أعلنت تشاد وقف اتفاق التعاون العسكري والأمني مع فرنسا، مما يجعلها تنضم إلى دول الساحل مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو التي ابتعدت عن فرنسا واتجهت نحو التعاون مع روسيا، التي تواصل توسيع نفوذها في القارة الأفريقية.
#### عدم الإشارة إلى روسيا
رغم أن قرار تشاد يبدو مشابهًا لما قامت به دول الساحل الأخرى، إلا أنه لم يُشر إلى أي تعاون مع روسيا. من جانبها، أكدت الحكومة التشادية أنها لن تسعى إلى قطيعة مع فرنسا، التي كانت قوة استعمارية سابقة.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد دعمت نظام ديبي على مدار أكثر من ثلاثة عقود، وقد تدخلت عسكريًا في العديد من المرات لصالح النظام في مواجهة المتمردين في نجامينا.
#### العلاقات التاريخية مع فرنسا
ترجع جذور الاتفاقية بين تشاد وفرنسا إلى فترة الاستعمار، وتطويرها بعد الاستقلال، حيث تم توقيع أول اتفاقية عام 1976، وتم تحديثها عام 2019. نصت الاتفاقية على تدريب القوات التشادية وتعزيز القدرات اللوجستية والتعاون الاستخباراتي.
تنشر القوات الفرنسية الخاصة في تشاد، خاصة في قاعدة نجامينا الجوية، التي يقطنها حوالي ألف جندي فرنسي.
#### تأكيد السيادة التشادية
أعلنت الحكومة التشادية أن هذا القرار يمثل “نقطة تحول تاريخية”، مشيرة إلى أنه جاء بعد تحليل معمق بهدف تأكيد السيادة وإعادة تشكيل شراكاتها الاستراتيجية حسب الأولويات الوطنية.
أضافت تشاد أنها ستتعاون مع فرنسا لضمان “انتقال سلس”، وأن القرار لا يعني تقويض العلاقات التاريخية بين البلدين، وأكدت على أنها ستظل منفتحة للحوار للبحث عن أشكال جديدة من الشراكة.
#### تحول الجغرافيا السياسية
جاء قرار إنهاء الاتفاقية بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأخير إلى تشاد. حيث انتقد الوزير روسيا واتهمها بالتورط في الصراع السوداني. يشير الخبراء في الشأن الأفريقي إلى أن هذا القرار يمثل تحولًا في الجغرافيا السياسية في منطقة الساحل، مشيرين إلى أنه يتزامن مع تراجع النفوذ الفرنسي.
رغم ذلك، لا يزال العديد من الخبراء يؤكدون أن تشاد لم تُظهر بعد تقاربًا واضحًا مع روسيا. إلا أن تغيرات العلاقات قد تفتح المجال لخيارات جديدة، وخاصة في ظل تراجع النفوذ الفرنسي.
#### خصوصية تشاد
باختصار، يُعتقد أن تشاد تتمتع بحالة خاصة نظرًا لموقعها الاستراتيجي ودورها في مكافحة الإرهاب. قرار إنهاء الاتفاقية مع فرنسا يعكس تغييرًا في كيفية نظر تشاد للعلاقات الدولية، ويمثل محاولة لتأكيد السيادة بعيدًا عن الهيمنة الخارجية.
هذا القرار يعتبر ضربة لاستراتيجية فرنسا في المنطقة، لكنه لا يعني فقدان تأثيرها الكامل، حيث لا تزال تحتفظ بعلاقات مع دول أخرى مثل النيجر.
### انتهاء اتفاقية الدفاع مع فرنسا
أشار الخبير ولد الداه إلى أن خروج القوات الفرنسية من تشاد يمثل تحديًا حقيقيًا لباريس لتعزيز وجودها في أفريقيا. حيث تعد تشاد من المواقع الاستراتيجية الرئيسية لنفوذ الجيش الفرنسي في المنطقة. هذا القرار لا يعكس فقط انكماش النفوذ الفرنسي، بل يُظهر أيضًا تراجع قدرة باريس على الحفاظ على علاقاتها العسكرية والأمنية التقليدية في القارة.
### تداعيات الانسحاب على الأمن الداخلي للتشاد
فيما يتعلق بعواقب هذا القرار على تشاد، أوضح الخبير أنه على المدى القصير، قد تواجه البلاد صعوبات في الحفاظ على أمنها الداخلي ومحاربة الجماعات الإرهابية، وبالأخص إذا انسحبت القوات الفرنسية بشكل سريع. أما على المدى الطويل، فهناك إمكانية أن يتيح هذا القرار لتشاد تبني سياسات أكثر استقلالية، ولكن ذلك يعتمد على قدرة القيادة التشادية على إدارة المرحلة الانتقالية بفعالية.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}