تعزيز الجرح نحو الشفاء!

By العربية الآن



ارتقاء الجرح!

1723822170 386 تعزيز الجرح نحو الشفاء
أين إحساسك بالآخرين عندما تتفوه بسموم كلماتك المنحطة؟ (مواقع التواصل)
تتجمع في حياتنا شخصيات متعددة، ومع تلك التحديات نواجه كلمات جارحة تحمل سمومًا تؤذي قلوبنا! وغالبًا ما نسمع مثل تلك الكلمات تُقال بحق الآخرين، مما يجعلنا نشعر كأنها موجهة إلينا، فنعتقد أننا في موقف لإنقاذهم من غرق السلبية.

قبل أن نتحدث عن الجروح، أوجه سؤالًا للجارح: أين شعورك بالآخرين حينما تتفوه بتلك الكلمات المؤلمة؟ ماذا عن ضميرك وأنت تترك المجروح يعاني بمفرده؟

دعونا نستعرض بعضًا من العبارات التي أصبحت شائعة، مثل: “أنت فاشل وضعيف”، و”لن تحقق شيئًا في حياتك”، و”لا أفتخر بك”، وغيرها من الكلمات التي تصدر عن أشخاص يفتقرون إلى الوعي ويتلذذون بإيذاء الآخرين. هذه الكلمات تترك أثرًا عميقًا في القلب، حيث لا يمكن أن تشفى إلا بالانتقام، حتى وإن كان متأخرًا. كما قال الله تعالى في سورة الروم: {ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون}.

وعندما نتحدث عن الجرح، أكرر سؤالي للجارح: أين شعورك بالآخرين؟ كيف تسمح لنفسك بتركهم ينزفون في صمت؟ كما أنه من الضروري معرفة كيفية التعامل مع الآلام الناتجة عن الكلمات الجارحة.

يمكن القول إن تأثير الكلمات السلبية على الأفراد يمكن أن يكون وخيمًا، كما تظهر قصة شخصية تعرضت للتنمر خلال الدراسة، التي استمرت آثارها حتى بعد مرور 25 عامًا. شخصٌ واجه عواقب وخيمة بسبب كلمات قاسية استُخدمت ضده.

نادراً ما نجد مبررات مقبولة لجعل الكلمات السلبية تنطلق من أفواه الآخرين. بيقول أحدهم: “أنا قلت هذا لأحفزه!”، وهو عذر غير مقنع. فالكلام الطيب هو ما ينصحنا به الله، كما ورد في سورة إبراهيم: {ألم ترَ كيف ضرب الله مثلًا كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء}. وفي سورة البقرة، قال: {وقولوا للنّاس حسنًا}.

مزاجك، كخليفة لله على الأرض، لا يستحق أن يتأثر بكلمات بلا قيمة.

لو كانت الكلمات السلبية مقبولة، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليشعر بالأسى جراءها. لقد أخبره الله في سورة الحجر: {إنّا كفيناك المستهزئين}. وفي آية تالية، أبدا تعاطف الله مع نبيه: {ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون}.

لتكون قادرًا على مواجهة الكلمات الجارحة، يجب عليك تقبل فكرة أن الناس قد يجرحونك. كما يقول الحكماء: “لا تستطيع منع الآخرين من طرق بابك، ولكن يمكنك اختيار عدم فتح الباب”. يجب أن لا تتوقع الكثير من الآخرين، لأنهم أيضًا يحملون جروحهم الخاصة.

لنتجاوز تلك المحنة، ونأخذ العبرة: “كل نار تستبطن نوراً”. فربما تكون الكلمات الجارحة دافعًا لك نحو القوة، كما قال الشاعر:

بعض الجروح إن صابت القلب تنهيه .. وبعض الجروح تـزوّد القلب قوّة.

وجلال الدين الرومي يوضح ضرورة مواجهة الجروح بعقل مفتوح، إذ يقول: “لا تجزع من جرحك، وإلا كيف للنور أن يتسلل إلى باطنك؟”.

عندما تواجه كلمات المديح، استمتع بها واملأ رصيدك من المشاعر الإيجابية، حتى تتمكن من مواجهة السلبية مستقبلاً. عليك أن تشعر بالقوة والثقة.

فمزاجك، كخليفة لله في الأرض، لا يجب أن يتأثر بكلمات غير مرتبطة بالاحترام، فالكلمات تحمل تأثيرًا قويًا يفصل بين الحياة والموت، كما جاء في سورة المائدة: {ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعًا}.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version