تعزيز صناعة الفخار في غزة لسد احتياجات الأواني بعد الحرب الإسرائيلية

By العربية الآن

انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل

تجدد صناعة الفخار التقليدية في قطاع غزة، بعد سنوات من التراجع، لمساعدة الفلسطينيين في مواجهة نقص حاد في الأطباق وأواني الطعام، في أعقاب الحروب المستمرة التي دمرت القطاع.

طلب عالي على الأواني الفخارية

أكد جعفر عطا الله (28 عاما)، صاحب ورشة فخار في دير البلح، أن هناك “طلبا غير مسبوق” على الأطباق والأواني الفخارية، مشيرًا إلى أن صناعة الفخار باتت بديلاً يلبي احتياجات النازحين.

عطا الله، الذي ينتمي لعائلة معروفة في هذا المجال، يعمل بلا توقف لتلبية الطلب المتزايد، ويستطيع إنتاج حوالي 100 قطعة فخارية يوميًا تشمل الأواني للحساء والإبريق والأكواب.

قبل الحرب، كان ينتج حوالي 1500 قطعة يوميًا، ولكن القتال المستمر منذ 14 شهرًا أثر بشكل كبير على صناعة الفخار في المنطقة.

إقبال كبير على أواني الفخار بغزة بسبب انقطاع الأواني المعدنية والبلاستيكية (رويترز)

ارتفاع الأسعار بسبب الطلب المتزايد

أدى الطلب الكبير على الأواني الفخارية إلى زيادة ملحوظة في الأسعار، حيث يبيع عطا الله كل قطعة بسعر 10 شيكلات (حوالي 2.7 دولار)، وهو مبلغ يعادل تقريباً خمسة أضعاف سعرها قبل الحرب.

تعاني غزة من حصار خانق منذ عام 2007، وقد زادت الضغوط الاقتصادية بشكل كبير عقب الحرب. تعاني المناطق من صعوبات في إدخال السلع الأساسية بسبب القيود الإسرائيلية، مما أثر بشكل كبير على الصناعات المحلية.

بالإضافة إلى ذلك، توقفت العديد من المصانع عن الإنتاج بسبب الضرر الناتج عن الحرب أو نقص المواد الخام وانقطاع الكهرباء. كما تعاني المستشفيات في غزة من نقص في الوقود لتشغيل مولداتها، مما يؤثر سلبًا على مستوى الرعاية الصحية المتاحة.

حياة جديدة لمعارض فخار صغيرة

في ظل الأوضاع الراهنة، أقام عطا الله ورشة صغيرة في خيمة بلاستيكية، حيث يقوم بصناعة الأواني الفخارية بنفسه باستخدام الطين الأحمر، ثم يتركها لتجف في الشمس. في السابق، كان يستخدم آلات وتجفف الأواني في أفران مخصصة.


أهالي قطاع غزة لجؤوا إلى الأواني الفخارية مع تكرار النزوح (رويترز)

زيادة الطلب على الأواني الفخارية

على الرغم من توفر الأواني المعدنية والألمنيوم والزجاج، فقد اتجهت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى استخدام الأواني الفخارية، إذ يفضلون إعداد الأطعمة التقليدية فيها وذلك لمذاقها المميز. تشير لارا الترك إلى أنها في أحد الأيام، وبعد 13 شهرًا من الحرب، ذهبت لشراء أدوات المائدة، لكن ما حصلت عليه كان إناءً فخاريًا وحسب.

التحديات الاقتصادية

لارا، التي تعيش في مركز إيواء مؤقت، تقول إن سعر الإناء الفخاري تضاعف مقارنةً بما كان عليه قبل الحرب. ومع توافر الخيارات المحدودة في الأسواق، فإن الأطباق القابلة للاستخدام مرة واحدة هي البديل الآخر المتاح.

حاجة المياه في وقت النزوح

في ظل الأوضاع الصعبة، ومع توقف شبكة المياه، أصبح استخدام الأواني الفخارية أساسيًا للحفاظ على برودة المياه وصلاحيتها للشرب، وذلك للنازحين الذين يستفيدون من نقاط توزيع المياه التي تقدمها المنظمات الإنسانية.

النزوح الداخلي وتأثيره على السكان

وبسبب الحرب، نزح حوالي 2.4 مليون شخص في قطاع غزة على الأقل مرة واحدة خلال العام الماضي، حيث يعيش أكثر من 1.5 مليون منهم في خيام أو مراكز إيواء، بينما يواجه عدد كبير منهم ظروفًا صعبة على الأرصفة.

التكيف مع الأزمات المستمرة

مع تزايد الحاجة والنزوح، تنخفض الأمتعة التي يحملها النازحون، حيث أصبحت وسائل النقل التقليدية مثل الحمير أكثر شيوعًا بسبب نقص الوقود. لذا، يسعى سكان غزة جاهدين لإيجاد طرق مبتكرة لمواجهة التحديات الراهنة.

المصدر: الفرنسية

رابط المصدر


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version