يعتبر المال عنصراً أساسياً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية رئيس الولايات المتحدة. في انتخابات عام 2008، جمع الديمقراطيون مبلغاً قياسياً بلغ 1.2 مليار دولار، وكان باراك أوباما وحده قد جمع 778 مليون دولار من هذا المبلغ. ومع ذلك، هذا الرقم القياسي تحطم في انتخابات 2020، حيث جمع الديمقراطيون 3.2 مليارات دولار، مع أكثر من مليار دولار لكل من جو بايدن ومايك بلومبيرغ، بينما جمع ترامب أكثر من 800 مليون دولار، وفقاً لموقع فجيوال كابيتاليست.

لا تختلف الأمور في الانتخابات الحالية، حيث أفادت لجنة الانتخابات الفدرالية، المسؤولة عن تتبع التبرعات الانتخابية والموازنات، أنه حتى الآن تم جمع 1.09 مليار دولار من قبل جميع المرشحين.

آلية جمع التبرعات

تتمثل طرق تمويل الحملات الرئاسية في:

• التبرعات الفردية: تجمع لجان الحملات الأموال مباشرة من الأفراد لدعم المرشحين لعام 2024. يسمح للأفراد بالتبرع بمبلغ 3300 دولار لكل مرشح في كل انتخابات، بزيادة تقدر بـ 400 دولار مقارنة بالدورة الانتخابية لعام 2022، مما يعني أنه يمكن أن يصل مجموع التبرعات للفرد إلى 6600 دولار بين الانتخابات التمهيدية والعامة.
• اللجان السياسية: اللجان الخارجية مثل لجان العمل السياسي الفائقة يمكنها جمع أموال غير محدودة، ولكن لا يجوز لها التعاون بشكل مباشر مع المرشحين وفق ما أفادت به “سي إن إن”.

تلتزم اللجان التي تتلقى أموالاً عامة باتباع حدود الإنفاق والاحتفاظ بسجلات دقيقة لأنشطتها المالية. بعد الانتخابات، تتولى لجنة الانتخابات الفدرالية مراجعة هذه اللجان، وفي حال وجود تجاوزات أو استخدام للأموال العامة بشكل غير مصرح، يتوجب على اللجنة إعادة المبلغ إلى وزارة الخزانة الأميركية.

يمثل الاقتصاد العمود الفقري لتوجهات المتبرعين وكذلك للانتخابات الأميركية، حيث يعكس دعم المليارديرات لمرشحين مختلفين توجهاتهم الاقتصادية. يدعم ترامب، الذي يتبع سياسة حمائية، عدداً من الشركات الأميركية الكبرى، بينما تفضل الشركات العالمية، خاصة عمالقة التكنولوجيا، دعم كامالا هاريس.

فيما يتعلق بدعم ترامب، قدم 26 من كبار داعميه، والذين تقدر ثرواتهم مجتمعة بـ 143 مليار دولار، نحو 162 مليون دولار لحملته حتى الآن، بينما تحصل هاريس على دعم كبير من عدد من المليارديرات، حيث سنستعرض أبرز 10 متبرعين لكليهما:

دونالد ترامب

إليكم قائمة بأكبر عشرة متبرعين لدونالد ترامب وفقًا لمجلة فوربس:

1- تيموثي ميلون

وريث ثروة أميركية عريقة، تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة في صناعة السكك الحديدية، حيث تبرع بأكثر من 75 مليون دولار للجنة عمل سياسي داعمة لترامب، بما في ذلك 50 مليون دولار بعد إدانته بجريمة من قبل محكمة أميركية.

2- ليندا ماكماهون

أسست ماكماهون وزوجها شركة “عالم المصارعة الترفيهية” (WWE) التي أصبحت عملاقاً ترفيهياً يقدر بمليارات الدولارات. ورغم محاولاتها السابقة الفاشلة للترشح لمجلس الشيوخ، فقد أسهمت بأكثر من 15 مليون دولار في لجان العمل السياسي التابعة لترامب.

3- ديان هندريكس

تعد هندريكس أغنى امرأة عصامية في أميركا، حيث تقدر ثروتها بـ 20.9 مليار دولار، وهي مؤيدة قوية لترامب. تبرعت بأكثر من 6 ملايين دولار للمجموعات الداعمة له، قائلة: “أحتاج إلى رئيس يفهم صعوبة بناء الشركات.”

