تشهد إسرائيل حراكًا احتجاجيًا في أكثر من 40 منطقة تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث يهدد المتظاهرون بتصعيد الاحتجاجات ضد حكومة بنيامين نتنياهو إذا لم يتم تحقيق ذلك.
ففي مدينة رحوفوت، الواقعة جنوب تل أبيب، تجمع مئات الإسرائيليين في مظاهرة للمطالبة بإتمام صفقة تبادل الأسرى فورًا، مؤكدين على وجوب عدم عودة الوفد المفاوض دون التوصل إلى اتفاق. كما شهد مفرق عيمعاد في الجليل الأعلى تجمعًا حاشدًا، حيث رفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارة “جميعنا مختطفون”، مطالبين بالإسراع في تنفيذ الصفقة.
تستمر عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة في تنظيم المظاهرات للضغط نحو إبرام صفقة التبادل. وأفادت العائلات بأن الشروط الجديدة التي وضعها نتنياهو تعوق جهود الوصول إلى الصفقة ووقف إطلاق النار في غزة. وفي بيان لهم، أوضحت العائلات أن الأغلبية في إسرائيل، إضافة إلى المنظومة الأمنية الأميركية، تدعم إبرام الصفقة، لكن هناك قلة من العناصر المتطرفة تعارضها.
وفي مؤتمر صحفي أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، اتهمت العائلات نتنياهو بعرقلة جهود الـتفاوض بإضافة شروط جديدة. وحذرت، في بيان تلاه أحد أفراد العائلة، من أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ حياة أبنائهم المحتجزين منذ أكثر من عشرة أشهر. كما أبدت مخاوفهم من أن عدم إتمام الصفقة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، مشيرين إلى أن إسرائيل تواجه مفترق طرق بين إنقاذ المختطفين أو إشعال صراع إقليمي واسع.
وأشارت العائلات إلى أن “كل يوم يمر دون الاتفاق يمثل مغامرة بحياة الأسرى ومستقبل المنطقة”، مُشددة على ضرورة إبرام الصفقة خلال هذا الأسبوع. كما هددت بتنظيم احتجاجات كبيرة في جميع أنحاء البلاد في حال عدم تحقق ذلك.
وفي هذه الأثناء، خرج متظاهرون إسرائيليون أمام منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ للمطالبة بالصفقة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه نشب جدال صاخب بين هرتسوغ وأسر المحتجزين في غزة، الذين وجهوا له انتقادات بشأن تقصيره وطالبوه بإقالة الحكومة. وفي رده، دعا هرتسوغ إلى ضرورة طرد ما سماهم “الكاهانيين” من الحكومة، بما في ذلك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وخلال يومين من المحادثات في الدوحة بحضور وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، أعلن الوسطاء أن الولايات المتحدة قدمت مقترحًا جديدًا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك استعدادًا لمزيد من المناقشات في القاهرة قبل نهاية الأسبوع. وأعرب نتنياهو في بيان عن تمسك حكومته بشروط ترفضها حماس بشكل قاطع، فيما حذر كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الموساد ديفيد برنيع من أن تلك الشروط قد تعطل التوصل للصفقة.
وتواصل تل أبيب، بدعم من الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، التي امتدت لأكثر من 11 شهرًا، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 132 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10 آلاف شخص مفقود، في ظل دمار واسع النطاق ومجاعة مميتة.
رابط المصدر