تطور الكاتشاب على مر العصور: ليس اختراعا أميركيا

By العربية الآن


ليس اختراعا أميركيا.. رحلة تطور الكاتشاب عبر قرون

كاتشب كاتشب ketchup (بيكسابي)
الإكثار من تناول الكاتشاب قد يصيب بأمراض القلب والسكري لاحتوائه على نسب عالية من السكر والملح (بيكسابي)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>تُعتبر زجاجة الكاتشاب من العناصر الأساسية في ثلاجات العديد من المنازل حول العالم، حيث يُضيف 97% من الأسر الأميركية هذا المكون إلى وجباتهم. ومعروفة كجزء من ثقافة الوجبات السريعة مثل البطاطس المقلية والهامبرغر والنقانق، فإن الكثيرين قد يجهلون أن هذه الصلصة الحمراء التي غزت الأسواق العربية، تحت العلامة التجارية “هاينز”، لم تكن مُنشأة أميركية.

بداية اختراعه

بدأت قصة الكاتشاب كصلصة سمك مخمرة كانت تُستخدم في جنوب الصين حوالي عام 300 قبل الميلاد، حيث كانت تتكون من أحشاء الأسماك وفول الصويا. كانت هذه الصلصة سهلة التخزين خلال الرحلات البحرية الطويلة وبدت مشابهة لصلصة الصويا.

انتقلت الصلصة عبر طرق التجارة إلى إندونيسيا والفلبين، ومع حلول القرن الـ19، جلب البحارة البريطانيون هذه الصلصة لبلادهم، حيث سعوا لتكرار نكهاتها باستخدام مكونات محلية مثل المكسرات والفطر. وبحلول القرن ذاته، ظهرت وصفات متعددة لها في كتب الطبخ الإنجليزية.

البحارة البريطانيون جلبوا صلصة الطماطم إلى بلادهم بحلول القرن الـ17 (بيكسلز)

تضمنت أشهر وصفات الكاتشاب تلك التي استخدمت كمية من المحار مع بلح البحر، والفطر، والجوز، والليمون، والكرفس وبعض الفواكه مثل البرقوق والخوخ، والتي كانت تُنقع طويلاً في الملح.

ورغم أن الطماطم نقلت إلى أوروبا في القرن الـ16، إلا أنها لم تُستخدم في البداية بسبب اعتقاد أنها سامة. ولكن في عام 1817، ظهرت أول وصفة بريطانية تجمع بين الكاتشاب والطماطم مع مكونات أخرى مثل الأنشوجة والبهارات. ومع ذلك، لم يكتسب الكاتشاب هويته الأميركية إلا بعد اقترانه بالطماطم وتعبئته بشكل صناعي ليستقر كصلصة مشهورة.

ثورة الطماطم

في عام 1812، كتب العالم جيمس ميس، من ولاية فيلادلفيا، أول وصفة لتحضير صلصة الطماطم. وذكر بأن أفضل صلصة تأتي من “تفاح الحب”، الاسم الذي أطلق على الطماطم آنذاك. كانت وصفته تحتوي على لب الطماطم والتوابل والبراندي، لكنها افتقرت إلى الخل والسكر.

واجهت الصلصات المعتمدة على الطماطم مشكلة سريعة التحلل، ولكن إضافة الخل ساعدت في الحفاظ عليها. ثم، قدمت شركة هاينز وصفتها الشهيرة عام 1876، حيث تضمنت الطماطم، والخل المقطر، والسكر البني للتوازن مع الحموضة.

كما قدمت الشركة منتجاتها في زجاجات شفافة، مما مكن العملاء من رؤية المنتج قبل الشراء، مما عزز الثقة بجودة الكاتشاب وزاد الإقبال عليه.

قبل إدخال الخل كمكون أساسي، واجهت الصلصات المعتمدة على الطماطم مشكلة سرعة التحلل (غيتي إيميجز)

مخاطر الكاتشاب

في منتصف القرن التاسع عشر، واجه إنتاج الكاتشاب مشاكل عديدة قبل أن يصبح المنتج بالشكل المعروف اليوم. كانت سوء بطرق التعامل والتخزين أحد أهم الأسباب، مما أدى إلى تلوث الصلصة ببكتيريا وخمائر وعفن.

حسب تقرير من ناشيونال جيوغرافيك، كشفت التحقيقات في ذلك الوقت أن الكاتشاب التجاري كان يحتوي على مستويات عالية من المواد الحافظة، منها قطران الفحم الذي كان يستخدم لإضفاء اللون الأحمر، وبنزوات الصوديوم الذي يعمل على إبطاء عملية التلف.

مع نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت البنزوات تُعتبر خطرًا على الصحة. قاد الكيميائي الأمريكي هارفي واشنطن وايلي حملة ضد هذه المواد الحافظة الضارة، مؤكدًا أن استخدام مكونات ذات جودة عالية ومعالجتها بشكل صحيح تقلل الحاجة لهذه المواد.

في هذه الفترة، تعاون وايلي مع هنري جيه هاينز، رجل الأعمال من بيتسبرغ الذي بدأ إنتاج الكاتشاب عام 1876. وقد أطلق هاينز منتجًا من الكاتشاب خاليًا من المواد الحافظة، معتمدًا على وصفة تتضمن الطماطم الناضجة الغنية بمادة البكتين الطبيعية التي تنتج كمواد حافظة، وزيادة كبيرة في كمية الخل لتقليل مخاطر التلف. حاز هاينز على نجاح كبير وسرعان ما سيطرت علامته التجارية على السوق.

بحلول عام 1905، أصبح الكاتشاب المصنوع من الطماطم هو الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة وأوروبا بفضل طعمه الفريد الذي يجمع بين الحلاوة والحموضة، وانتشر هذا المنتج في جميع أنحاء العالم. وبلغت مبيعات هاينز 5 ملايين زجاجة سنويًا في أوائل القرن العشرين، حيث تبيع اليوم أكثر من 650 مليون زجاجة سنويًا.

على الرغم من تجاوز مخاطر المواد الحافظة، فإن الاستهلاك المفرط للكاتشاب قد يؤدي إلى مشاكل صحية، وفقًا لتقرير من “هيلث لاين”. يحتوي الكاتشاب على نسب عالية من السكر والملح، مما يمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الكاتشاب منتجًا شديد الحموضة، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حرقة المعدة والارتجاع. لذلك، يوصي موقع “هيلث لاين” بتناول الكاتشاب بشكل معتدل، حيث إن الاعتدال في تناوله لا يحمل الكثير من المخاطر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version