4- ميريام أديلسون

هي أرملة شيلدون أديلسون، الملياردير المعروف ولها توجيه كبير في الحزب الجمهوري. تبرعت بأكثر من 20 مليون دولار في هذه الدورة الانتخابية، منها 5.8 مليون دولار لدعم ترامب بعد وفاة زوجها.

5- كيلسي وارن

يبلغ صافي ثروته 6.2 مليارات دولار، واشتهرت شركته بمشروع خط أنابيب “داكوتا أكسيس”، وقدم تبرعات كبيرة لدعم ترامب منذ عام 2016.

6- تيموثي دان

شخصية بارزة في لوبي النفط الأميركي، وقد التزم بتقديم 5 ملايين دولار للجنة العمل السياسية لدعم ترامب.

7- إليزابيث أويهلين

تبرعت بمبلغ 5 ملايين دولار لمجموعات ترامب.

8- ريتشارد أويهلين

تبرع بحوالى 5 ملايين دولار أيضاً لمجموعات ترامب.

يعتبر الزوجان من كبار المتبرعين للحزب الجمهوري، حيث أنشأوا شركة ناجحة لمواد التعبئة والتغليف.

9- جيف سبريشر وكيلي لوفلر

قدمت لوفلر دعمًا كبيرًا للجمهوريين، وزوجها هو مؤسس بورصة إنتركونتيننتال، وقد تبرع الزوجان بما يقرب من 5 ملايين دولار لدعم ترامب.

10- فيل روفين

يمتلك ثروة تقدر بـ 2.6 مليار دولار ويعتبر من المقربين لترامب، حيث تبرع حتى الآن بمبلغ 3.3 ملايين دولار لحملته.

كامالا هاريس

بعد انسحاب بايدن، استطاعت كامالا هاريس جمع 310 ملايين دولار في يوليو/تموز، مما ساعدها على بدء أغسطس/آب برصيد 377 مليون دولار. ووفقاً لمصادر متعددة، جمع إجمالي التبرعات لحملتها حوالي 500 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أسرع الحملات جمعاً للأموال في تاريخ الانتخابات الرئاسية.

تتلقى هاريس الدعم من عدة شركات كبرى، بما في ذلك عمالقة التكنولوجيا والمجموعات الأكاديمية المرموقة. دعمها واسع ويعكس الدعم الهائل الذي تلقته من الطبقات المتوسطة والأمريكيين من أصل إفريقي وإسباني.

إليك أبرز عشرة متبرعين لحملة كامالا هاريس حسب ما ورد في منصات ومواقع مختلفة:

1- ريد هاستينغز

ساهم المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس بمبلغ 7 ملايين دولار لحملة هاريس، ليكون هذا أكبر تبرع له على الإطلاق لسياسي.

2- ريد هوفمان

المؤسس المشارك لموقع “لينكدإن” تبرع بمبلغ 1.7 مليون دولار، وأيضاً 7 ملايين دولار دعماً للجان السياسية المؤيدة لبايدن.

3- جورج وأليكس سوروس

يدعم الملياردير جورج سوروس كامالا هاريس بثروته الكبيرة، طالباً من ابنه أليكس دعمها أيضاً.

4- ميليندا فرينش غيتس

أعربت ميليندا، الزوجة السابقة لبيل غيتس، عن دعمها لهاريس، مشيرة إلى أنها تقدم تبرعات للحملة.

5- شيريل ساندبرغ

أيدت المديرة التنفيذية السابقة لشركة ميتا، شيريل ساندبرغ، كامالا لتعزيز منصبها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

6- فينود خوسلا

صرح قطب التكنولوجيا فينود خوسلا بدعمه الواضح لهاريس، مفضلاً إياها على ترامب.

7- مارك كوبان

أعرب رجل الأعمال مارك كوبان عن دعمه لهاريس بعد انسحاب بايدن.

8- سوزان بريتزكر

زوجة ووريث نيكولاس بريتزكر دعمته، ولكن لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول تبرعاتها.

9- كريس ساكا

يدعم كريس ساكا، الذي يمتلك ثروة تقدّر بـ 1.2 مليار دولار، كامالا هاريس، وهو معروف بمعارضته لترامب.

10- روغر ألتمان

مؤسس بنك الاستثمار “إيفركور”، الذي يعتبر هاريس الخيار الأمن للديمقراطيين، وقد قدم لها تبرعات متنوعة.