حرب غزة: كذب إسرائيل سلاحها المستمر في الصراع

By العربية الآن


دروس الحرب على غزة: الكذب ذخيرة إسرائيل التي لا تنضب

نتنياهو ما زال يحظى بالدعم الأميركي المطلق من الحزبين الديموقراطي والجمهوري (الصور من تصوير مكتب الصحافة الحكومي الذي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام)
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو (مكتب الصحافة الحكومي)

على مدى شهور الحرب في غزة، اعتمدت إسرائيل استراتيجية الكذب كأسلوب لتبرير العديد من الجرائم، تخفيفًا للحقائق، والتحايل على المواقف الدولية. فالكذب أصبح سلاحًا سياسيًا وعسكريًا يستخدمه المسؤولون الإسرائيليون ضد أعدائهم وحلفائهم وكذلك تجاه المجتمع الإسرائيلي نفسه.

بلغت جرأة نتنياهو في الكذب حد تقديم خطة لصفقة تبادل الأسرى للرئيس بايدن، الذي تبناها قبل أن يتفاجأ بتراجع نتنياهو عنها.

هذه الأكاذيب ليست استثنائية، إذ يعود مسار الكذب الإسرائيلي إلى تأسيس الدولة، حيث اعتمدت على أساطير مثل “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”. ومع ذلك، ظل العالم يتجاهل هذه الأكاذيب لأوقات طويلة، ولكن هذا الوضع بدأ يتغير بعد أحداث طوفان الأقصى، حيث باتت تصرفات المسؤولين الإسرائيليين تحت المجهر.

في هذا السياق، أشار الصحفي الاستقصائي الأميركي بوب وودورد في كتابه الجديد “الحرب”، إلى شكوى بايدن من كذب نتنياهو المستمر، حيث وصفه بالكاذب المدمر، ولفت إلى أن غالبية موظفيه يحملون نفس السمات.

إعلان

من المثير للجدل أن نتنياهو لم يتوانَ حتى عن تغيير خطط صفقة الأسرى بعد أن تم الإعلان عنها، مما جعل الإدارة الأميركية تعود لتحميل حماس المسؤولية، وكأن إسرائيل يمكن أن تواصل أكاذيبها دون ملاحقة. هذا الوضع يعكس كيف أن الصهيونية اتخذت من الكذب سلاحًا لفرض آرائها وتحقيق أهدافها عبر السيطرة على وسائل الإعلام مؤثرة.

استمر المسؤولون الإسرائيليون في ترديد الأكاذيب حول أحداث السابع من أكتوبر في كل مناسبة، مدعومين من إعلاميين يرددون نفس الأهازيج.

ومع بدء أحداث طوفان الأقصى، بدأت ماكينة الكذب الإسرائيلية تلقى الاتهامات ضد الفلسطينيين بشكل غير مسبوق، لتصل إلى حد اتهامهم بارتكاب فظائع لم تحدث. على الرغم من الأدلة التي تنفي صحة هذه الروايات، إلا أنها ساهمت في تبرير المجزرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

إعلان

الأهم هنا هو أنه رغم عدم تصديق الغالبية العظمى من المتابعين للخطاب الإسرائيلي، إلا أن هدف الكذب مستمر، إذ إن بعض الجماهير ستصدق هذه الأكاذيب في النهاية. فهم يستمرون في تقديم الاستشهادات بأنهم يتخذون الاحتياطات لحماية المدنيين بينما يستهدفون المدنيين والمرافق الحيوية بشكل يومي.

استمر المسؤولون في توظيف الأكاذيب مستندين إلى مزاعم حماية المدنيين بينما هم يقصفون أماكن معروفة بتواجد النساء والأطفال فيها.

خلال الحرب، سقط عدد كبير من الضحايا نتيجة القصف على المستشفيات وغيرها من المنشآت الطبية، حيث أظهرت الردود اللاحقة من المسؤولين الإسرائيليين تباينًا واضحًا في الروايات، ولكن الكذب حقق غايته في تبرير الهجمات الإسرائيلية.

هذا التكتيك يمكن مشاهدته في كيفية رد فعل بعض الغربيين الذين يجدون صعوبة في إدانة أفعال إسرائيل، مما يعكس حالة التردد والشك التي يسعون لضمانها عبر تكرار الأكاذيب.

# استغلال الكذب في الحرب: واقع مأساوي في غزة

فتح مستشفى الشفاء في نواحي الخيال أبوابه أمام العالم، حيث قدم مجسمًا ثلاثي الأبعاد يظهر مقر القيادة العامة لكتائب القسام كمدينة تحت المستشفى. وقد اتهمت إسرائيل كتائب القسام باستخدام مستشفيات أخرى مثل الرنتيسي وكمال عدوان والإندونيسي في تنفيذ عملياتها العسكرية.

## المسرحيات الفاشلة للجيش الإسرائيلي

نفذ المتحدثون العسكريون في المستشفيات مسرحيات تُظهر وجود سلاح فيها، إلا أن تلك المحاولات تعرضت للسخرية عالميًا. لم يتمكنوا من العثور على أي دليل يثبت وجود مقر قيادة تحت مستشفى الشفاء أو سلاح في المستشفيات الأخرى. تحولت ادعاءاتهم إلى مادة للسخرية، ورغم ذلك، يبدو أنهم غير مكترثين، حيث يُعتبر كذبهم جزءًا من خطة سياسية وعسكرية مدروسة لتبرير الاعتداءات على المنظومة الصحية في غزة.

## تدمير المنظومة الصحية

حقق الاحتلال هدفه فعلاً في تدمير المنظومة الصحية، التي تُعتبر أحد أهم عوامل صمود الفلسطينيين في أرضهم. يعلم الاحتلال أن استمرار تقديم الخدمات الطبية للفلسطينيين سيفشل مشروع التطهير العرقي غير المعلن عنه.

استمر الاحتلال في زعم اتخاذ احتياطات لحماية المدنيين، بينما يقصف المنازل التي تحتوي على النساء والأطفال، ويستهدف المدارس التي تأوي الآلاف من النازحين. واصل أيضًا ادعاء السماح بدخول المساعدات إلى غزة، رغم الحصار المفروض والذي يُستخدم كوسيلة لتجويع الفلسطينيين.

## آثار طوفان الأقصى

تُطرح تساؤلات حول ما إذا كان طوفان الأقصى سيساهم في تغيير الصورة النمطية لإسرائيل في الرأي العام الدولي، من مرحلة الكذب بلا عواقب، إلى مرحلة يصبح فيها هذا الكذب محط انتقادات.

وتظهر العديد من الحقائق، منها أن لدى جيش الاحتلال تقنيات متقدمة للتجسس، وتمكنه من معرفة من يسكن في المباني المستهدفة. كما أن منظمات الإغاثة أكدت كذب ادعاءات الاحتلال بمنع دخول المساعدات. يستمر الكذب طالما أنه يحقق الأهداف، ويؤمن الدعم من الإعلام والحكومات الغربية.

## تحديات المستقبل

تدرك إسرائيل أن استخدامها للكذب قد أثر على صورتها، التي حاولت كثيرًا تجميلها عبر سردية المظلومية. لكن، ومع ذلك، لا زالت تعتمد على استراتيجيات الكذب، معتمدة على قوة الدعاية الصهيونية في ترميم صورتها.

هذا التحدي سيكون أمام مناصري القضية الفلسطينية في السنوات القادمة، حيث يتعين عليهم الاستمرار في جهودهم لكشف أكاذيب الاحتلال، وعدم الاستسلام لضغوط الوقت، فالنسيان يعتبر من أكبر أعداء الحقيقة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version