تطوير الأشباه الموصلة يستند على 380 مليار دولار والمنافسة الشرسة بين الكبار

By العربية الآن



تطوير الأشباه الموصلة يستند على 380 مليار دولار والمنافسة الشرسة بين الكبار

الدكتور فلاديمير ستروبينسكي، مخترع أسلوب جديد قائم على التبلور لإنتاج الغرافين، يعرض عينة من الغرافين في مختبره في معهد تكنولوجيا المواد الإلكترونية (itme) في وارسو، بولندا، 20 ديسمبر 2013. طور العلماء البولنديون من itme تكنولوجيا مسجلة لإنتاج الغرافين بتكلفة منخفضة والحصول على المادة بأعلى جودة. بدأت بولندا في 18 ديسمبر 2013 تصنيع منتجات تعتمد على الغرافين، وهي مادة فائقة القوة والمرونة بإمكانها استخدامها في شرائح البلورات النصفية والشاشات القادمة.  epa/leszek szymanski poland out
دول العالم قد تخصص 380 مليار دولار لتقوية إمكانيات الإنتاج من الأشباه الموصلة (الأوروبية)
تقدم الولايات المتحدة وحلفاؤه بمبلغ يصل إلى 81 مليار دولار لتطوير الجيل القادم من الأشباه الموصلة. ووفقًا لتقرير بلومبيرغ، يعد هذا الاستثمار الإستراتيجي جزءًا من مبادرة دولية أوسع، حيث قامت الحكومات حول العالم بتخصيص ما يقرب من 380 مليار دولار لتعزيز قدرات الإنتاج المحلية في

تقدم الشركات الضخمة مثل شركة “إنتل” وشركة تايوان لصناعة الأشباه الموصلات (تي إس إم سي)، مثالاً على هذا التدفق الكبير من الأموال، الذي يشكل منعطفًا مهمًا في المنافسة التكنولوجية المستمرة مع الصين. تسعى الصين -وفقًا للوكالة- إلى تحقيق تفوق تنافسي في صناعة الأشباه الموصلات العالمية.

منعطف حاسم في التحدّي التقني

تمامًا كما قال جيمي غودريتش، واحد من كبار مستشاري التكنولوجيا الاستراتيجية لشركة “راند”، فإن خطورة هذه المنافسة لا علاقة لها بالشك. الصين واحدة منافسة تقنية عظيمة، بالأخص في مجال الأشباه الموصلات. إنه شغف تتبع كل من الجانبين كهدف رئيسي لهما في استراتيجياتهما الوطنية.

تشير بلومبيرغ إلى أن هذا الوضع يبرز المخاطر الكبيرة المترتبة عن هذه المعركة، ويسلط الضوء على أهمية الأشباه الموصلات ليس فقط في مجال التكنولوجيا، بل كمكوّن أساسي في الأمن القومي والازدهار الاقتصادي.

دور مواجهة الأشباه الموصلات

أبرز النقص العالمي في الرقائق خلال جائحة كوفيد-19 أهمية الأشباه الموصلات في تعزيز الأمن الاقتصادي والابتكار التكنولوجي. تعتبر الاستثمارات الحالية محاولة لمعالجة تحديات رئيسية، مثل تنشيط المشهد التكنولوجي الأمريكي وتأمين تفوق تنافسي في مجالات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الحفاظ على الاستقرار الجيوسياسي، بشكل خاص مع تايوان.

إثارة التمويل في الولايات المتحدة

اتخذت الولايات المتحدة خطوات جريئة لاستعادة الريادة في تصنيع الأشباه الموصلات. قانون الرقائق والعلوم لعام 2022، الذي أصدره الرئيس جو بايدن ويخصص 39 مليار دولار في صورة منح لمصنعي الرقائق، يمثل جزءًا أساسيًا من هذا الجهد لتعزيز الإنتاج المحلي للأشباه الموصلات المتطورة، بهدف خلق فرص عمل كبيرة وتأمين السيادة التكنولوجية.

الاستجابة العالمية ولصراع القدرات

يتدافع الاتحاد الأوروبي ومنطقة آسيا للمضي قدمًا في سباق التسلّح التكنولوجي، حيث أطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة بقيمة 46.3 مليار دولار لتعزيز قدرته على تصنيع الأشباه الموصلات. من جهتها، تعمل اليابان والهند على زيادة استثماراتهما، مع تركيز طوكيو على مشاريع “تي إس إم سي”، ودعم نيودلهي لمشروع مجموعة “تاتا” لتصنيع الرقائق.

مخاطر زيادة الإنتاج

مع تزايد سباق الدول نحو زيادة قدراتها في مجال الأشباه الموصلات، يحذر خبراء الصناعة من المخاطر المحتملة. يُشير خبراء من برنشتاين إلى أن هذا الاستثمار الضخم في التصنيع المدفوع حكوميًا، وليس سوقيًا، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تخمة إنتاجية قد تسبب اضطرابات اقتصادية كبرى في السوق العالمية للأشباه الموصلات.

خطوات الصين المضادة وضبط التصدير

وفي هذا السياق، تُظهر تقارير بلومبيرغ أن الصين بذلت جهوداً مكثفة لتعزيز قدراتها في مجال الأشباه الموصلات، خاصة فيما يتعلق بالرقائق القديمة والبدائل المحلية للتكنولوجيات الغربية المتقدمة.

خبراء الصناعة يحذرون من المخاطر المحتملة جراء اندفاع الدول لدعم الصناعة (رويترز)

تفضلت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال زيارتها للفلبين بالقول “لا يمكننا أن نتيح للصين الوصول إلى التكنولوجيا الأكثر تقدما لدينا لتحقيق تقدمها العسكري”.

حرب تقنية تظهر في الأفق

تسلط الاستثمارات والمناورات الإستراتيجية الجارية في مجال صناعة المواد النصفية الضوء على المنافسة التكنولوجية والجيوسياسية الأوسع بين الولايات المتحدة والصين، والمنتظر أن تتصاعد بشكل مستقل عن القيادة الرئاسية الأميركية.

إن هذه المعركة حول المواد النصفية لا تقتصر فقط على التفوق الاقتصادي والتكنولوجي، بل تتشابك بعمق مع الأمن القومي والاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الاقتصادية الدولية.

المصدر : بلومبيرغ



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version