جدري القرود: أسباب إعلان حالة الطوارئ العالمية وما تأثيراتها؟

By العربية الآن



جدري القرود.. لماذا أُعلن عنه حالة طوارئ عالمية؟

جدري القرود أسباب إعلان حالة الطوارئ العالمية وما تأثيراتها؟
جدري القرود (الجزيرة)
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن التفشي الأخير لمرض جدري القرود في أفريقيا باعتباره “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليا”، وهو المصطلح الذي سبق استخدامه في حالات تفشي الإيبولا وكوفيد-19 وزيادة حالات جدري القرود في أوروبا في عام 2022.

وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية عبر الكاتبة كات لاي أن عدة دول أفريقية تواجه زيادة في حالات الإصابة بالفيروس، مما يثير مخاوف من إمكانية حدوث تفشٍ عالمي.

وفيما يلي ما لدينا من معلومات حتى الآن.

ما هو جدري القرود؟

كما أوضحت الكاتبة، يعد جدري القرود مرضًا معديًا ناجمًا عن فيروس، وتشمل أعراضه أعراض الأنفلونزا الشائعة مثل الحمى والقشعريرة وآلام العضلات وطفح جلدي يتطور إلى بثور مليئة بالسوائل تشكل قشورًا في نهاية المطاف.

وهناك نوعان رئيسيان من الفيروس يُعرفان بـ”الفروع”، حيث تُعرف المجموعة الأولى باسم فروع حوض الكونغو، بينما تُعرف الثانية باسم فروع غرب أفريقيا، وكلا النوعين يمكن أن يكون قاتلاً، على الرغم من أن المجموعة الأولى تميل إلى أن يكون لها معدل وفيات أعلى تاريخيًا.

أعراض جدري القرود (الجزيرة)

ماذا يعني إعلان الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية؟

وذكرت الكاتبة أن الهدف من إعلان الطوارئ هو دفع الوكالات والدول المانحة للعمل على تسريع الوصول للاختبارات واللقاحات والعلاجات الطبية في المناطق المصابة، بالإضافة إلى بدء حملات توعية للحد من الوصمة المرتبطة بالفيروس، على الرغم من أن الاستجابة العالمية للإعلانات السابقة كانت متفاوتة.

وحث الجنرال الدكتور جان كاسيا، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، على ضرورة حشد الجهود والموارد بسرعة للتعامل مع الوضع المتفاقم، حيث أشار إلى أن تصاعد عدد الحالات في أفريقيا تم تجاهله بشكل كبير.

وعبر مايكل ماركس، أستاذ الطب في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، عن أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الموارد، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون إعلان الطوارئ العالمية وسيلة لجذب الانتباه إلى هذا الأمر.

أين تحدث العدوى؟

وفقًا لإحاطة إعلامية من مركز السيطرة على الأمراض في أفريقيا، تم تسجيل حالات عدوى في 34 دولة أفريقية إما أن تُبلغ عن إصابات أو تُعتبر “معرضة لخطر كبير”.

إعلان الطوارئ يهدف إلى تسريع الوصول للاختبارات واللقاحات والعلاجات (شترستوك)

تُعاني جمهورية الكونغو الديمقراطية من تفشٍ حاد للفيروس، حيث تم تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة و524 وفاة منذ بداية العام. وعلى الرغم من أن هذا ليس أمرًا غير مألوف، إلا أن الأرقام لهذا العام تعكس مجمل حالات العام الماضي، بما في ذلك مناطق لم تتعرض للتفشي سابقًا.

كما تم الإبلاغ عن حالات عدوى في دول مجاورة مثل بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.

لماذا ترتفع الإصابات الآن؟

الكاتبة أكدت أن هناك فرعًا جديدًا من السلالة الأولى قد تم اكتشافه في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تم تأكيده أيضًا في كينيا ورواندا وأوغندا، ويُعتقد أن هذا المتغير يلعب دورًا في زيادة الانتشار.

