تشمل برسائل للمؤمنين.. ما بحوزة البرنامج الجديد لحزب ميركل؟

By العربية الآن



تشمل برسائل للمؤمنين.. ما بحوزة البرنامج الجديد لحزب ميركل؟

epa11321416 chairman of the christian democratic union (cdu) party and faction friedrich merz is seen on a big screen as he delivers a speech during the christian democratic union (cdu) party convention in berlin, germany, 06 may 2024. the federal party convention of the christian democratic union (cdu) takes place from 06 to 08 may in berlin. epa-efe/filip singer
رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي فريدرش ميرتس في خطابه أمام مؤتمر الحزب في برلين (الألمانية)
برلين –بعد ترقّب كبير في ألمانيا، وافق حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، على برنامجه الجديد الذي سيعمل به للسنوات العشر القادمة.
وعلى الرغم من التعليقات النقدية، فإن الحزب معتمد فقرة تحدد من خلالها نوع الدين الإسلامي الذي يطمح له في ألمانيا، إذ تقول الصيغة “المؤمنون جزء من التنوع الديني في ألمانيا ومجتمعنا (..) الإسلام الذي لا يتأقلم مع قيمنا وينكر مجتمعنا الحر لا يعتبر جزء من ألمانيا”.

ولم يتم إعطاءهذه هي الصيغة المقترحة في البداية، وكانت في المسودة على شكل “المؤمنون الذين يتشاركون قيمنا ينتمون إلى ألمانيا”، تغيرت قبل المؤتمر بفترة إلى الصيغة المصادق عليها الآن، وقتذاك القانون الأساسي للحزب الذي صدر عام 2007 والذي اعتُمد في السنوات الماضية لم يشير إلى هذه النقطة.

ميرتس انتقد المؤمنين في خطابه بحجة أنهم يفضلون الشريعة على القوانين (أسوشيتد برس)

تخصيص الأئمة

“منذ زمن طويل نلاحظ في ألمانيا ازدياد تنامٍ للتوجه اليميني المحافظ وكذلك اليمين المتطرف، يحاول تصوير الإسلام كـ(الآخر) بمقابل الغرب المسيحي”، يعلق الأستاذ يورغن زيميرر، المؤرخ في جامعة هامبورج ورئيس مركز أبحاث التراث ما بعد الاستعمار في هامبورغ، لشبكة الجزيرة.

ويعتبر زيميرر أن المجتمع الألماني محق في ترحيبه بمن يحترمون القوانين والدستور، ولكن المشكلة -بحسب رأيه- تكمن عندما يتم التمييز ضد المؤمنين، إذ هم الطائفة الدينية الوحيدة التي تم ذكرها بهذا الشكل في هذا النص، يتساءل “لماذا لا توجد فقرة تنص على المسيحية أو اليهودية أو البوذية وأخرى؟”.

وتجنب الحزب تماما ما كانت تقوله الزعيمة السابقة والمستشارة السابقة للبلاد أنجيلا ميركل بأن الإسلام جزء من ألمانيا، وهي عبارة ظهرت أول مرة على لسان الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف، الذي كان ينتمي لنفس الحزب.

وكانت الصيغة الجديدة حول المسلمين عرضة لانتقادات كبيرة، وأكد رئيس المجلس الأعلى لفتنون في ألمانيا أيمن مزيك أنها محاولة جديدة من اتحاد الحزب المسيحي الديمقراطي للاستفادة من الوضع وتشويه صورة المؤمنين، مشددا أمام شبكة “إن آر دي” الألمانية بأن هذا “النهج الانتقائي يخدم الصور النمطية المعادية للمؤمنين”.

توقعات للتصويت

كان من المتوقع عمومًا أن يوافق الحزب على الصيغة الجديدة في برنامجه بعد كل الرسائل التي بعثها زعيمه الجديد فريدريش ميرتس، الذي رفع منسوب هجماته على ما يسميهم “المؤمنين المتطرفين” منذ خروج المظاهرات الداعمة لقطاع غزة، التي وصفتها السلطات الألمانية بأنها “معادية للسامية ولإسرائيل”.

