تسوية مالية بـ65 مليون دولار بعد تسريب صور لمصابين بالسرطان جراء هجوم قرصنة
في مارس 2023، تلقت امرأة من ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة مكالمة تحذيرية من أحد مسؤولي الرعاية الصحية، تخبرها بأن قراصنة قد حصلوا على صور لجسدها العاري أثناء تلقيها لعلاج اشعاعي وقد تم تسريب هذه الصور على الانترنت المظلم.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن شبكة “ليهاي فالي هيلث” رفضت دفع فدية تجاوزت 5 ملايين دولار لاسترداد الصور والمعلومات المسروقة، ولكنها لم تتمكن من تجنب الأضرار الناتجة عن الهجوم الإلكتروني.
تحولت المرأة -التي لم يُذكر اسمها وعمرها 50 سنة- إلى المدعية الرئيسية في دعوى جماعية ضد “ليهاي”، حيث اتهمتهم بالإهمال في حماية المعلومات الحساسة للمرضى، والتي تضمنت صوراً عارية لمئات الأشخاص الذين يعانون من السرطان.
تسوية ضخمة تعكس الضرر
وفقًا لتقرير من شبكة “سي إن إن”، وافق نظام الرعاية الصحية في بنسلفانيا في 12 سبتمبر الجاري على دفع 65 مليون دولار تعويضاً لضحايا هجوم القرصنة الذي حدث في فبراير 2023، والذي تضمن تسريب صور عارية لمصابين بالسرطان. تعد هذه التسوية من أكبر التعويضات المماثلة التي تمنح للضحايا حسب مكتب المحاماة “سالتز مونغيلوزي بينديسكي”.
أشار خبراء في مجال الأمن الرقمي للفحوصات الصحية إلى أن هذه التسوية تخضع الآن لموافقة القاضي. وتعتبر التحذير للمؤسسات الصحية الكبرى في الولايات المتحدة بأن البيانات الحساسة تحتاج إلى حماية أكبر، بالنظر إلى قيمتها العالية سواء للقراصنة أو للمرضى الذين تأثروا سلباً.
وقد تم تخصيص 80% من القيمة المدفوعة للضحايا الذين تسربت صورهم العارية.
بيان الشبكة حول الحادث
أفادت شبكة “ليهاي فالي هيلث” في بيان لشبكة “سي إن إن” أنهم يعتبرون حماية خصوصية المرضى والأطباء والموظفين من أولوياتهم العليا، بينما يتم تعزيز تدابير الأمن للحيلولة دون تكرار الحوادث في المستقبل.
وأضافت الشبكة أن الهجوم كان محدودًا بالشبكة التي تدعم عيادة طبية واحدة في مقاطعة لاكاوانا. وأكدوا أن المتضررين سيتلقون إشعارًا مكتوبًا يحتوي على معلومات إضافية حول التسوية.
تفشي خروقات البيانات
تشير مراجعة صحيفة “واشنطن بوست” للقضايا التي جمعتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية منذ عام 2022 إلى أن خروقات البيانات تحدث بشكل شبه يومي، مما يعرض المعلومات الصحية لمئات الأميركيين للخطر.
كما أظهرت تقارير مركز شكاوى الجرائم التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي زيادة في الهجمات المتعلقة ببرامج الفدية المستهدفة للقطاع الصحي في العام الماضي.
تسلط قضية “ليهاي فالي” الضوء على الأبعاد القانونية المعقدة التي تواجهها مؤسسات الرعاية الصحية والتي هي عرضة لمخاطر القرصنة وتبعاتها القانونية الناتجة عن الانتهاكات الأمنية.
أثر برامج الفدية على القطاع الصحي
تسبب هجمات برامج الفدية لعدة سنوات بإرباك المستشفيات والعيادات في الولايات المتحدة، مما أثر سلبًا على صحة المرضى وأدى إلى تكبد خسائر مالية ملموسة في القطاع الصحي.
تسببت هجمات برامج الفدية في فبراير الماضي على مؤسسة للتأمين الصحي في خسائر مالية ضخمة ومشكلات لبعض العيادات الصحية التي وجدت نفسها على حافة الإفلاس.
وأشارت ممرضات في المستشفيات المتضررة لشبكة “سي إن إن” أن هجمة أخرى في مايو على واحدة من أكبر السلاسل الصحية بأمريكا قد وضعت حياة المرضى في خطر، حيث طُلب منهن إدخال معلومات الوصفات الطبية يدويًا نتيجة لعطل النظام.