تقرير سنوي: كيف أصبحت حرب غزة دافعًا لانتشار الإسلاموفوبيا في أوروبا

By العربية الآن


تقرير سنوي: حرب غزة تعزز الإسلاموفوبيا في أوروبا

تقرير سنوي كيف أصبحت حرب غزة دافعًا لانتشار الإسلاموفوبيا في حرب غزة حرب غزة
تقرير “الإسلاموفوبيا في أوروبا” الذي يراقب الأوضاع في 34 دولة أوروبية، يشير إلى زيادة ملحوظة في الاعتداءات الجسدية واللفظية على المسلمين بعد الحرب الإسرائيلية على غزة (غيتي)

كشف تقرير حول الإسلاموفوبيا في أوروبا، نشر يوم السبت الماضي، أن الحرب الإسرائيلية على غزة أثرت سلباً على المجتمعات الأوروبية، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في جرائم الكراهية ضد المسلمين، فضلاً عن تفشي الخطابات المعادية للمسلمين.

التقرير، الذي أعده الأكاديميان أنس بيرقلي من الجامعة التركية-الألمانية وفريد حافظ من جامعة ويليام وماري، يراقب الأوضاع في 34 دولة أوروبية.

ارتفاع الاعتداءات على المسلمين

أشار التقرير إلى تزايد ملموس في الاعتداءات الجسدية واللفظية على المسلمين بعد الحرب، حيث سجلت حالات في دول مثل النرويج وإسبانيا واليونان.

كما لاحظ التقرير أن بعض الحكومات الأوروبية قد صورت التضامن مع فلسطين كنوع من الإرهاب، مع فرض إجراءات مشددة مثل حظر المظاهرات وفرض غرامات على رموز الدعم لفلسطين.

التداعيات على الأفراد والمحتجين

على سبيل المثال، في ألمانيا، واجه من ينتقدون الحرب الإسرائيلية ردود فعل قاسية من الإعلام والسياسيين. بينما فرضت الحكومة الفرنسية غرامة قدرها 135 يورو على عرض رموز مثل الكوفية والأعلام المؤيدة لفلسطين، حسبما ورد في التقرير.

وفي الدانمارك، أعلنت الحكومة عن تحقيقات حول ما إذا كانت الاحتجاجات تؤيد الإرهاب وتدرس اتخاذ إجراءات قانونية ضدها.

ذكر التقرير أن العام 2023 شهد تأثير الحرب في فلسطين بشكل ملحوظ على حياة المسلمين في أوروبا، حيث تم تصوير النزاع كحرب دينية بين جماعتين.

معاداة المسلمين في أوروبا

تناول التقرير أيضاً ارتفاع معاداة المسلمين في العديد من الدول الأوروبية، واعتراف بعض الدول باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا. كما سلط الضوء على المعلومات المضللة ضد المسلمين في قنوات الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي.

ونبه التقرير إلى أن الأحزاب اليمينية المتطرفة تستخدم الإسلاموفوبيا لتحقيق مكاسب سياسية، مما يؤثر سلباً على وضع المسلمين في المجتمع.

حالة المسلمين في فرنسا وسويسرا

فيما يتعلق بفرنسا، أكدت الباحثة كوثر نجيب من جامعة ليفربول أن تصريحات الرئيس ماكرون خلال الحرب ساهمت في تصاعد العنصرية ضد المسلمين. وأعربت عن قلقها بشأن حظر الحجاب في المدارس وتأثير ذلك على الطلاب المسلمين.

وفي سويسرا، أكدت الباحثة ناديا لهديلي أن 2023 شهدت 1058 حادثة إسلاموفوبية، وزادت هذه الحالات في أماكن العمل، حيث تعاني النساء المحجبات من صعوبات في الترقية وتعرضن للاعتداءات المعادية للإسلام.

رابط المصدر

التصريحات العدائية التي تبنتها شخصيات مثل القومي الصربي ميلوراد دوديك، أضعفت الطابع متعدد الثقافات في البوسنة (رويترز)

الإسلاموفوبيا في البوسنة

أكد الأكاديمي من جامعة سراييفو، حكمت كاراجيتش، أن البوسنة والهرسك شهدت في عام 2023 انتشار الإسلاموفوبيا التي تعود جذورها لتاريخ طويل.

