تصاعد معدلات التلوث يثير قلق البغداديين من رائحة الكبريت

By العربية الآن

تصاعد نسب التلوث.. رائحة الكبريت تُقلق البغداديين

قلق المواطنين وتساؤلاتهم حول أسباب هذه ظاهرة الكبريت (وكالات)
مواطنون عراقيون عبروا عن قلقهم حول انتشار الكبريت في سماء العاصمة بغداد (وكالات)

بغداد– شهدت العاصمة العراقية بغداد مؤخراً انتشاراً ملحوظاً لرائحة الكبريت النفاذة، مما أثار قلق السكان وأسئلة حول أسباب هذه الظاهرة وآثارها على صحتهم والبيئة المحيطة بهم.

هذا التلوث أدى إلى تدهور جودة الهواء وزيادة المشاكل الصحية، خاصة بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن.

مرصد العراق الأخضر، المتخصص بالشأن البيئي، أشار في تقرير نشر في 17 نوفمبر/تشرين الثاني إلى أن عودة رائحة الكبريت في الأجواء ناتجة عن استمرار استخدام محطات الكهرباء والمعامل للوقود الثقيل، ما تسبب في تلوث جوّي خطير.

الداخلية العراقية تعلن إغلاق 69 مشروعاً مخالفاً للشروط البيئية (وكالات)

نداء استغاثة

حسين حميد، أحد سكان منطقة الكرادة، يتحدث عن المعاناة اليومية بسبب رائحة الكبريت، مشيراً إلى أنه يضطر للذهاب إلى الصيدلية بحثاً عن أدوية تخفف تأثير هذه الروائح التي أصبحت جزءاً من حياتهم.

ويؤكد حميد للجزيرة نت أن “تقديم الشكاوى لوزارة الصحة لم ينفع”، مضيفاً: “نواجه مشاكل تنفسية وحساسية، والرائحة المتزايدة تزيد من معاناتنا”، لافتاً إلى أن الرائحة، التي كانت محصورة في منطقة النهروان، امتدت لتشمل معظم مناطق العاصمة، مثل الكرادة والدورة.

عادل فاضل، أحد المتضررين، يصف أنه بعد الساعة الـ12 ظهراً تزداد حدة الروائح بشكل كبير، مما يجبرهم على إغلاق النوافذ وارتداء الكمامات.

فاضل ناشد الجهات المختصة بالتحرك لمعرفة مصدر هذه الروائح وإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة التي تهدد صحتهم وحياتهم.

مسؤولية مشتركة

النائبة ثناء جاسب الزجراوي، عضو لجنة الصحة والبيئة بالبرلمان العراقي، أوضحت أن ظاهرة انتشار روائح الكبريت ليست جديدة، لكنها ازدادت سوءاً بسبب عدة أسباب، أبرزها استخدام الوقود الثقيل في محطات توليد الكهرباء، وخصوصاً في محطة الدورة.

أكدت الزجراوي في تصريح للجزيرة نت أن الظروف الحالية من الرطوبة تساهم في احتجاز الغازات السامة بالقرب من سطح الأرض، مما يزيد من حدة المشكلة، مشيرة إلى أن لجنة الصحة بالبرلمان تتابع مع وزارة البيئة إجراءات لمواجهة هذه الظاهرة.

كما دعت الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة للتقليل من الانبعاثات الضارة والتوجه نحو مصادر طاقة نظيفة، معتبرة أن حماية البيئة والصحة العامة مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطنين.

من جهة أخرى، أعلن جاسم الفلاحي، وكيل وزارة البيئة، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن عودة الروائح وارتفاع نسبة الملوثات في سماء بغداد ناتجة عن أنشطة صناعية وبلدية مخالفات للمعايير، مؤكداً أن الفرق الرقابية تتابع مصادر تلوث الهواء في بغداد بشكل مستمر.

التلوث البيئي في بغداد

كشف الخبير البيئي موفق صالح، في حديثه لموقع الجزيرة نت، أن الروائح الكبريتية المنتشرة في بغداد تمثل خطرًا كبيرًا على صحة المواطنين، حيث تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي والقلب وتسبب تهيجًا للجلد. وأشار إلى أن وزارة الصحة سجلت في أكتوبر الماضي حوالي 200 حالة اختناق أو تهيج جلدي مرتبطة بهذه الروائح.

مصادر التلوث والتقصير الحكومي

وأشار صالح إلى إمكانية وجود جهات تسعى لخلق هذه المشكلة عمدًا، إذ يوجد في محيط بغداد حوالي 200 معمل نفط غير مرخص و25000 مولد كهربائي أهلي يستخدم النفط الأسود. وأعرب عن قلقه من أن الحكومة المركزية لم تتخذ أي خطوات حاسمة لمعالجة هذه الأزمة، مما يثير تساؤلات حول وجود مصالح خاصة تشجع استمرار هذه الظروف.

وفي 22 أكتوبر، أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري بإغلاق 69 مشروعًا غير مطابق للمعايير، في إطار عمليات تفتيش مشتركة مع وزارة البيئة شملت معامل الطابوق وغيرها من المنشآت الصناعية.

تأثيرات احتراق النفط على الصحة العامة

وحذر الخبير من مخاطر احتراق النفط الأسود، الذي يؤدي إلى انبعاث غازات سامة تشمل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت والنيتروجين، والتي تزيد من المخاطر الصحية وتهدد بصورة خاصة ذوي الأمراض التنفسية والقلبية. كما أشاد بالجهود الحكومية لإيقاف حرق المواد البلاستيكية في مدافن النفايات، حيث ينتج عنها مواد مسرطنة وغازات ضارة تساهم في تكوين الأمطار الحامضية التي تؤثر سلبًا على البيئة وصحة الإنسان.

المصدر : الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version