في السابق، كانت السلالة الأولى تنتشر عادة من خلال تناول لحوم الطرائد المصابة، بينما تنتشر السلالة الأولى ب من شخص لآخر، غالبًا عبر الاتصال الجنسي، أو عبر الاتصال الجسدي المباشر، أو عن طريق الفراش والمناشف الملوثة.

الأشخاص المصابون ينقلون الفيروس عبر الحدود (شترستوك)

الدكتورة روزاموند لويس، رئيسة منظمة الصحة العالمية، ذكرت “نحن لا نعرف ما إذا كانت السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال، لكنها تنتشر بأسلوب فعّال”.

لا تزال أنواع أخرى من المرض مستمرة، حيث تسجل جمهورية الكونغو الديمقراطية حالات من السلالة الأولى أ، كما تم الإبلاغ عن السلالة الثانية في الكاميرون وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

تأتي هذه الزيادة في الإصابات وسط ظروف أمنية صعبة وأزمة المناخ، مما يزيد من تقارب البشر مع الطبيعة، وهي عوامل شديدة التأثير كما ذكر الدكتور جان كاسيا.

كيف ينتشر فيروس جدري القرود ولماذا يتأثر الأطفال بشكل غير متناسب؟

يمكن أن يعبر الفيروس الحدود مع الأشخاص المصابين أثناء تنقلاتهم، حيث تم تشخيص إصابة سائق شاحنة كيني قد زار رواندا وتنزانيا وأوغندا.

ينتشر الفيروس أيضًا عبر الاتصال الجنسي، حيث كان العاملون في مجال الجنس يمثلون نسبة عالية من الإصابات. خلال تفشي مرض جدري القرود العالمي في 2022، كانت الغالبية العظمى من الحالات بين الرجال المثليين ومزدوجي الميل الجنسي.

لقاحات متوفرة ولكن هناك مشاكل في توزيعها، حيث تحتاج أفريقيا إلى 10 ملايين جرعة متاحة منها 200 ألفًا فقط (شترستوك)

حاليا، يشكل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا أكثر من 70% من حالات جدري القرود و85% من الوفيات في الكونغو. وأوضح الخبراء أن ذلك قد يعود لاختلافات في جهاز المناعة، بجانب مشاكل سوء التغذية التي تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

في حين أن كبار السن في المنطقة قد تم تطعيمهم بلقاح الجدري الذي يوفر بعض الحماية، فإن الأجيال الأصغر ليست في نفس الوضع.

جريج رام، مدير منظمة “أنقذوا الأطفال” في الكونغو، أعرب عن قلقه بشأن انتشار العدوى في مخيمات اللاجئين الشرقية المزدحمة، حيث يوجد 345 ألف طفل يعيشون في ظروف غير صحية.

هل هناك لقاحات متاحة؟

الكاتبة ذكرت وجود لقاحات ولكن هناك تحديات في إيصالها، حيث تحتاج أفريقيا إلى 10 ملايين جرعة ولكن المتوفر حاليًا هو 200 ألف فقط، مما يعوق الاستجابة الفعّالة.

لا تزال خطط التطعيم قيد المناقشة، ومن المرجح أن تشمل تتبع وتطعيم المخالطين للحالات وتركيز الجهود على مجموعات معرضة مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

أطلقت منظمة الصحة العالمية قائمة استخدام طارئة للقاحين، مما يسمح لمنظمات مثل “جافي” و”اليونيسيف” بشرائهما للتوزيع.

ماذا حدث مع آخر تفشٍ كبير؟

ختامًا، ذكرت الكاتبة أن وباء جدري القرود العالمي في عام 2022، الذي بدأ في أوروبا، أثر بشكل خاص على مجتمعات المثليين. في يوليو/تموز من العام المذكور، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة، وبدأت برامج تتبع للمخالطين مع تقديم تطعيم شامل، وتم رفع حالة الطوارئ في مايو/أيار 2023 بعد تسجيل حوالي 90 ألف إصابة.

المصدر: غارديان



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version