أشار كاراجيتش إلى أن الأحداث في البوسنة شبيهة بما جرى في فرنسا وسويسرا. وأوضح أن التصريحات العدائية التي جاءت من شخصيات مثل القومي الصربي المتطرف ميلوراد دوديك ساهمت في تآكل الطابع متعدد الثقافات في العاصمة سراييفو.

وذكر التقرير أن الخطاب الذي تطوره بعض الصرب ضد المسلمين، بغرض الحصول على دعم اقتصادي من حلفائهم اليمينيين في أوروبا، أدى إلى تطرف السكان غير الصرب. كما لفت إلى إغلاق العديد من المساجد في محاولة لمحو التراث الثقافي، بما في ذلك بناء فندق على أرض كانت مخصصة لإنشاء مسجد.

أظهر التقرير أن الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف المسلمين في البوسنة، مما يعزز الخوف وعدم الأمان بين المواطنين.

وأشار التقرير إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية الصربية وبعض السياسيين البارزين، مثل المخرج السينمائي الكندي الصربي بوريس مالاغورسكي، قد عززوا الإسلاموفوبيا في البلاد.

ورش ضد التطرف في النمسا

قال فريد حافظ إن النمسا شهدت تغييرات عديدة بعد الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أشار التقرير إلى تنظيم ورش لمكافحة التطرف في المدارس النمساوية، حيث تم استخدام الخطاب المعادي للإسلام، كما تم نشر الشرطة في المدارس لمنع المظاهرات التي تؤيد فلسطين.

قامت الشرطة النمساوية بقمع الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار، ووصفت تلك الاحتجاجات بأنها دعم لحركة حماس.

بالإضافة إلى ذلك، تم الإشارة إلى أن النمسا كانت من بين الدول العشر التي صوتت ضد وقف إطلاق النار في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التقرير دعا لاتخاذ تدابير قانونية لمكافحة الإسلاموفوبيا، وحث الحكومات الأوروبية على التصدي للتمييز المنهجي (شترستوك)

سياسات الإسلام بالقارة الأوروبية

يسلط التقرير الضوء على الإخفاق المستمر للحكومات الأوروبية والأحزاب السياسية في الاعتراف بالإسلاموفوبيا كقضية حقيقية. تجلى هذا الإنكار في اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا الذي أقرته الأمم المتحدة عام 2022، والذي مرّ دون اهتمام يُذكر في القارة الأوروبية.

ينتقد التقرير بعض الأنظمة القانونية في دول مثل فرنسا وفنلندا بسبب السياسات التي تستهدف الممارسات الدينية للمسلمين، بما في ذلك حظر الملابس الدينية. تظهر أحكام بعض المحاكم تناقضاً واضحاً حيث تميز بين القرارات، مما أدى إلى فشل حماية المسلمين من التمييز المنهجي في مجالات العمل والتعليم والسكن.

تم تحديد وسائل الإعلام الرئيسية واليمين المتطرف كأطراف رئيسية في نشر روايات الإسلاموفوبيا، من خلال تعزيز الصور النمطية السلبية عن المسلمين. بعد حرب غزة في أكتوبر 2023، شهدت منصات التواصل الاجتماعي زيادة كبيرة في المحتوى المعادي للمسلمين، بما في ذلك المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.

وثقت تقارير من دول مثل النرويج، وإسبانيا، واليونان ارتفاعاً حاداً في جرائم الكراهية ضد المسلمين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية واللفظية، خاصة بعد الحرب. وكانت النساء المسلمات اللواتي يرتدين الملابس الدينية الأكثر تعرضًا للتمييز في مجالات التعليم والإسكان.

حدد التقرير القطاع التعليمي كأحد المجالات الحرجة التي تساهم في تعزيز الإسلاموفوبيا. حيث أظهرت مدارس ومؤسسات أكاديمية في دول مثل كوسوفو وصربيا سياسات تمييزية، واعتمدت تاريخًا محرفًا يعزز السرديات المعادية للمسلمين.

دعا التقرير إلى اتخاذ تدابير سياسية وقانونية ومجتمعية قوية لمكافحة الإسلاموفوبيا، وحث الحكومات الأوروبية على التصدي للتمييز المنهجي وتعزيز الجهود لحماية المسلمين من تصاعد العنصرية وجرائم الكراهية.

المصدر: الجزيرة + وكالات

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version