تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة: «سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»

By العربية الآن

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، عن تنفيذ عمليات تكتيكية جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مما أثار العديد من التساؤلات بين الفلسطينيين والمراقبين حول الدوافع وراء هذه الإجراءات.

في التاسع عشر من الشهر الحالي، أفادت «القسام» بأن أحد عناصرها نفذ عملية طعن استهدفت ضابطًا إسرائيليًا و3 جنود، وتمكن من اغتنام أسلحتهم. وفي اليوم التالي، اغتال عنصر آخر قناصًا إسرائيليًا ومساعده، ثم نجح في التسلل إلى مجموعة مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بحزام ناسف، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.

لقطة من فيديو نشرته «حماس» تظهر المعارك الدائرة بين «القسام» والقوات الإسرائيلية في غزة (أرشيفية – أ.ف.ب)

هذه العمليات تعد الأولى من نوعها في سياق الحرب الحالية، حيث أعلن «القسام» عن تنفيذ عمليات بأشكال وطريقة جديدة. كانت العملية التفجيرية الأخيرة الثانية من نوعها منذ فترة طويلة، حيث تم تنفيذها أيضًا بالتنسيق مع «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، التي شنت عملية تفجير في تل أبيب في أغسطس الماضي.

تغير الظروف الميدانية

أشارت مصادر من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن العمليات تم تنفيذها في سياق ظروف ميدانية حرجة نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة في مناطق شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.

وفقًا لنفس المصادر، فإن الممارسات القتالية للجيش الإسرائيلي نجحت في تحييد العديد من قدرات المقاومة، إلا أنها في الوقت ذاتها تلقت ضربات في معارك لم تكن تتوقعها منذ بداية الحرب.

تشييع جندي إسرائيلي قُتل في مواجهة مع مقاتلي «القسام» في غزة (أرشيفية – رويترز)

أوضحت المصادر أن المقاومين في الميدان يحددون خططهم دون توجيهات عليا، ويقومون بالإبلاغ عن العمليات بعد تنفيذها، حيث قد تأخذ بعض العمليات وقتًا قبل الإعلان عنها، وذلك وفق الظروف الميدانية.

وقد أشار «أبو عبيدة»، المتحدث باسم «كتائب القسام»، في تصريحاته الأخيرة إلى استعدادهم لخوض حرب استنزاف طويلة، معتمدين على تكتيكات «حرب العصابات». وقد لوحظ عدم تعليق إسرائيل على تلك العمليات.

مقاتلان من «كتائب القسام» خلال عرض عسكري قرب الحدود مع إسرائيل بوسط قطاع غزة 19 يوليو 2023 (رويترز)

تراجع القدرات القتالية

تشير المصادر الميدانية في غزة إلى أن استخدام مثل هذه التكتيكات يدل على أن المسلحين قد فقدوا العديد من الأدوات العسكرية، ومع مرور أكثر من 70 يومًا على القتال، فإن ذلك يدل على واقعهم القتالي. وتؤكد المصادر أن فصائل المقاومة تعاني من تراجع في قوتها وجاهزيتها نظراً للضغط المستمر من القوات الإسرائيلية.

مقاتلون من «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» في قطاع غزة (أرشيفية)

وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلي قام باستهداف مكثف لمخازن الأسلحة بالتزامن مع الضغط العسكري، مما جعل بعض العناصر القتالية تفقد قدراتها، لكن بعض الأسلحة الجديدة لا تزال متاحة للمسلحين.

رسائل موجهة للإسرائيليين

تشير مصادر حركة «حماس» إلى أن العمليات الأخيرة قد تكون بداية لسلسلة من العمليات المستقبلية، وتعهدت بالاستمرار في المقاومة من خلال تكتيكات مختلفة في حال نفاد الذخيرة، بما في ذلك العودة لاستخدام «السلاح الأبيض» لتنفيذ عمليات طعن.

وأكدت المصادر أن المقاومة ستستمر بكافة الوسائل المتاحة، لتكون تلك رسالة واضحة إلى الاحتلال الإسرائيلي بأن أي وجود قوات إسرائيلية في غزة سيكون له ثمن.

ووفقًا للمحلل العسكري العقيد المتقاعد من غزة، منير حمد، فإن «حماس» استخدمت مجموعة من التكتيكات العسكرية منذ بداية الحرب، مما شكل مفاجأة للقوات الإسرائيلية. وتعد العمليات الجديدة مؤشرًا على تكتيك قد تكرر استخدامه في المستقبل.

وتنبأ بأن العمليات الانتحارية قد تؤدي إلى تحقيق مكاسب للمقاومة، رغم المخاطر التي تهدد civilians الفلسطينيين.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version