وأعلن ميرتس، الذي تم إعادة انتخابه لرئاسة الحزب، “في ألمانيا لدينا فصل واضح بين الدين والدولة، لكن بعض المؤمنين في ألمانيا لا يريدون تقبل هذا الأمر، والشريعة بالنسبة لهم أهم من القوانين”، مضيفًا خلال المؤتمر أنه لا يجب تجاهل خطر التطرف اليميني في ألمانيا مع الزعماء من الإسلام السياسي “الذين يهددوننا بوضوح ولا يتقبلون قواعد بلادنا والتعايش السلمي في ألمانيا”.

وذكر ميرتس بمظاهرتين في مدن إيسن وهامبورغ، رفع فيهما بعض المشاركين لافتة تطالب بالخلافة، وعلى الرغم من أنها كانت تعبيرًا عن اعتراض على الحرب على قطاع غزة وارتفاع الإسلاموفوبيا في ألمانيا، إلا أنها أثارت جدلًا كبيرًا، وخرج المحتجون في هامبورغ في مظاهرة ضد “خطر المتطرفين الإسلاميين”.

“سياسة ثقافية مهيمنة”

يؤكد الحزب في برنامجه الجديد على ما يسميه “سياسة ثقافية مهيمنة” يجب على جميع المهاجرين التزامها بدون احتجاج، وتتضمن الالتزام بالقوانين والوعي الوطني والانتماء، وفهم التقاليد والعادات، وتعلم اللغة الألمانية.

والملفت في هذه الرؤى هو الحديث عن الإسلام كـ”مجموعة متجانسة”، مما يقترب بشكل خطير من سوء استخدام المصطلح لـ”أغراض عنصرية ومعادية للإسلام، وقد يؤدي إلى نتائج خطيرة”، بحسب المؤرخ يورغن زيميرر.

ويضيف زيميرر أن هذا الحزب “يحاول بيدائية اللعب مع النار من أجل جذب أصوات اليمين المتطرف”.يمكن أن يكون القرار أكثر إثارة للانقسام وزيادة الكراهية، وهذا في النهاية يعود على صعود التيار اليميني المتطرف”.

وبحسب الشخص المتحدث، فإن اليمينيين يستعملون حاليا التعبير “المسلم” بدلاً من “العرق”، لأن الإسلام يشمل السكان أو القادمين من مناطق مثل البحر الأبيض المتوسط أو الشرق الأوسط. بدلًا من قول “نحن لا نحب الأشخاص ذوي البشرة السمراء”، يعلنون “نحن ضد الإسلام السياسي الراديكالي”.

المستشارة السابقة أنجيلا ميركل انتهجت سياسة مرحبة بالمهاجرين لكن حزبها لم يرغب في الاستمرار على نهجها (غيتي)

ختام الاستقبال للنازحين

وتظهر رسالة واضحة تبين تحول الموقف الحزبي تجاه قضايا الهجرة، حيث ينص البرنامج الجديد على ضرورة “نقل كل طالب لجوء في أوروبا إلى دولة ثالثة آمنة (خارج الاتحاد الأوروبي) لمعالجته هناك”، وهذا يعكس توجهات سابقة أعرب عنها أعضاء داخل الحزب، مؤيدين فكرة إعادة طالبي اللجوء إلى دول مثل رواندا. كما طالب الحزب أيضًا بمنع النازحين الذين حصلوا على حق اللجوء في دول أوروبية أخرى من الاستقرار في ألمانيا.

وعلى الرغم من قيادة ميركل لسياسة استقبال النازحين السوريين بين عامي 2015 و2018 الذين وصل عددهم إلى ألمانيا أكثر من 800 ألف، إلا أن ميرتس -الذي خسر مراراً أمام ميركل في انتخابات الحزب- يسعى إلى قطيعة تامة مع إرث سياسات مساعدتها، ويرغب في إيقاف استقبال طالبي اللجوء، خصوصًا المسلمين منهم. وسبق وأعلن بوضوح رفض استقبال الفلسطينيين من غزة، معتبرًا أنهم “معادين للسامية”.

ويشكل هذا الإعلان هو الرابع في تاريخ الحزب، حيث يسعى إلى استعادة السلطة في ألمانيا. ولقد قاد الحزب 17 حكومة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وآخرها حكومات ميركل بين عامي 2005 و2021، قبل هزيمته في الانتخابات الأخيرة على يد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعم الحكومة الحالية.

المصدر: الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version