تصاريٌح فريدة
في تصريحاتٍ محوريةٍ من زعيم حزب الشعب الجمهوري، أبدى أوزغور أوزال، القائد الرئيسي لأكبر حزب معارض في تركيا، استياءه من استهداف اللغة العربية في اللافتات، مؤكدًا أن ذلك يُمكن أن يُلحق أذى بعدد كبير من الأشخاص لأنها لغة القرآن.
إقراء المزيد
list of 3 items
أردوغان: جماعة الحماس تناضل من أجل أرضها المحتلة وليست تنظيمًا إرهابيًا
سموتريتش يتهدد بإلغاء اتفاقية تجارية حرة مع تركيا وفرض رسوم 100٪ على الواردات
رد تركيا على التقارير التي تتحدث عن استخدام الرادارات لعرقلة الصواريخ الإيرانية المتجهة لإسرائيل
end of list
وحذر أوزال من تحويل كلمة “عربي” إلى عبارة مُهينة، مشيرًا إلى أن رؤساء البلديات المعارضة لن يشاركوا في “الممارسات الشعبوية المعادية للأجانب”.
وأضاف: “اللغة العربية هي لغة الأم لما يقارب 6 مليون مواطن تركي من أصول عربية، وعدم احترامها يُعني عدم احترام تلك الأشخاص”.
وبين: “كسياسي يتمتع برؤية يسارية واجتماعية ديمقراطية ضد السياسيين والسياسيات التي تدفع بوصول المهاجرين، لا أستطيع أبدًا أن أكون ضد المهاجرين”.
وشدد أوزال على ضرورة أن تقدم تركيا مجموعة من الإجراءات التي تشجع المهاجرين على العودة إلى بلدانهم، مؤكدًا دعمه لنهج يعزز السلام مع سوريا.
وأشار إلى أهمية الحوار مع نظام الأسد قائلًا: “يجب تفعيل الحوار مع الرئيس أسد، وأعتقد أن التحريض على الحرب الأهلية في دولة الجوار هو السبب الرئيسي للهجرة وهذا خطأ”.
وانتقد أوزال تصريحات رؤساء البلديات التابعين لحزبه بسبب استهدافهم للسوريين في خطاباتهم الشعبية، وضغطهم عليهم من خلال فرض رسوم مرتفعة على عقود الزواج، قائلًا: “هذه الأمور خارج نطاق السلطات المحلية”.
دوافع تغيير خطاب المعارضة السياسي
في تقديره لسبب تغيير خطاب المعارضة حول اللاجئين والعرب، أوجد الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أن خطاب المعارضة تعديل ناتج عن فشلها الفادح في الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث قام المرشح بالسداسية وسابق رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بشعار “سيغادرون السوريين”، على الرغم من ذلك فاز الرئيس أردوغان.
وأضاف في حديث مع الجزيرة مباشر: “أدرك أوزال أن توجيه اللوم نحو العرب والمهاجرين لم يؤثر على الناخب التركي، لذا قرر تصويب مسار الحزب وعدم الانجرار إلى مثل هذه القضايا التي أثرت سلباً على الاقتصاد”.
وأوضح: “الآن بعد فوز المعارضة في المدن الكبيرة والبلدات الكبرى، بدأت تتبين المسؤوليات الداخلية والخارجية لديها، وفي عالم السياسة يجب أن لا تكون لدى القوى السياسية أجندات عنصرية”.
عين
عن اقتراع انتخابات الرئيسية عام 2028
بينما، أوجد الكاتب والمحلل السياسي التركي طه عودة أوغلو واضحًا للمشهد أن الخطاب السياسي الخاص بأوزال يستهدف التلاعب بورقة اقتراعات عام 2028.
أكد عودة: “توجه أوزال نحو تعديل خطابه في سياق اللاجئين والعرب كان خطوة استراتيجية لدعم موقعه الجديد، إذ يريد أن يجسد لقادة حزبه قدرته على الوصول إلى سدة السلطة في الانتخابات الرئاسية لعام 2028، وهو رسالة ضمنية إلى أكرم إمام أوغلو الذي بذل جهدًا خلال انتخابات المجالس المحلية لتفرض فكرة كونه الرئيس القادم”.
وأشار إلى أن أوزال يتجه نحو مسارات متعددة، الأولى نحو الحزب وتنظيمه الداخلي، والثانية نحو إقناع الناخب التركي بقدرته على تسيير شؤون الحكم، وتأكيد أن أولوياته تكمن في مصلحة الشعب بكافة تياراته وانتماءاته المختلفة.
وأوضح أن “من أهداف أوزال تصعيد مسائل الأمة الجوهرية بدلًا من القضايا الفرعية كأزمة اللاجئين، وهذا بدأ يتكشف بعد لقاءه بأردوغان، مما يشير إلى وجود توافقات سياسية بين الحزب الحاكم وخصمه المعارض، وطموحه في التوافق مع كل الأحزاب لتحقيق ما بدأه خلال انتخابات المجالس المحلية السابقة وهو صول حزب الشعب الجمهوري على بر الحكم”.
مؤشرات مستقبلية لتركيا بعد تغيير خطاب المعارضة
في سياق آخر، وعن مسار تركيا المستقبلي بعد تغيير خطاب المعارضة، أوضح عودة أن له تأثيرات إيجابية كبرى على البلاد، مما بدا واضحًا في العلاقة الفعالة بين الحزب الحاكم وزعيم حزب الشعب الجمهوري الجديد، حيث توصلا لتفاهم في قضايا مهمة عدة أهمها توجيه بوصلة البلاد نحو المسار الصحيح.
وشدد على أن هذا التوافق سيكون له تأثير إيجابي على مجتمع الجاليات العربية في تركيا، خاصة بعد اللقاءات التي تمت بين مسؤولين في قطاع الهجرة ووزير الداخلية التركي علي يارلي كايا الذي أكد بوضوح ضرورة مراعاة وضع اللاجئين.
ومن جهته، أكد المحلل السياسي فراس رضوان أوغلو أن تحويل الخطاب والتوافق بين التيارات السياسية المتعددة سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات الخارجية لتركيا، خاصة مع الدول العربية، لدعم الاستقرار في المنطقة برمتها بما في ذلك سوريا.
وأوضح أن التوافق الخارجي لتركيا مع دول الخليج ومصر سيفتح أفاقًا جديدة لأنقرة في القطاعين السياحي والاقتصادي.