### رحلة جمال مصطفى: عشر سنوات في المعتقل
تعتبر قصة جمال مصطفى السلطان، الذي كان سكرتيراً ثانياً للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واحدة من الحكايات المؤلمة التي شهدها العراق خلال فترة الحروب والصراعات. كان جمال قد تم تكليفه بجمع شيوخ العشائر للدفاع عن بغداد، لكنه عاد ليجد المدينة وقد سقطت تحت الاحتلال. فاصبح مطلوباً ويظهر على قائمة الأسماء الأشد خطراً.
### اعتقاله والتهم الموجهة إليه
بعد تدهور الأوضاع، اضطر جمال إلى الهروب إلى سوريا، حيث تم إعادته إلى العراق واعتقاله. ووجهت له تهم بقيادة المقاومة وتفجير سيارات مفخخة، ولكن لم تتمكن المحكمة من إثبات أي شيء ضده.
في عام 2011، جاءت مفاجأة حيث أعلمه القاضي أنه يمكن الإفراج عنه ولكن مقابل مبلغ مالي كبير لا يمتلكه. وعندما اقترح بيع قطعة أرض ورثها عن أجداده، قوبل بالرفض، مما أدى إلى إبقائه في المعتقل لفترة إضافية.
### العلاقة مع مسعود بارزاني
بعد الإفراج عنه، انتقل جمال إلى أربيل حيث التقاه الزعيم الكردي مسعود بارزاني، الذي أكد له دعمه ومساعدته في استخراج جواز سفر. وأشاد جمال بشجاعة بارزاني، مشيراً إلى أنه كان هناك اتفاق مسبق بعدم توجيه السلاح ضد الجيش العراقي.
### حكايات من زمن الحرب
يتحدث جمال عن الأوضاع في العراق قبل الحرب، حيث كُلف بجمع شيوخ العشائر ودعم الجيش في مواجهة المحتل. التقى خلال تلك الفترة بالعديد من الشيوخ، وعندما بدأت الحرب، وجد نفسه في وضع صعب. فكانت بغداد قد احترقت ولم يكن لديه خيار سوى مغادرتها.
### الاعتقال في 2003
يتذكر جمال تفاصيل اعتقاله في أبريل 2003، وكيف حدثت تلك اللحظة الفاصلة. بعد فترة قصيرة من مغادرته العراق، اعتقل مع مجموعة من الأصدقاء في نقطة تفتيش، وتم اقتيادهم إلى المعتقل الأمريكي، حيث واجهوا تحقيقات وصنوفاً من المعاناة النفسية والجسدية.
### النقطة المحورية في الاعتقال
وعن تجربة الاعتقال والتحقيقات، يوضح جمال أن جميع الاستجوابات كانت مركزّة على مسألة أسلحة الدمار الشامل ولقاءاتهم مع الطيار الأمريكي المحتجز. كان التحقيق يتضمن تعذيباً وتجريحاً نفسياً، وهو ما ترك آثاراً عميقة في نفسه.
هذه التجارب الأليمة تعكس واقعاً مظلماً عاشه العراق وشعبه في تلك الفترة، مما يبرز أهمية سرد هذه الحكايات لفهم المآسي التي مر بها البلد.**تجربة داخل السجن: اعتقال وذكريات المقاومة**
تتحدث القصة هنا عن تجربة شخصية مع الاعتقال، حيث يستذكر أحد المعتقلين كيف كانوا يُخرجون للرياضة في السجن، حيث يتذكر لحظة اعتقال الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، ويتحدث عن التأثير العميق لهذا الاعتقال على آمال الشعب العراقي في التحرير.
**عمل مستمر في السجن**
يصف المعتقل أعمال النجارة والحرف التي كانت تُجرى في مجمع السجن، والذي كان مُحاطًا بستائر تعيق رؤيتهم. ويعبّر عن شعوره بالقلق والمجهول حول ما يجري في ذلك الجانب من السجن.
**تعزيز المقاومة**
عندما سُئل عن دور صدام حسين في المقاومة، أوضح المعتقل أن المقاومة بدأت بعد الاحتلال، وأن الرئيس الراحل كان رمزًا للأمل للعراقيين والعرب. ويشير إلى أن الهيكلية العسكرية التي كانت قائمة أفسحت المجال لعمل المقاومة.
**رسائل من العائلة**
توقف المعتقل عند فترة غيابه عن عائلته، مُشيرًا إلى أنه انتظر عامين كاملين حتى تواصل مع أسرته. وتحدّث عن الطريقة التي استخدمها للاتصال بعائلته من خلال رسالة كتبها إلى مدرب كرة القدم عمو بابا، والتي تم إيصالها وتحقيق التواصل بينهم من جديد.
**اللقاءات العائلية المنقطعة**
ويُشير المعتقل إلى أنه لم يُشاهد عائلته في 18 عامًا، منوّهًا إلى فترات قصيرة كان يتم فيها الاتصال من قبل القوات الأمريكية، والتي أعطتهم بعض الوقت للتواصل مع عائلاتهم.
**الخروج إلى الحرية**
بعد خروجه من المعتقل في عام 2021، يتحدث المعتقل عن دعم أصدقائه العراقيين وكيف كانت رحلته إلى إقليم كردستان، حيث جرى استقباله بحفاوة من قبل مسعود بارزاني، الذي ساعده في إنجاز جواز سفره للالتحاق بعائلته.
**الفساد والرشوة في العدالة**
يتطرق المعتقل إلى حادثة طلب قاضٍ للرشاء مقابل الإفراج عنه، ويصف كيف وُجهت له اتهامات باطلة، ويتحدث عن الأجواء الفاسدة التي كانت محيطة به، مُشيرًا إلى أنه لم يكن لديه موارد لمد يد العون للعدالة الفاسدة.
في نهاية الحديث، أعرب المعتقل عن شكره لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، لدعمه وحماية عائلته.