، مما ساعد روسيا على تحقيق فائض في العملة.

في الوقت ذاته، اعترف الكرملين بأنه يواجه صعوبة في إعادة أرباح النفط بسبب القيود الأمريكية المفروضة، مما دفع لأسواق جديدة لتعويض التأثير الناتج عن العقوبات.

وفقاً لـ “فايننشال تايمز”، تشمل المواد المتداولة سراً الإلكترونيات الراديوية، التي تلعب دوراً حيوياً في تطوير الأسلحة الروسية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة.

يمكن أن تلجأ روسيا إلى شراء حوالي 100 مليار روبية من المكونات الحيوية مثل قطع الغيار لنظم الاتصالات والمعدات الإلكترونية المتطورة، والتي كانت تستورد سابقاً من الدول الغربية.

إخفاء المعلومات

تظهر المراسلات المسربة أن روسيا شرعت في مشاريع لتصنيع مكونات تحمل تصميمات روسية في الهند، وخلقت استراتيجيات لتجنب الكشف عن الشركات والأفراد الروس المشاركين، فضلاً عن التسليمات عبر دول ثالثة.

وتشير الرسائل أيضاً إلى استعداد روسيا لإنفاق المزيد على دعم المصانع الهندية في مجالات الإلكترونيات التي تلبي احتياجات روسيا الحيوية في مجال المعلومات.

تؤكد المعلومات المتاحة أن التجارة بين الجانبين قد شهدت نمواً ملحوظاً في الفئات الاستثمارية المحددة، مما عكس تحقيق مكاسب كبيرة بعد بداية هذه العمليات.

قال رجل أعمال هندي مطلع على التجارة بين روسيا والهند، إن موسكو تعمل على إنشاء مرافق جديدة في الهند لتوسيع نطاق التعاون التجاري.

المصدر: فايننشال تايمز



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version