يقدم العمل من المنزل مستويات من الراحة والمرونة، لكنه يأتي مع بعض التحديات المتعلقة بالتركيز والإنتاجية. لذا، تعد كيفية تصميم مكتب منزلي في مساحة صغيرة من الوسائل الفعالة التي تساعد على تحسين بيئة العمل داخل المنزل.

اختيار المكان المناسب

يبدأ اختيار المكان المناسب للعمل بتحديد نوع المهام المطلوب إنجازها، كما يشير المهندس محمد عبد العظيم، المتخصص في تصميم وإدارة المنشآت الإدارية. من الضروري تخطيط المساحة بناءً على الأجهزة المستخدمة مثل الطابعة وشاشة الكمبيوتر. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنا نستخدم عدة شاشات، يجب أن نضبط المساحة لضمان راحة العمل.

للأعمال التي تتطلب أنشطة يدوية، ينبغي أن نتأكد من وجود طاولة بارتفاع مناسب ولون فاتح. بالنسبة للأعمال المكتبية، يجب تخصيص مساحة كافية للمكتب مع ترك متر تقريبًا للكرسي. في المساحات الضيقة، يمكن الاعتماد على المكاتب القابلة للطي أو استغلال الزوايا.

عند اختيار موقع المكتب، يُفضل توافر النقاط التالية:

• الابتعاد عن مناطق الحركة الأساسية في المنزل مثل غرفة المعيشة أو المطبخ.
• توفير مساحة مغلقة في حالة وجود أطفال.
• اختيار مكان قريب من نافذة لتوفير إضاءة طبيعية جيدة.
• التأكد من توفر اتصال جيد بشبكة الإنترنت.
• وجود نقاط كهربائية كافية لتقليل الأسلاك على المكتب.
• جودة نظام الصوت مع توصيل سليم للسماعات.

الإضاءة

تُعد الإضاءة الطبيعية هي الأنسب للمكتب، لذا يُفضل وضع المكتب بالقرب من النافذة. في حال الحاجة للإضاءة الصناعية، يجب اختيار كشافات ذات درجة حرارة لون 4000 كلفن للحصول على إضاءة طبيعية. يُفضل استخدام كشاف “ليد” مثبت أمام المكتب لضمان توزيع جيد للإضاءة. كما يجب أن تتراوح شدة الإضاءة بين 500 و600 لومن للحصول على أفضل تجربة عمل.

يمكن أيضًا إضافة جهاز تحكم في الإضاءة لضبط مستوى السطوع. وإذا كانت الغرفة مغلقة وبعيدة عن مصادر التهوية، من الضروري توفير تهوية جيدة بجانب المكيف، مع تجنب توجيه فتحات المكيف مباشرة نحو المكتب.

اختيار الأثاث

نصائح لتصميم مكتب منزلي مريح وفعال

يؤكد المهندس محمد عبد العظيم على أهمية اختيار الأثاث المناسب للمكتب المنزلي الذي يعدّ ضروريًا لراحة أكبر أثناء فترات الجلوس الطويلة. إليكم بعض التوصيات الرئيسية:

• يجب أن يكون ارتفاع المكتب المثالي حوالي 80 سنتمترا.
• وألا يقل عرضه عن 60-70 سنتمترا.
• يجب توفير مساحة لا تقل عن 100-120 سنتمترا للكرسي، مما يتيح الحركة بحرية.
• ينصح باختيار كرسي قابل لتعديل الارتفاع، مزود بمساند جانبية ومسند ظهر مريح لدعم العمود الفقري.

أهمية التنظيم والترتيب في مساحة العمل

يساهم الفوضى بشكل كبير في تقليل التركيز وزيادة التوتر. لذلك، من الضروري تزويد مساحة العمل بأماكن تخزين مناسبة للحفاظ على التنظيم، مما يسهم في رفع مستوى التركيز والثقة والإنتاجية. إذا كان العمل يتطلب وجود العديد من الأوراق والملفات، يمكن استخدام الفواصل والمجلدات وألوان الترميز لجعل المكتب أكثر ترتيبًا. وتعتبر وحدات الأدراج والمكتبات الحائطية خيارات فعالة لتخزين الأوراق المهمة بحسب المساحة المتاحة.

إضفاء الطابع الشخصي على مساحة العمل

بعد تأمين الأساسيات، يمكن إضافة لمسات خاصة لجعل مساحة العمل أكثر دفئًا وإلهامًا، مع الحفاظ على تناسقها مع تصميم المنزل. يمكن اختيار عناصر ديكور تعكس شخصية الفرد، مثل صورة عائلية أو اقتباس مفضل أو لوحة فنية. وبحسب المهندس عبد العظيم، فإن بعض العناصر التي يمكن إضافتها تشمل:

• الستائر.
• نباتات طبيعية أو صناعية.
• إضاءة المكتبة.
• سجادة.
• سبورة بيضاء لتدوين الأفكار.
• حامل لابتوب لرفعه إلى مستوى العين.
• مسند قدم ومسند ظهر.
• ركن صغير لإعداد القهوة.
• إضاءة جانبية.
• معطر جو كهربائي.

تشير الدراسات إلى أن تأثير الألوان يمكن أن يعكس سلوكنا وحالتنا النفسية. اللون الأزرق، على سبيل المثال، يضفي شعورًا بالهدوء ويعزز التركيز، بينما يعزز الأصفر المزاج الجيد والإبداع. لذلك، يمكن اختيار اللون المناسب لطلاء الجدران وفقًا للمزاج المطلوب، مع تقديم حلول لاستغلال المساحات المختلفة.

تخصيص مكان صغير للراحة

إذا كانت الإمكانيات تسمح، فيمكن تخصيص ركن صغير للراحة خلال فترات العمل، مما يساعد على التراجع والعودة لمهام العمل بتركيز أعلى. يمكن إضافة كرسي مريح وطاولة صغيرة ومنضدة مع شموع أو بخور، وتخصيص مساحة لحصيرة يوغا للتحرك قليلاً أثناء فترات الاستراحة.

المصدر: الجزيرة